كلاب ( إسرائيل ) وامتهان شعب أن يقول : الله أكبر .. بقلم هشام منور
على الرغم من جميع المحاولات الإسرائيلية والغربية لتوصيف الصراع مع العدو الصهيوني على أنه مجرد صراع سياسي وخلاف بسيط على بضعة كيلومترات من الأرض يمكن التوافق على أسلوب حلها من خلال الجلوس إلى طاولة المفاوضات (التي استحالت عبثية وبلا نهاية) ..
فإن الواقع المعيشي اليومي على أرض فلسطين، وأسلوب تعامل الجنود الصهاينة مع شعب أعزل يعتز بدينه وأرضه وتاريخه، يثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن الدوافع الصهيونية ونوازع الكراهية والحقد لدى هذا الكيان المصطنع تتجاوز الحدود السياسية لتصطبغ بشتى الأوصاف المؤججة للكراهية والحقد الدفين من دينية وعرقية، وحتى إنسانية.
آخر فضائح الكيان الصهيوني وجرائمه تمثل فيما أعلنه النائب العربي في الكنيست الدكتور أحمد الطيبي بتقديمه استجواباً لوزير الأمن (إيهود باراك) حول قيام جيش الاحتلال بتدريب الكلاب على الانقضاض ومهاجمة كل من يردد "الله أكبر". وتساءل الطيبي أمام الكنيست مستهجناً: "كيف تدربون كلابكم على تشخيص العربي؟ وماذا بالضبط يخيفكم من الصياح الديني والإيماني "الله أكبر"؟.
وكانت "إسرائيل" قد أعادت استخدام الوحدة المتخصصة بالكلاب منذ اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000، بعدما أفادت تقارير إعلامية أن هذه الوحدة جرى حلها لبعض الوقت؛ خوفاً من منظمات حقوق الإنسان، وحتى لا يتم تشويه صورة شرطة الحدود الإسرائيلية، بحسب زعم الصهاينة. ويبدو أن فضيحة تدريب الكلاب على استهداف كل من يتلفظ بالتكبير، والذي أكدته الصحفية (كرملة منشه) المراسلة العسكرية للإذاعة الإسرائيلية (ريشت بيت)، تخشى من تحويل كلمة (الله أكبر) إلى هاجس أمني جديد، وبالتالي إلى قنبلة موقوتة في وجهها.
الوحدة التي هاجمها الطيبي في الكنيست تسمى وحدة "عوكيتس" وتعتمد في أنشطتها على الكلاب بشكل خاص، وتشارك في معظم الحملات التي يشنها الجيش على الفلسطينيين، وهي الوحدة التي طورت آلة التحكم في الكلاب عن بُعد، لتتحول إلى "كلاب روبوت" لمطاردة الفلسطينيين في المناطق السكنية، وتقوم هذه الوحدة بإلباس الكلاب أجهزة تصدر هزات معينة، مهمتها توجيه حركة الكلاب بواسطة جهاز التحكم.
والحال أن تاريخ "إسرائيل" في استخدام الكلاب المدربة ضد الفلسطينيين طويل وأسود، في الوقت نفسه، فقد قامت الأجهزة الإسرائيلية بتربية كلاب تجسس خاصة ترسل إلى المناطق وتصور الأحداث والأشخاص، وتؤدي مهام أخرى بواسطة آلة تصوير وسماعة وهاتف جوال، كما دربت "إسرائيل" كلاباً على الانقضاض على هدفها والإمساك به حتى تصل القوات العسكرية لإكمال المهمة.
وفي أغسطس 2008 اعترفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن (يعقوب غانوت) رئيس سلطة الهجرة الإسرائيلية أوصى الحكومة بنشر 3 آلاف كلب على طول الحدود مع مصر بهدف مكافحة عمليات التسلل عبر الحدود، مقترحاً نشر الكلاب على طول 60 كم، بحيث يوضع كلبان في مسافة كل مائة متر، ونقلت توصيته إلى القيادة الجنوبية لدراستها.
حتى قوات (المارينز) الأمريكية بدأت تدرب كلابها وباللغة العبرية في مقر وحدة "عوكيتس" الإسرائيلية، وأضحت الكلاب الإسرائيلية تجوب العالم وتنشط في العراق وأفغانستان. وكانت صحيفة يديعوت أحرونوت قد ذكرت العام الماضي أن واشنطن قدمت أكثر من 150 كلباً بوليسياً مدرباً هدية لإسرائيل وصل منها بحسب الصحيفة 50، ومنذ وصولها شرعت "إسرائيل" باستخدامها، إلا أن الحال اختلف بعد ذلك، وشرعت "إسرائيل" ببناء مركز لتربية هذه الكلاب وتصديرها.
بعد الذئاب البشرية الإسرائيلية التي تنهش في الجسد الفلسطيني كلما سنحت لها الفرصة، وما أكثرها هذه الأيام، ها هي "إسرائيل" تطلق العنان لكلابها، المدربة باللغة العبرية حصراً، للانقضاض على كل من "يجرؤ" على التلفظ بكلمة الله أكبر، قد تبرر "إسرائيل" ومن والاها تلك الفضيحة الجديدة بالدواعي الأمنية، ولكن السؤال يبقى حول قدرة تلك الكلاب (وأصحابها) على التمييز بين من يهاجم قواتها مستعملاً التكبير، وبين أي طفل أو امرأة أو شيخ قد يخطئ أمام أحد الكلاب فينطق بالتكبير، وهو، برأينا، سؤال لا يعني مدربي تلك الكلاب كثيراً.