وليد بك جنبلاط متسلق على أغصان السياسة بقلم خضر خلف
من منا لا يعرف الحرباء الحيوان … لكن يتساءل البعض هل هناك حرباء الإنسان … أنا أقول لكم نعم ولكي نثبت نعم … وجب علينا معرفة ما تتميز به الحرباء , إذ باستطاعة المشاعر ومحاولة جذب القرين أن تؤدي إلى تغيير لون جلد الحرباء في بعض الأحيان ، الحرباء حيوان
شجري نادرًا ما ينزل إلى الأرض ، حيث تكون معرضة للخطر… وفي معظم الوقت فإنها تختفي بين الأشجار والإعشاب متسلقة على الأغصان..
أما الحرباء الإنسان …. يتجسد في شخص رئيس اللقاء الديمقراطي في لبنان النائب وليد بك جنبلاط … يتأثر بألوان الطيف السياسي المحيط به ، فيتغير قوله وخطابه السياسي استجابة للتغير بلون الطيف الذي انغمس فيه ، ودرجة حرارة عدائه تنطلق من درجة الواقع المحيط به بالإضافة إلى التغبير بالتعبير عن مزاجه… قبل لنفسه أن يكون حليف الأمس … وجعل من نفسه ند اليوم … ويبحث لنفسه ليكون صديق الغد …
كان لابد للإنسان أن يتحسس قلبه ويعرف مكمن الداء وسبب المرض حتى يعرف نوع الدواء ليشرع في سرعة العلاج قبل أن يسيطر الداء عليه فيهلك …
ولكن الأمر عند معالي وليد بك جنبلاط يختلف باختلاف عظيم و خطير … يمتلك القلب المتقلب والمريض بداء النفاق السياسي … يتحسس قلبه ليعرف مكمن الخلاف وخلق أسباب لتعميق الشرخ والتمزق من اجل استمرارية الخلاف من اجل أن يهلك الوطن ويشعل حرب أهلية… فكان مطبل ومزمر و متحدث متملق منافق من اجل مشروع مدروس يستهدف وحدة لبنان وجمهورية سورية العربية بقصد وبغير قصد مبتعد عن المسؤولية الوطنية التي تستلزم التراص ونبذ الخلاف حتى يخرج لبنان من أزمته ومن مرحلة شديدة التعقيد
وبكل جرأة ممتدحاً لنفسه النائب وليد بك جنبلاط كأنه هو من يعطي بقوله أن المعارضة لن تعطى الثلث الضامن إلا على جثثنا … ويتهم حزب الله صراحة بجرائم الاغتيالات في لبنان. ويمتدح نفسه بخدعة السوريين مدة 25 سنة … و يفتخر انه كذاب مارس الكذب عليهم … مدعيا للحفاظ على نفسه وجوده ..
وليد بك جنبلاط كان يسعى ويخطط لإشعال فتيل حرب أهلية في لبنان فخرج محرضا ضد حزب الله من خلال مؤتمر صحفي عقده بالمختارة وهو يحمل خريطة شبكة اتصالات حزب الله وصورة كاميرا المراقبة التي ترصد المدرج 17 في مطار بيروت الذي تستعمله الشخصيات المهمة إقلاعا وهبوطا… وتلبية لهذا التحريض اتخذت حكومة فؤاد السنيورة حينها في يوم 5 مايو قرارا بشأن إحالة شبكة اتصالات الحزب للقضاء وإقالة مدير أمن مطار بيروت … وهذا ما كان ينتظره وليد بك من اجل إشعال الحرب الأهلية…
لم يكتفي وليد بك بذلك بل كان يجتهد ويطالب بوقف الطيران الإيراني إلى بيروت وطرد السفير الإيراني، مدعيا بأن هذا الطيران ينقل المال والسلاح لحزب الله ، كما طالب بإقالة رئيس جهاز أمن المطار ، مدعيا بان لا قيمة للإجراءات التي تتخذ لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 الذي يقضي بمنع دخول السلاح للبنان … و رئيس جهاز أمن المطار وغالبية العناصر والضباط تابعين لحزب الله … وحزب الله لا يعترف بالدولة بل بدولة حزب الله ..
إن دل هذا على شيء إنما يدل على أن وليد بك يتحدث بلسان البيت الأبيض و أفكار حكومة الاحتلال الإسرائيلي …
الكاتب البريطاني روبرت فيسك كشف لنا في مقال له نشرته صحيفة الإندبندنت بالتزامن مع اشتعال شوارع بيروت في 7 مايو بأن الإسرائيليين كانوا على وشك القيام بعملية إنزال جوية في يوم 28 إبريل 2008 في مطار بيروت لمهاجمة الضاحية الجنوبية التي يسيطر عليها حزب الله، لكنها ألغيت لأسباب غامضة وقتها … إلا أن السبب سرعان ما تكشف فيما بعد على لسان جنبلاط سواء كان عن قصد أو غير قصد ، عندما قال شبكة اتصالات حزب الله التي أحبطت الهجوم … هذا بحد ذاته يؤكد أن وليد بك كان يتآمر ويخطط لإطاحة بحزب الله..
ومن فينا لم يسمع النائب وليد بك جنبلاط عندما توعد بقتل الرئيس السوري دكتور بشار الأسد مهما طال الزمن … ووصفه بالولد الذي يتحكم برقاب العباد في دمشق ويقتل الأحرار في لبنان. .. الم يدعوا وليد بك أمريكا لإعادة التجربة الأمريكية العراقية في سورية … نعم وليد بك يدعو لاحتلال قطر عربي وقتل أهله ..
يخرج لنا النائب وليد بك جنبلاط في لون وإطلالة بهية جديدة متسلق على أغصان السياسة يطل علينا عبر شاشة المنار يتبجح ويقول إن الواقعية السياسية تقضي بأن يزور الرئيس الحريري دمشق في الوقت المناسب.
ويتابع أننا خرجنا من الصدمة وشكلنا حكومة وحدة وعلينا بهذه الحكومة أن نخرج لبنان من خنادق 8 و 14 آذار … ويؤكد أن الضرورة تملي علينا علاقات مميزة مع سوريا … وانه سوف يقول لابنه تيمور كما فعل أسلافك أن مصلحة وعروبة لبنان والدروز تحكم العلاقة مع سوريا ومحكومون بالتواصل والتفاعل مع سوريا.. نسي انه قال أن المعارضة لن تعطى الثلث الضامن إلا على جثثنا .. هكذا تكون حرباء الإنسان … فها وضحت الصورة من يكون وليد بك جنبلاط … ومن اجل من يعمل ؟؟؟!!