ما بعد زلزال حلب .. جمعية تعنى بالتراث العمراني تنتظر الترميم بكادرها البشري والعمراني
العابرون من منطقة الجميلية بحلب قرب صالة معاوية ينجذب انتباههم إلى تلك الشرفة الآيلة للسقوط منذ السادس من شهر شباط الماضي عندما عصف بحلب وسوريا زلزال مدمر تسبب بانهيارات كبيرة بالعقارات والبنى التحتية إلى جانب الأرقام المخيفة للضحايا التي ودعت الحياة ..
المبنى والشرفة التي نتحدث عنها بالتحديد تعود لجميعة العاديات والتي تعتبر من أهم وأقدم الجمعيات الأهلية وربما الجمعية الأولى والوحيدة التي تعنى بالتراث العمراني والآثاري واللامادي لمدينة حلب حيث تأسست عام 1924 وتضم كوادر علمية وثقافية يمارس أعضاؤها أنشطتهم بشكل تطوعي في حماية التراث …
الأمين العام لحزب التغيير والنهضة السوري «مصطفى قلعه جي» كتب على صفحته الشخصية بالفيسبوك مخاطباً أسرة الجمعية بالقول : “مضى على هذا الوضع مائة وعشرة أيام منذ زلزال السادس من شباط , كم تبلغ تكلفة تدعيم الشرفة التي تظهر في الصور المرفقة , هل يعقل أن تترك الشرفة بهذه الحالة منتظرين نتائج انتخابات الجمعية في الثالث من حزيران القادم ” ..
تابع الأمين العام حديثه مؤكداً أنه يضم صوته مع الكثيرين من أهالي حلب الغيورين على جمعية العاديات المطالبين وبالسرعة القصوى لتدعيم الشرفة المهددة بالسقوط بأية لحظة حفاظاً على سلامتها وسلامة المارة منوهاً أن كلفة التدعيم بسيطة ولن تحتاج لتكاليف كبيرة ..
رئيس الجمعية الحالي المهندس خير الدين الرفاعي رد على المنشور بما
ندرك جيدا دقة الموضوع وخطورته لذلك حاولنا منذ اليوم التالي للزلزال تدعيم هذه الشرفه وبمعونة إثنين من خيرة العاملين في تدعيم واعادة إعمار المعالم الأثريه واظنك تعرفهما جيدا وكانت وجهة نظرنا جميعا الستحالة ذلك دون التدعيم الاسعافي للغرفه المتصله بها لأن هذه الزاويه أخطر نتائج الزلزال على المبنى بكامله ولابد من تنفيذ التدعيم الإسعافي اولا للمبنى حرصا على سلامة العاملين وفق مضمون تقرير لجنة السلامه العامه بل ومنعنا حتى من الدخول للمبنى قبا إجراء ذلك !
واعترف باننا غامرنا ودخلناه مع بعض اعضاء مجلس ادارة الجمعيه لإنقاذ ماامكن من الوثائق الهامه خلافا لتقرير اللجنه المذكوره !!!
ولدى مراجعتنا شفهيا وخطيا ( والوثائق المحفوظه توضح ذلك ) لم نتلقى أي رد ايجابي من كل الجهات الرسميه المعنيه بداعي التكلفه الماديه المرتفعه
والآن توجهنا بناءا على توجيه السيد المحافظ ( اقولها بكل صراحه ) نحو الأمانه االسوريه والامل كبير قبل ان نتوجه نحو المنظمات الدوليه سيما وان الموضوع يتعلق ايضا بالسلامه العامه لطلاب المدارس المتواجدين يوميا قريبا من المبنى وهذا ما كنا نؤكده لدى مراجعاتنا الخطيه والشفهيه .
ولازلنا نتابع ونخاطب اصحاب النخوه من ابناء المدينه داخلها والمغتربين عنها … وهذا ما سابحثه بعد قليل مع عدد من ابناء حلب في الشارقه التي وصلتها اليوم في زيارة قصيره للمشاركه في ملتقى ثقافي هام
وكانت إدارة جمعية العاديات قد نعت صباح أمس أحد أبرز أعضائها والذي انتقل إلى رحمته تعالى المرحوم والمغفور له بإذن الله الأستاذ الفاضل “أحمد عدنان فنري” (عضو في جمعية العاديات )
ورصدت شهبا نيوز حتى اللحظة ثلاث قوائم انتخابية لانتخابات دورة 2023 – 2025 وعدد من المستقلين
يذكر أن جمعية العاديّـات السورية هي جمعية أهلية تعنى بالتراث العمراني والآثاري واللامادي في سوريا، تأسست في مدينة حلب عام 1924 م وبدأت الجمعية باسم «جمعية أصدقاء القلعة والمتحف»، بهدف حماية قلعة حلب ومن ثم استمرت كجمعية هدفها الأساسي هو المحافظة على التراث المادي وغير المادي السوري ويتناول نشاطها أراضي الجمهورية العربية السورية، ولها فروع في مختلف المحافظات السورية وليس لها أي تدخل في الشؤون السياسية والدينية ..
كان السبب المباشر لنشوئها ما حدث أثناء الانتداب الفرنسي آنذاك، تمركزت حامية فرنسية ضمن قلعة حلب، وقد قام رئيسها عام 1924م بفك محراب موجود في جامع إبراهيم الخليل داخل القلعة، وهو محراب يعود إلى الفترة الزنكية والذي يُعتبر آية فريدة في الجمال، حيث لا يوجد سوى محراب واحد في العالم شبيه له لا يزال حتى الآن موجود في المدرسة الحلوية نتيجة لهذه السرقة، قامت مجموعة من المثقفين في المدينة من مختلف الخلفيات السياسية والاجتماعية بتأسيس جمعية هدفها صيانة الآثار والأوابد الأثرية والتعامل مع التراث بشكل عام، وقد استمرت الجمعية بالعمل تحت هذا الاسم وكان لها مساهمة في إنشاء متحف حلب فيما بعد ..
المتابعة : علاء الدين حمامي – أحمد دهان