فساد أكاديمي بقلم فؤاد الأتاسي
أعزائي قرآء هذا المنبر الحر الشريف :إن هذا الفيروس الذي استشرى في بلدنا الأبي ،لأشد خطورة من كافة الفيروسات التي تناولتها في مقالاتي السابقة , انه أخطر على المجتمع من انفلونزا المحسوبية و الشللية
و هو ألعن من انفلونزا الفساد انه بخطورة شهادة الزور
لقد كان شعراء أمتنا العربية العريقة ذات التاريخ المشرف يتغنون بأمجاد الأمة وبشجاعة رجالها و بسالتهم . لم أعرف شاعرا واحدا قال: يا رجال العرب انبطحوا لم أسمع بشاعر تغنى بالخوف والجبن و الاستسلام .
ولكن عندما حصلت الكارثة في العمل وجدت نفسي واقفا بوجه مديري نداُ شرساُ له ،و هنا أفاجئ بزملائي المقربين بداعي حبهم لي ولهفتهم علي أو كما عبروا هم من خوفهم علي (يحاولون منعي من متابعة مسيرتي ضد فساد هذا المدير)
والغريب في الأمر أنه عندما قلت لهم : ((الساكت عن الحق شيطان أخرس )) الكل ارتعش خوفا علي وعلى المصير الأسود والانتقام الشنيع الذي ينتظرني .
طبعا والحمد لله أنا مؤمن تماما وعلى يقين أنه لو اجتمع من اجتمع لمناصرة الفساد ضدي لن يضروني بشيء إلا بإذن الله ,ولكن المشكلة بزملائي الحريصين على سلامتي فقد بادروني بأمثال قالوا أن العرب قديما ما تركوا شي إلا قالوه وللأسف الأمثال التي ذكروها كلها تعبر عن الانهزام و الانبطاح والخوف ولا تمت بصلة إلى العرب لا من قريب ولا من بعيد إنها وأنا على يقين قد د سها الاستعمار في قيمنا و مبادئنا ليسمم بها أفكارنا ويسمم ماضينا وحاضرنا و مستقبلنا
قال لي أحدهم: شو بدنا فخار يكسر بعضه !! ليش ماسك السلم بالعرض؟؟
للأسف خسرت صداقته لأني ثرت عليه و وبخته ونعته بالانهزامي والانبطاحي ربما أخطأت بحقه لأني لم احترم وجهة نظره .
تدخل زميل آ خر قائلاً :العين ما بتقاوم المخرز .
هل نسي زميلي قول الشاعر :رابط الجأش والنهى ثابت القلب والقدم
أعزائي القراء : لقد بادرني الكثيرين بالنصائح واستشهدوا بأمثال ادعوا بأنها عربية , فبادرني أحدهم قائلا يا أبو عبدو : الأرض المنخفضة تشرب مياهها ومياه غيرها .
فسألته ألا تعرف شاعراً قال :
سأظل رغم الداء والأعداء كالنسر فوق القمة الشماء
فتدخل زميل آخر : يا صديقي من خوفنا عليك نحن ننصحك , هذا زمان
( ارشي بتمشي ) وزماننا زمن المدعوم و الواسطة زمن ضاع فيه الحق،
المهم الآن اسمع مني سوف نكون واسطة خير بينك وبين السيد المدير وتعتذر منه وتبوس التوبة كي تأمن جانبه فإن انتقامه شديد وأنت لديك أولاد عليك إطعامهم وتذكر المثل الذي يقول :
اليد التي لا تستطيع عضها قبلها وادعوا عليها بالكسر
ولكي ترتاح في هذه الدنيا ضع نصب عينيك مثلنا العربي الشهير:
المجبور يأكل مع عشيق زوجته !
فجاوبته : بكل هدوء وبدون تعليق ببيت الشعر التالي :
فإما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيظ العدى
فما رأيكم دام فضلكم
اخي فؤاد أصبح الفساد مستشري في جميع مؤسسات هذا البلد الحبيب وللأسف استشرى في نفوسنا وفي عقولنا أيضا وأصبح له جنود وأعوان يناصروه ويساندوه وهذة الأمثال لم يقولها أجدادنا العظماء وانما قيلت من قبل المفسدين والذين لهم أغراض ومصالح دنيوية فالاستعمار والصهيونيةالعالمية لهما الباع الطويل في ترويج مثل هكذا أمثال لكي يجهض كل حركات التحرر في جميع أنحاء الوطن العربي ويزرع في نفوسنا الانهزامية والخوف والجبن والانبطاحية . وللأسف مازرعه في السابق حصده اليوم دون أن يحتل هذة الدولة أو تلك .
