تصفيات مونديال 2010: “المانشافت” يسقط الدب الروسي
انتزع المنتخب الألماني لكرة القدم بطاقة التأهل لنهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا اثر فوزه الثمين 1-0 على مضيفه الروسي في المباراة التي جرت بينهما على ملعب “لوجنيكي” في العاصمة الروسية موسكو ضمن الجولة قبل الأخيرة من منافسات المجموعة الرابعة
بالتصفيات الأوروبية المؤهلة للبطولة.
وضمن المنتخب الألماني "الماكينات" التأهل للنهائيات بغض النظر عن نتيجة مباراته الأخيرة في المجموعة أمام المنتخب الفنلندي يوم الأربعاء المقبل.
ويدين المنتخب الألماني بالفضل في هذا الفوز الثمين إلى مهاجمه المخضرم ميروسلاف كلوزه الذي أحرز الهدف الوحيد للمباراة في الدقيقة 35 ليطيح بآمال نظيره الروسي في حجز بطاقة التأهل المباشر من هذه المجموعة إلى النهائيات.
ورفع المنتخب الألماني رصيده على 25 نقطة ليصبح المنتخب الثالث عشر الذي يحجز مقعده في النهائيات بينما تجمد رصيد المنتخب الروسي "الدب الروسي" عند 21 نقطة في المركز الثاني وأصبح أمله في التأهل للنهائيات معلقا بالنجاح في الملحق الأوروبي الفاصل.
وفشل المنتخب الروسي بقيادة مديره الفني الهولندي جوس هيدينك في استغلال النقص العددي في صفوق ضيفه بعد طرد اللاعب جيروم بواتينج مدافع هامبورج الألماني في الدقيقة 69 لتحقيق التعادل علما بأن المباراة كانت الأولى لبواتينج مع المنتخب الألماني.
ولعب حارس المرمى الألماني رينيه أدلر دورا كبيرا في حرمان المنتخب الروسي من تحقيق التعادل في الدقائق الأخيرة من المباراة حيث تصدى للعديد من الهجمات الروسية الخطيرة ليحافظ على فوز الماكينات.
كما كان للأداء الخططي المتميز من قبل المدرب يواخيم لوف المدير الفني للمنتخب الألماني دور كبير في خروج المباراة بهذه النتيجة حيث اعتمد على تشكيل يميل للنزعة الدفاعية خشية المجازفة في هذه المباراة الصعبة.
وقال لوف "كنت مقتنعا على مدار الأسبوع بأكمله بأننا سنكون في غاية التركيز. شعرت بأن جميع أفراد الفريق لديهم الرغبة في تحقيق الفوز وعدم اللعب على التعادل.. ويجب أن أعترف أيضا بأن الحظ حالفنا قليلا في بعض المواقف".
ووضع لوف خمسة لاعبين في وسط الملعب مع بقاء كلوزه بمفرده في الهجوم وبالفعل جاء هدف المباراة الوحيد بعد أداء رائع من لاعبي خط الوسط حيث تبادل مسعود أوزيل الكرة مع لوكاس بودولسكي قبل تمريرها إلى كلوزه ليسجل منها الهدف.
وأثبت بواتينج جدارته خلال هذه المباراة بعدما نجح في إيقاف خطورة لاعب خط الوسط الروسي أندري أرشافين نجم أرسنال الإنجليزي مثلما أوقف خطورة النجم الفرنسي فرانك ريبيري لاعب خط وسط بايرن ميونيخ خلال مباراة هامبورج مع بايرن بالدوري الألماني "بوندسليجا".
ورغم ذلك، نجح أرشافين الذي كان مصدر قلق كبير للمدرب الألماني لوف قبل المباراة في تشكيل خطورة كبيرة في نهاية المباراة التي جرت على ملعب من النجيل الاصطناعي.
وجاءت بداية المباراة هادئة في ظل حرص كل من الفريقين تجاه الآخر. وأهدر ألكسندر كيرزاكوف فرصة خطيرة للمنتخب الروسي في بداية اللقاء بينما تصدى سيرجي إجناشيفيتش مدافع المنتخب الروسي لتسديدة قوية أطلقها بودولسكي.
وصنع أرشافين أخطر فرصة في الشوط الأول عندما هرب من بواتينج في الدقيقة 30 ومر من سيمون رولفس ثم مرر الكرة إلى فلاديمير بيستروف ليسددها تجاه المرمى الألماني لكن أدلر تصدى للتسديدة الضعيفة.
وبعدها بخمس دقائق فقط، عاقب المنتخب الألماني مضيفه بهدف المباراة الوحيد الذي سجله كلوزه ليكون الهدف رقم 48 له في المباريات الدولية مع المنتخب الألماني.
