معارك محتدمة في البصرة بين القوات العراقية والميليشيات
يستمر القتال جنوبي مدينة البصرة العراقية بين القوات العراقية والميليشيات، وقال شهود عيان ان دوي القصف المدفعي وقذائف الدبابات لا يزال يسمع.
واندلعت لاحقا اشتباكات في مدينة الصدر ببغداد بين القوات الامريكية والعراقية من جهة ومليشيا جيش المهدي من جهة أخرى، حسبما نقلت وكالة الانباء الفرنسية عن مسؤولين امنيين وشهود عيان.
وتعد هذه الاشتباكات الاولى من نوعها منذ 21 أكتوبر تشرين الاول الماضي، حيث لقي 50 شخصا حتفهم في حملة عسكرية امريكية.
وقد لقي تسعة مسلحون حتفهم في الصراع، اربعة منم في اشتباكات مع القوات العراقية والخمسة الآخرون في غارة جوية امريكية.
وقال قائد القوات العراقية الفريق الركن علي غيدان ان العملية العسكرية الواسعة والتي اطلق عليها "صولة الفرسان" تهدف الى "تطهير البصرة" ممن وصفهم بالخارجين عن القانون.
واضاف غيدان ان قواته حجزت كميات من الاسلحة والمتفجرات.
وافادت تقارير لم يتسن تدقيقها ان قصفا استهدف المنطقة الخضراء، وان اعمدة دخان تتصاعد منها.
وقد تم ارسال ثلاث وحدات تابعة للجيش العراقي الى البصرة يوم الثلاثاء ما يرفع عدد الجنود المشاركة في العملية الى نحو 15 الف جندي.
كما تقوم الطائرات التابعة لقوات التحالف بالتحليق في سماء البصرة في عمليات مراقبة مستمرة بهدف دعم العملية العسكرية الدائرة، حسبما قال الناطق باسم الجيش البريطاني المايجور توم هولواي لبي بي سي.
واضاف الناطق البريطاني ان القوات البريطانية التي سلمت امن البصرة للعراقيين في دسمبر/ كانون الاول الماضي متمركزة في مطار البصرة ولا تتدخل في القتال.
في المقابل، افيد بأن رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي يتواجد في البصرة ويشرف على سير العمليات العسكرية بنفسه من احدى القواعد العسكرية في المدينة، وسط انباء عن ابعاد مسؤولين أمنيين في المدينة.
وفي تصريح له يوم الاثنين قال المالكي ان الحكومة المركزية قد قررت " اعادة فرض الامن والاستقرار والقانون" في المدينة.
وافيد بأن احدى اشرس المعارك التي جرت شاركت فيها ميليشيا جيش المهدي، في الوقت الذي قام به الجيش العراقي بعمليات ومداهمات في عدة اجزاء من المدينة التي وصفها المراسلون بأنها صارت منطقة عسكرية.
وتفرض سلطات المدينة بالفعل حظرا مسائيا للتجول لأجل غير مسمى بسبب الموقف الأمني.
العصيان المدني
وقال مسؤولون طبيون بالمدينة ان مستشفيات البصرة استقبلت عددا كبيرا من الجرحى لتلقي العلاج.
على صعيد آخر، اعلن ناصر الربيعي رئيس كتلة مقتدى الصدر البرلمانية ان انصار التيار الصدري سيوسعون حملة العصيان المدني التي بدأوا بتنفيذها للاحتجاج على الاعتقالات.
وقال الربيعي ان حملة العصيان المدني تهدف الى "الاحتجاج على الاعتقالات التي تطال صفوف اتباع التيار الصدري والعمليات المستمرة ضد جيش المهدي على الرغم من التزامه وقف اطلاق النار".
وكان مقتدى الصدر قد مدد الشهر الماضي وقفا لاطلاق النار وذلك بعد انتهاء تجميد انشطة جيشه والتي استمرت ستة اشهر بدأت في اغسطس/ آب الماضي.
الا ان التقارير تفيد ان الميليشا تخوض معارك مع مليشيات شيعية متنافسة لفرض النفوذ في المدينة.
ورغم وقف اطلاق النار، حصل عدد من عمليات الاغتيال والاختطاف في البصرة التي تعد احد معاقلها القوية.
ويقول مراسلون ان العصابات الاجرامية تتنافس للسيطرة على طرق تهريب النفط المربحة.
وتعتبر حقول النفط في البصرة هي مصدر معظم العائدات العراقية.
التحقيق البريطاني
ويقول مراسلنا آدم بروكس ان العملية تستهدف على ما يبدو تخفيف قبضة المليشيات والعصابات الاجرامية على اهم مدينة اقتصادية في العراق.
على صعيد آخر، اعلن وزير العدل البريطاني جاك سترو ان لندن لن تجري اي تحقيق حول مشاركة الجيش البريطاني في الحرب على العراق قبل ان ينهي الجيش مهامه هناك.
وقال سترو في مقابلة مع بي بي سي ان بنظره، فتح تحقيق في هذا القضية الآن سيؤثر سلبا على معنويات اكثر من 4 آلاف جندي بريطاني يساعدون في مهام تدريب القوات العراقية.