مابعرف شو موضوع يعني بعد كل هل حكى لأسف يا سيد فواد لم نفهم ما معنى من هذا الكلام وما هي المشكلة التي تعترضك واواضح انك تسمع كلام وامتال رفاقك لانك لم تفصح عن مشكلة مع المدير …
أخي كاتب هذة المقالة ان دل ذلك فانه يدل على شئ واحد لكي يثنوك عن عزيمتك في كشف مديرك المفسد وكل زميل من زملائك الذين متلوا لك هذة الآمثال هم منبطحين لمديرك ونفوسهم فاسدة مثل مديرك المفسد
(خليك ياأبو عبدو كجلمود صخر ). وفقك الله .
خليك هيك على طول يا أبو عبدو ياشيخ الشباب ونحن معك قلب وقالب ولا تنظر الى هؤلاء الحثا لة من المجتمع فنهايتهم معروفة ومحتومة الى مزبلة التاريخ وبئس المصير
ربما أن كل ما قيل من أمثال لثنيك عن عزمك هي موجودة للأسف أعتقد أنها من مخلفات الاحتلال العثماني علينا هكذا هم تربوا ولكن أقول لم هجا الزمان واتهمه بضياع الحق يا ترى من ضيع حقوقه فهناك مثل يقول ( المال الداشر يعلم الناس الحرام ) وأيضا نعيب زماننا والعيب فينا
فلا يصلح الله ما في قوم حتى يصلحوا ما في أنفسهم وذكرتني أيضا ببيت الشعر التالي
ومن يتهيب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر
ولا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر
وأقول لمن يقول المجبور يأكل مع عشيق زوجته سود الله وجهك أتق الله أعتقد أن هذا المثل صهيوني فهو يعبر عنهم وليس عن أمة مسلمة حنيفة .
وأسأله هل تستطيع الأكل مع عشيق زوجتك إن كنت مجبور
قلوبنا معك لاهجة بالدعاء عسى أن لا يعرف اليأس طريقا إلى قلبك
نصرك الله ناصر الحق ورافع الكرب بالعجل العجل يا رب
من تابع مقلاتك السابقة عرف المقصد من هذة المقالات ( شهادة الزور – وانفلونز الضمير – وانفلونز الفساد ) ماهي الا مقالات مربوطة ببعضها فكلها تدور حول مديرك المفسد وأعوانه المفسدون
ياشباب في ألأمر سًر ممكن يكون السيد فؤاد ؟!
الغريب في ألأمر بيتكلم عن شيء الناس بتعرفوا
ام سيظهر لنا بطل تتغنى الناس بأمجاده
بوركت جهودكم المبذولة في سبيل مصلحة الوطن والمواطن , ولكن في هذه المناسبة نتسأل نحن العاملين في إطفاء حلب جيث مر أكثر من شهر على تقديمنا المستندات والوثائق التي تدين قيادة فوج الإطفاء بحلب وتورطها بأعمال فساد وفساد إداري وهدر للمال العام وأحلت سيادتكم الموضوع للدراسة وبعد مضي شهر الآن لم نر النتائج ما السبب سيدي ؟!!
ما معنى الفساد
سأل طفل والده : ما معنى الفساد
فأجابه : لن أخبرك يا بني لأنه صعب عليك في هذا السن ،لكن دعني أقرب لك الموضوع
أنا اصرف على البيت لذلك فلنطلق علي اسم الرأسمالية…
و أمك تنظم شؤون البيت لذلك سنطلق عليها اسم الحكومة….
و أنت تحت تصرفها لذلك فسنطلق عليك اسم الشعب…
و أخوك الصغير هو أملنا فسنطلق عليه اسم المستقبل…
أما الخادمة التي عندنا فهي تعيش من ورائنا فسنطلق عليها اسم القوى الكادحة
اذهب يا بني وفكر عساك تصل إلى نتيجة…..
و في الليل لم يستطع الطفل أن ينام .. فنهض من نومه قلقا
و سمع صوت أخيه الصغير يبكي فذهب إليه فوجده بل حفاضته
ذهب ليخبر أمه فوجدها غارقة في نوم عميق ولم تستيقظ ،
و تعجب أن والده ليس نائما بجوارها..!!
فذهب باحثا عن أبيه
فنظر من ثقب الباب إلى غرفة الخادمة فوجد أبوه معها و في اليوم التالي
قال الولد لأبيه! : لقد عرفت يا أبي معنى الفساد
فقال الوالد: وماذا عرفت ..