وكانت المباراة هي الأولى عبر التاريخ لأي منتخب ألماني على النجيل الاصطناعي ولكن الفريق نجح في التغلب على هذه العقبة وأصاب نحو 75 ألف مشجع احتشدوا في مدرجات الملعب بالصمت على مدار الشوط الأول من اللقاء. ودفع هيدينك بلاعب خط الوسط المهاجم ديمتري توربينسكي مع بداية الشوط الثاني لتدعيم هجوم الفريق الذي يقوده رومان بافليوتشنكو وبافل بوجربنياك.
وسدد أرشافين كرتين قويتين ولكن أدلر تصدى لهما باتقان كما سدد بيستروف كرة رائعة برأسه وسط الهجوم الروسي المكثف لكنها لم تسفر عن شيء.
ورد المنتخب الألماني بتسديدة من مسافة بعيدة أطلقها أوزيل لتلمس الجزء العلوي من العارضة في طريقها إلى خارج الملعب.
ولكن هجمات المنتخب الروسي التالية أصبحت أكثر خطورة وخاصة عندما اخترق يوري جيركوف دفاع المنتخب الألماني ودخل إلى منطقة الجزاء ومرر الكرة أمام المرمى لكنها لم تجد المتابع.
وحاول بواتينج التصدي لهجمة روسية أخرى من ناحية اليسار فأسقط بيستروف على حدود منطقة الجزاء ولم يتردد الحكم السويسري ماسيمو بوساكا في إشهار البطاقة الصفراء الثانية في وجه بواتينج ليطرده من الملعب حيث نال بواتينج البطاقة الأولى قبل نهاية الشوط الأول مباشرة للخشونة مع نفس اللاعب.
وعاد أدلر للتألق من جديد فتصدى لتسديدة من بافليوتشنكو مهاجم توتنهام الإنجليزي كما رفض الحكم مطالب لاعبي المنتخب الروسي باحتساب ضربة جزاء لصالحهم عندما أسقط آرنه فريدريش مدافع المنتخب الألماني اللاعب بيستروف داخل منطقة الجزاء.
وقال هيدينك "سنحت لنا فرصتان أو ثلاثة فرص جيدة بالإضافة لعدد من أنصاف الفرص ولكن الاختلاف كان في فعالية المنتخب الألماني.. كنا نعلم أن المنتخب الألماني سيكون منافسا صعبا. ما زلت أعتقد أننا قدمنا عرضا جيدا لكننا لم نستغل الفرص التي سنحت لنا".
الآزوري يتنفس الصعداء
أفلت المنتخب الإيطالي لكرة القدم من كمين مضيفه الأيرلندي وانتزع بطاقة التأهل لنهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا بتعادله الثمين 2-2 في المباراة التي جرت بينهما على ملعب "كروك بارك" في العاصمة الأيرلندية دبلن ضمن الجولة قبل الأخيرة من مباريات المجموعة الثامنة في التصفيات الأوروبية المؤهلة للبطولة.
ورفع المنتخب الإيطالي حامل لقب كأس العالم 2006 رصيده إلى 21 نقطة في صدارة المجموعة وحافظ على فارق الأربع نقاط التي تفصله عن المنتخب الأيرلندي صاحب المركز الثاني وذلك قبل الجولة الأخيرة من مباريات المجموعة.
وأصبح المنتخب الإيطالي سابع المتأهلين من القارة الأوروبية إلى النهائيات بعد منتخبات هولندا وأسبانيا وإنجلترا وألمانيا والدنمارك وصربيا والمنتخب رقم 16 الذي يصل لنهائيات كأس العالم 2010 حتى الآن.
وتقدم المنتخب الأيرلندي مرتين وتعادل المنتخب الإيطالي "الآزوري" في المرتين حيث افتتح جلين ويلان التسجيل بهدف مبكر للمنتخب الأيرلندي في الدقيقة الثامنة وتعادل ماورو كامورانيزي للمنتخب الإيطالي في الدقيقة 26 لينتهي الشوط الأول بالتعادل.
وفاجأ المنتخب الأيرلندي ضيفه بهدف التقدم الثاني في الدقيقة 87 عن طريق اللاعب شين ليدجر قبل أن يحرز البديل ألبرتو جيلاردينو هدف التعادل في الدقيقة 90 ليقود فريقه إلى التأهل للنهائيات دون انتظار لمباريات الجولة الأخيرة التي يلتقي فيها نظيره القبرصي بينما يلتقي فيها المنتخب الأيرلندي منتخب مونتنجرو "الجبل الأسود" يوم الأربعاء المقبل.
