في بلد تطحنه المأساة.. العراقيون يضحكون في “كوميدي ستار”

لغير العراقيين في الخارج في وقتنا الحالي، ربما تسود فكرة أن الشعب العراقي لديه الكثير من الأمور والشواغل التي تمنعه من الضحك، بحجة أن الضحك رفاهية في هذا الوقت الصعب والعصيب.
على أن برنامجاً تلفزيونياً يبث حالياً بدأ يحظى بأعلى نسب المشاهدة في العراق، وربما يكون غريباً عندما يعرف أن البرنامج يتعلق بالمواهب الكوميدية في بلد يعيش مأساة حقيقية.

البرنامج الذي يحصد أعلى المشاهدات في العراق هو "نجم كوميدي" أو "كوميدي ستار"، المتخصص باختيار المواهب والكوميدية عبر مراحل تنافسية، وهو برنامج من بنات أفكار الفنان الكوميدي المعروف جاسم شرف، الذي يعمل في البرنامج نفسه بصفته عضو لجنة تحكيم.

ويقول شرف إنه خرج بهذه الفكرة بعد أن مل من برامج المواهب الأخرى التي تعرض في القنوات التلفزيونية المختلفة، والتي لا تعرض أي شيء عن الكوميديا.

 ويضيف: "لقد شاهدت برنامجاً بعنوان ‘نجم العراق’ ولم يقدم سوى مواهب غنائية.. وبصفتي ممثلاً كوميدياً، بدأت أتساءل ‘لماذا لا يتم تقديم سوى المواهب الغنائية؟ لماذا لا يتم تقديم مواهب في التمثيل؟’"

ونقل شريف فكرته إلى قناة "الرشيد" التلفزيونية، وبعد شهور قليلة، بدأ عرض البرنامج على الهواء.

والمشاركة في البرنامج مفتوحة للجميع، بمن في ذلك الفتيات، ويمكن للمتنافسين أن يفعلوا ما يشاءون، بدءاً من التهريج وانتهاء بالسخرية، طالما أن ما يفعله يثير الضحك.

وتعرض المسابقة أمام جمهور يتسم بالقسوة، بالإضافة إلى لجنة تحكيم مكونة من خمسة كوميديين، هم جاسم شريف، وسامي محمود وحسين علي هارف وإحسان دعدوش وسوسن شكري، كما ذكرت قناة الرشيد في معرض تعريفها بالبرنامج.

من بين المتسابقين، وليد صابر (23 عاماً) الذي قال لـCNN إنه قاد سيارته لأكثر من 6 ساعات من أجل المشاركة في البرنامج، وهناك الكثير من أمثاله، الذين يأتون إلى ستوديو بإمكانيات بسيطة، من مختلف أنحاء العراق للحصول على فرصة المشاركة في البرنامج.

أما الجائزة الكبرى التي يحصل عليها المتسابق النهائي فهي عبارة عن سيارة جديدة والمشاركة في برنامج تلفزيوني خاص.

بالنسبة للحكم إحسان دعدوش فالأمر أكثر من مجرد البحث عن الضحك، فهو يبحث عن استمرارية المهنة ويمنح الفرص للفنانين الموجودين حالياً وأولئك القادمين، كما قال لـCNN.