طالبة حقوق تحتفظ بجزء من ساقها وتنسى ما فقدته

انتصرت ثقة وإيمان طالبة في كلية الحقوق بالله على رأي مجموعة من الأطباء قرروا إجراء عمل جراحي يتم فيه استئصال كامل ساقها بعد إصابته بداء «بهجت» ..

الذي استفحل فيها خلال مدة تجاوزت الثلاث سنوات ، أعيها وأعيت ذويها الحيلة نظراً لضيق ذات اليد من سداد فاتورة العملية الكبيرة .. 

الطالبة المذكورة من سكان ضاحية الوليد جنوب مدينة حمص , حيث أقر عدد من الجراحين في أحد المشافي الخاصة بتر كامل الساق بعد مجموعة من الفحوصات الطبية والمخبرية ، إلا أن المريضة أصرت على الأطباء الإبقاء على جزء من الساق ، وأن يكتفي الأطباء بعملية البتر من قطع الساق ولو بـ 10سم من تحت الركبة ..‏ 

والمدهش بالأمر أن العملية سارت على ما يرام وفق رغبة المريضة , التي لم يجد الأطباء بداً من النزول عند رغبتها، وكان النجاح حليفها حسب ما أفادت به معلومات حصلت عليها ( زهرة سورية ) من المشفى الذي أجريت فيه العملية ..‏ 

والسعادة اليوم عنوان إصرار الشابة المشار إليها في حياتها الخاصة بعد نجاح العمل الجراحي، حيث علقت المريضة على ما حدث بأن الجزء المتبقي من الساق أنساها الجزء الذي فقدته منها ..‏
وللحديث عن قصة هذه الشابة الكثير من الشجون بعد إصابتها بالمرض والدور الذي قامت به جمعية العافية التي احتضنتها وتبرعت لها بقيمة العمل الجراحي الذي بلغ ( 350 ) ألف ليرة سورية إضافة إلى ( 38 ) ألف ليرة سورية ثمن «جراب» من السيللوز حرصاً على سلامة قدم الشابة المبتورة .. 

اللافت في قصة المريضة التي لم ترغب بالإعلان عن اسمها تبرع الآنسة راوية الكردي بتقديم خدماتها في العلاج الفيزيائي مجاناً للمريضة في منزل الأخيرة ..
ومن المهم بالأمر أن نشير إلى الأهمية البالغة والدور الذي قام به مكتب السيد المحافظ للخدمات الاجتماعية في هذا السياق .. 

والغني عن القول الآن أن هذا المكتب يقوم بخدمات التنسيق لدى وصول هذه الحالات إليه أو أنباءً عنها مع الجمعيات الخيرية والأهلية لتقديم الدعم والمساندة للمواطنين المحتاجين ، كوظيفة أساسية له بعد أن شكله المهندس محمد إياد غزال محافظ حمص أوائل العام الماضي ، في بادرة كشفت عن هوية وقيم مجتمعنا الطيب ، وأدارت هذه القيمة ووجهتها بهذا الاتجاه ..