قال الولد : عندما تلهو الرأسمالية بالقوى الكادحة وتكون الحكومة نائمة في سبات عميق فيصبح الشعب قلقا تائها مهملاً تماماً و يصبح المستقبل غارقا في القذارة
بوركت سيد فؤاد على حسك الوطني الصادق وإن شاء الله هذا الواقع المرير ألى زوال ولكن علينا أولا أن ناخذ لقاحنا ضد فيروس انفلونزا الخوف والإنبطاحية الذي استشرى بهذا البلد الغالي وفي النهاية لا يصح إلا الصحيح
بصراحة لم يبق أي مفردة لم تستعمل في مجال القضاء على الفساد وليس باليد حيلة وأخر ما حرر قيام السيد المحافظ مشكورا بزيارته الى المصالح العقارية حيث أنه رأى العجب ولقد عاقب من عاقب وسجن من يستحق لتعود الحالة الى ماكانت عليه وأزود …
اقول ما قاله شاعرنا عمر ابو ريشه: أمتي كم مجـّدت من صنم ### لم يكن يحمل طهر الصنم بارك الله بك يااستذ أتاسي
كفاك حديثا عن الفساد و الرشوة كانه مستفحل و موجود فقط عندنا أنسيت البلدان الآخرى حتى أمريكا فيها فساد و لكن لماذا لا يتحدثون عنه لأنهم يعرفون أن الكلام على سلبيات الأمور في البلاد يذهب هيبتها أمام العالم أجمع و أنت و أمثالك لا تتكلمون لأجل المصلحة العامة كما تقولون و إنما لأجل حل أمورك الشخصية أنت و غيرك و جرب و ضع نفسك مكانه ستفعل ما هو أبشع منه لأن السلطة كما هو متعارف عليه تذهب العقل و تملأ الجيب فاحذر في الكلام عن هذه الأمور و لا تتكلم بالترهات الفارغة بل أغنينا إذا كان عندك شي ممكن أن يغني و ضعه أفضل من هذا الكلام الفارغ
أخواني أصحاب العقول المغيبة و الذين يمشون مع الركب دون فهم أين هم ذاهبون و هم ليسوا مدركون أنهم لا يستطيعون فعل شي فمثلا الذي يعلق و يقول الله يقويك أبو عبدو يشد حيلو و يدخل على شي دائرة في كل دول العالم هل يستطيع أن يغير المدير؟؟؟!!!!!!!
لا لأنه ليس أكفا منه و لا أفضل منه لأنه اذا وضع فيب نفس المنصب سيقول بينه و بين نفسه خليني جمع كم ليرة قبل ما أطير و كلو ماشي على هالموال أنا أنمصحكم بأن تحاربوا أنفسكم قبل أن تحاربوا الفساد لأننا إذا أردنا إصلاح المجتمع يجب علينا أن نبدا بأنفسنا لا أن ننتقد غيرنا حان الوقت كي تستيقظوا و تعرفوا أنفسكم كفى كلاما فارغا و هزليا لا يقدم و لا يأخر
لماذا الكلام الجارح الذي في غير مكانه في مثل هذه مثل هذه الأمور و أقصد أنك تخدع نفسك بكلامك فلا سلطة دنيا تعلو على سلطة فوقها و إن كان هذا الكلام سليم فطريقتك في الكتابة بهذه القوة تدل على ضعف فأنت تنصب نفسك على غيرك و كما أنك المدير و تنتقد غيرك و كأنك وصي عليه فهل أنت بدون أخطاء ……
و إن كنت بدون اخطاء فعلاً فكيف عرفت اخطاء غيرك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ربما لو كان قد أخطأ فالأعلى منه سلطة يكشف الخطأ
ننظر للغير دائماً على انهم الخطاؤون ربما نرى اخطائهم
و لكن هل نحن الصحالون ربما هذه الانتقادات و التقارير كلها
لإزالة إنسان من مكان ليحتل مكانه إنسان غير الإنسان !!!!!!!!