ورغم الهزيمة، ضمن المنتخب الأيرلندي البقاء في المركز الثاني بالمجموعة والتأهل للملحق الأوروبي الفاصل مستفيدا من هزيمة المنتخب البلغاري 1-4 أمام مضيفه القبرصي في وقت سابق.
وبدأ المنتخب الأيرلندي المباراة بشكل جيد وتقدم بهدف مبكر سجله ويلان من تسديدة أطلقها من خارج منطقة الجزاء في شباك جانلويجي بوفون حارس مرمى المنتخب الإيطالي.
وأثار المدافع الإيطالي فابيو جروسو حماس فريقه وأعلن عن بداية رد الفعل بعدما لعب كرة عرضية نموذجية اخترقت الدفاع الأيرلندي لكنها لم تجد من يتابعها من الهجوم الإيطالي.
وبينما لم تسنح أي فرصة خطيرة لزميليه المهاجمين أنطونيو دي ناتالي وفنشنزو إياكوينتا، سدد جروسو مجددا كرة قوية في الدقيقة 25 ولكن حارس المرمى الأيرلندي شاي جيفن تصدى لها ببراعة.
ولكن جيفن فشل في الدقيقة التالية في التصدي لضربة الرأس التي لعبها كامورانيزي وسجل منها هدف التعادل لإيطاليا اثر ضربة ركنية لعبها أندريا بيرلو.
وافتتح الأيرلندي جون أوشيا الشوط الثاني بضربة رأس لم تسفر عن شيء كما لعب زميله ريتشارد دان كرة أخرى برأسه في الدقيقة 58 اثر ضربة ركنية ولكنها لم تسفر عن شيء.
وبدا أن المنتخب الإيطالي يسعى للحفاظ على التعادل الذي يكفيه للتأهل بينما كان المنتخب الأيرلندي أكثر استحواذا على الكرة.
ومن إحدى الهجمات القليلة للمنتخب الإيطالي، حاول جانلوكا زامبروتا مفاجأة الحارس الأيرلندي جيفن بتسديدة مباغتة ولكنها مرت بجوار القائم.
واشتعلت المباراة في الدقائق الأربع الأخيرة حيث سجل ليدجر هدف التقدم الثاني لأيرلندي ولكن جيلاردينو سجل هدف التعادل لإيطاليا اثر تمريرة من إياكوينتا ليحافظ الفريقان على سجلهما خاليا من الهزائم حتى الآن بعد تسع مباريات لكل منهما في المجموعة.
وقال المدرب مارشيللو ليبي المدير الفني للمنتخب الإيطالي إنه مقتنع للغاية بالأداء والنتيجة. وأوضح "حققنا الهدف ولكننا جازفنا كثيرا. ولو خسرنا المباراة كانت ستصبح نتيجة غير عادلة لأن اللاعبين لعبوا من قلوبهم".
أمال مهدد
أوقف المنتخب الأوكراني لكرة القدم انتصارات نظيره الإنجليزي في التصفيات الأوروبية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا وتغلب عليه 1-0 في الجولة قبل الأخيرة من مباريات المجموعة السادسة بالتصفيات.
والهزيمة هي الأولى للمنتخب الإنجليزي في المجموعة بعد الفوز في جميع المباريات الثماني الأولى حيث ضمن الفريق تأهله للنهائيات. ورفع المنتخب الأوكراني رصيده إلى 18 نقطة انتزع بها المركز الثاني في المجموعة بفارق نقطة أمام نظيره الكرواتي الذي تراجع للمركز الثالث بينما تجمد رصيد المنتخب الإنجليزي عند 24 نقطة في صدارة المجموعة.
وشهدت الدقيقة 14 طرد حارس المرمى الإنجليزي روبرت جرين بعدما تسبب في ضربة جزاء للمنتخب الأوكراني ولكن المهاجم الأوكراني المخضرم الشهير أندريه شيفتشنكو أهدر ضربة الجزاء قبل أن يستغل أصحاب الارض النقص العددي في صفوف الضيوف ليسجل سيرجي نازارينكو هدف اللقاء الوحيد في الدقيقة 29.
وبذلك ستشهد الجولة الأخيرة في هذه المجموعة صراعا بين المنتخبين الأوكراني والكرواتي على المركز الثاني أملا في الصعود للملحق الفاصل.
ويواجه المنتخب الأوكراني في الجولة الأخيرة اختبارا سهلا خارج ملعبه أمام منتخب أندورا كما يحل المنتخب الكرواتي ضيفا على كازاخستان.