ميزان الأضرار العملي يظهر تفوق سوريا…. إسرائيل ليست جاهزة للحرب
في تصريح مناقض لموقف المسؤولين الإسرائيليين، الذين ذكروا أن إسرائيل “تملك القوة الاكبر في المنطقة”، أكد خبير إسرائيلي في الأمن القومي ومكافحة الإرهاب أن “إسرائيل ليست جاهزة للحرب مع سوريا، بسبب امتلاك الأخيرة لكميات كبيرة من الصواريخ، خاصة وأن إسرائيل لا
تمتلك بعد أنظمة دفاعية لاعتراض الصواريخ بحيث يمكن تقليص الأضرار إلى الحد المحتمل"، وفيما نوه إلى أن تحذير أحد الوزراء الرئيس السوري، بشار الأسد، من أنه سيخسر كل شي في حال قرر شن الهجوم "ينم عن ثقة كبيرة بالنفس، وكأنه لا يوجد لإسرائيل ما تخشاه"، لفت شموئيل غوردون، في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" امس الأربعاء، انه "في ميزان الأضرار العملي بيننا وبينهم، هناك تفوق لسوريا على إسرائيل"، مشيراً أن "سوريا تنتج وتمتلك كميات كبيرة جدا من القذائف الصاروخية والصواريخ البعيدة المدى، قادرة على إيقاع أضرار كبيرة للإسرائيليين، تزيد بضعفين أو بثلاثة أضعاف عن الأضرار التي تسببت بها صواريخ حزب الله في الحرب الأخيرة"، وأوضح أن "هذه القدرة على التسبب بهذه الأضرار لا تنبع من مدى هذه الصواريخ فقط، وإنما في الأساس من الرأس القتالي (المتفجر) الثقيل الذي تحمله"، لافتاً أن "الصاروخ الذي سقط في خليج حيفا، خلال الحرب الثانية على لبنان، وأدى إلى مقتل 8 إسرائيليين، وكان يحمل رأسا قتاليا يزن 100 كيلوغرامات، مثالا صغيرا على الأضرار التي يمكن أن تتسبب بها المئات من هذه الصواريخ".
الخبير الأمني الإسرائيلي نوه أنه من ناحية القدرة العسكرية، فإن إسرائيل "قادرة على إيقاع أضرار مادية أشد للسكان السوريين، إلا أنها لا تستطيع تطبيق القدرة على الضرب والتدمير في وسط السكان المدنيين"، وفيما اعتبر أن "إسرائيل تدرك ذلك، وأن السوريون يدركون أن هناك حدا لمدى ضبط النفس ويتجنبون تجاوز هذا الحد"، لفت غوردون أنه "في حرب لبنان الثانية تيقن السوريون من أنه يوجد حرية كبيرة في العمل، والتحكم في عدد الصواريخ التي يتم إطلاقها في اليوم، بحيث يكون بالإمكان إيقاع عدد أكبر من الضحايا، وضرب الروح المعنوية، وإضعاف مؤسسات السلطة، وضرب هيبة الردع والمكانة الدولية لإسرائيل".
الخبير غوردون خلص في ختام مقاله إلى أنه لا يوجد لإسرائيل مصلحة في مهاجمة سوريا وحزب الله، مشيراً أن لإسرائيل مصلحة واضحة وموضوعية في الامتناع عن عملية أو استفزاز أو خطأ قد يؤدي إلى إشعال الحريق في الحدود الشمالية. هذا هو المبدأ الأساس الذي يجب أن يوجه إسرائل في السنوات الثلاث القريبة. ويجب على القادة ألا يلجأوا إلى لغة التهديد، واتخاذ خطوات مدمرة تدحرجنا إلى حرب يوجد فيها تفوق للسوريين.
يذكر ان تقرير شموئيل غوردون تزامن مع ما كشفته النتائج الأولية للتدريبات الإسرائيلية لمواجهة "الحرب الصاروخية القادمة"، عن إخفاقات كبيرة، شملت تعطل صفارات الإنذار وتلف العديد من الملاجئ وغياب وسائل دفاع مدني للمواطنين العرب (فلسطينيو 48)، الذين يشكلون حوالي 17 في المائة من السكان.