و لا ندع هذه الكلمات التي آراها في هكذا مكان
فقط بداعي التجريح
وشكراً
تحية لكم ايها الابطال المناضلين في زمن الصمت و الخنوع تحية لك اعلامي شريف ولكل مواطن شريف في زمن اصبح الشريف منبوذ ومحارب من قبل الحقراء الجبناء المستهترين بارواح البشر والعابثين بمؤسسات الدولة وشركاتها
إذا كانت (متى) ظرف زمان , فنحن لا نملك سلطاناً على الزمان , فالإنسان مثلا ً لا يستطيع أن يحدد كم سنة سيعيش ومتى سيموت..؟ حتى لو كان ثمة حكمة أوروبية تقول: (قل لي ماذا تأكل أخبرك كم ستعيش)..هذا لأنّ الأوربيين يؤمنون بالحتمية العلمية ونحن نؤمن بقضاء الله وقدره ونقول دائماً الأعمار بيد الله وهذه هي الحقيقة التي لا جدال فيها ..
وبالعودة إلى الزمان هل بالفعل نحن لا نملك سلطة في كلّ الأوقات على الزمان ..؟؟ربّما لأننا لا نملك آلة للزمان كما يحدث في الأساطير, أو لأننا نعيش خارج الزمان الذي يجب أن يتقدم دون أن ينتظر تقدّمنا ,لكن قد لا نكون قادرين على التحكم بالزمان,لكن بالتأكيد يستطيع الإنسان أن يملك سلطة على الفعل, ومكان حدوثه ..أم أنّ المسألة هي قضاء وقدر دائماً.
هذه المسألة أيها السيدات والسادة أحد مسببات التخلف في بلدان العالم الثالث الذي ننتمي إليه – ومن دون فخر طبعاً- ..فنحن نرد الفساد إلى عامل القضاء والقدر, وإلا لما تحوّل المفسدون إلى آلات تستنسخ المزيد من المفسدين الجاثمين فوق صدورنا وأحلامنا مثل ليل طويل لا يكاد يدرك الإبصار,بل صاروا جزءاً من القضاء والقدر…؟؟؟
وعلى البعض(ممن أقصدهم) أن يعود إلى التاريخ ليعلم أن صلاح الدين الأيوبي عندما مات ترك ستة دنانير وربما أقل,وهو صلاح الدين بكل عظمته التي لا نختلف عليها وهو قادر أن يملك الكثير لأنّ خزائن الأرض كانت بين يديه, وربما سيقول أحدهم (إي هاذ صلاح الدين), وأقول له : ما المانع أن نقتدي به..؟ .
لو عرفت الدول التي قامت بتصنيفنا على هذا الأساس (دول عالم ثالث) بخفايا الفساد في مجتمعاتنا ومؤسساتنا لتراجعت بالتأكيد وأعادتنا إلى عصور ما قبل الحجرية أو صرنا بنظرهم عالم لا تصنيف له لأنّ طرق الفساد فيه أعجوبة بل أعاجيب من نوع خمس نجوم,بل أكثر من خمس نجوم,و يقف أمامها الآخرون بغرابة لأنها فاقت كل التوقعات وربما يسألون لماذا لا يتم توظيف هذه العبقرية في العلم والثقافة والتكنولوجيا حتى لو كانت كلمة (تكنولوجيا) كلمة خارج أبجديتنا..؟؟ طبعاً ,لا هُمْ, ولا نحن أيضاً لدينا المزيد من المعرفة عن وسائل الفساد.. ونكتفي بالقول الخافي أعظم وهو بالتأكيد أعظم ..
سؤال بريء آخر يجر ألف احتمال ( لماذا الكل صار بدو ينهب ويمشي)..وأعتقد أنني سمعت هذا السؤال كثيراً في المسلسلات الناقدة…؟؟لكن يبدو أن مسلسل الفساد أطول بكثير من المسلسلات التركية التي تغزو مجتمعاتنا العربية كما يغزوها الفساد..؟؟؟
في أحد المرات سألوا أحد الأثرياء(المشكوك بمصدر ثروتهم): كيف جمعت هذه الثروة..؟ فقال: (وقّعتُ هدنة مع الشيطان) ..لكن ألا يجوز أن يوقع الإنسان صلحاً مع ربه ومع ضميره ..؟وكما نعلم أن أغنى أغنياء العالم هم من أمريكا لكن هم أكثر صلحاً مع ضمائرهم من (…..) العالم الثالث.. الذي يتسم بسمة مجاملة الفاسد وعدم نهيه ولا أمره أن يكف..؟؟ ونعود إلى الحكمة الأوروبية ونطبقها على الفساد ونقول له:( أخبرنا ماذا تأكل(من بقايا أحلام الشعوب) نخبرك كم ستعيش )..وحتى تأتي لحظة الإجابة أو لحظة الموت – موت الفساد طبعاً – سنبقى نسأل دائماً.. متى ومتى و متى يستقيل الفساد ويسلم أوراق اعتماده إلى النهاية ..؟؟