كرزاي يدعو “إخوانه الطالبان” للعودة إلى أفغانستان
دعا الرئيس الافغاني حميد كرزاي الثلاثاء “اخوانه الطالبان” الى العودة الى افغانستان، في اول تصريحات له بعد اعلان اعادة انتخابه.
ولم يتأخر رد طالبان كثيرا حينما اعتبرت ان كرزاي ليس سوى "العوبة" في يد القوى الغربية التي اتخذت قرار الغاء الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية.
وجاء في بيان صادر عن طالبان ان "الغاء الدورة الثانية من الانتخابات اظهر ان القرارات المتعلقة بافغانستان تتخذ في واشنطن ولندن فيما يتم الاعلان في كابول".
واضاف البيان "الامر المستغرب هو انه قبل اسبوعين كانوا يقولون ان الرئيس الالعوبة حميد كرزاي ضالع في تزوير انتخابي … لكن الان انتخب رئيسا استنادا الى نفس الاصوات المزورة فيما وجهت له واشنطن ولندن على الفور التهاني".
وأعلنت لجنة الانتخابات في افغانستان انتخاب كرزاي رئيسا للبلاد الاثنين بعد أن ألغت جولة الاعادة عقب انسحاب منافسه الوحيد.
ووجهت الدعوة الى جولة الاعادة بعد ان شاب الجولة الاولى التي اجريت في اغسطس اب مخالفات واسعة النطاق وكان من المقرر ان تجري في السابع من نوفمبر تشرين الثاني الحالي.
وقال رئيس اللجنة عزيز الله لودين في مؤتمر صحفي "لجنة الانتخابات المستقلة تعلن حامد كرزاي المحترم رئيسا … لانه كان الفائز في الجولة الاولى والمرشح الوحيد في الجولة الثانية."
وقال لودين في مؤتمر صحفي ازدحم بالحاضرين ان القرار اتخذ لانقاذ الشعب الافغاني من تكاليف ومخاطر اجراء انتخابات اخرى ولان سباق مرشح واحد سيثير تساؤلات بشأن شرعية الرئاسة.
وانسحب وزير الخارجية السابق عبد الله عبد الله من السباق في مطلع الاسبوع مشيرا الى شكوك بشأن مصداقية العملية الانتخابية.
وقال هارون مير المحلل السياسي الذي يتخذ من كابول مقرا له "كرزاي فقد شرعيته وهو رئيس ضعيف جدا ولا يمكنه ان يحكم بدون ان يتواصل مع الدكتور عبدالله". وأضاف "لذلك فان الكرة في ملعب الدكتور عبد الله الان".
واستبعد معسكر كرزاي يوم الاحد تشكيل ائتلاف مع عبد الله لكنه يتعرض لضغوط قوية من مختلف الاوساط ليضم عبد الله الى حكومته.
وتولي حكومة أفغانية ضعيفة برئاسة كرزاي السلطة سيكون ضربة للرئيس الامريكي باراك اوباما وهو يدرس ان كان سيبعث بقوات اضافية قوامها نحو 40 الف جندي لمحاربة طالبان في افغانستان.
وقال مسؤلون ومحللون غربيون ان الوقت تأخر لتبديد المخاوف بشأن شرعية كرزاي واضافوا ان الرجل الذي يتولى الحكم منذ الاطاحة بطالبان في عام 2001 سيتعين عليه ان يعمل بجد بالغ لاستعادة ثقة الغرب.
وقال مسؤول غربي مقره كابول "مصداقية حكومة كرزاي لن تتقرر ببساطة بهذه الانتخابات لكنها ستتقرر الان بالاجراءات التي يتخذها الرئيس خلال الايام والاسابيع القادمة".
وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته "الاختبار الاول سيكون تشكيل حكومته. اذا كان جادا بشأن الاصلاح فاننا نحتاج لان نرى ذلك."
ووصف آخرون نتيجة الانتخابات بأنها حيلة سياسية. وجاءت النتيجة في نهاية يوم صاخب بعد اسابيع من الشكوك وشملت زيارة مفاجئة من الامين العام للامم المتحدة بان جي مون. وفي وقت لاحق أصدر بان والسفارة الامريكية في كابول بيانا يهنيء كرزاي.
وقال بان "تواجه افغانستان الان تحديات مهمة ويتعين على الرئيس الجديد ان يتحرك بسرعة لتشكيل حكومة قادرة على حشد تأييد كل من الشعب الافغاني والمجتمع الدولي".