خبير نووي يكذب بالمعلومات الدقيقة صحة الصور الأميركية حول مفاعل نووي سوري
شكك خبير نووي قريب من الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس السبت، في صحة الادعاءات الأميركية حول مشروع سوري لبناء مفاعل بالبلوتونيوم لصنع سلاح نووي بمساعدة كوريا الشمالية، وفي تصريح لوكالة فرانس برس
أوضح الخبير الذي فضل عدم الكشف عن اسمه إن "الصور (التي بثتها اجهزة الاستخبارات الاميركية) تعرض منشآت في المراحل الأولى من البناء"، موضحاً "إنها مجرد غلاف لموقع، والجدران لا تشبه تلك الضرورية لمفاعل بالبلوتونيوم التي تجهز عادة بشكبة معقدة من الانابيب"، منوهاً أن "لا شيء من هذا القبيل في تلك الصور"، كما أشار الخبير إلى أن "صور ما تحت أرض الموقع لا تسمح بالقول إذا كان الامر يتعلق فعلا بمشروع مفاعل بالبلوتونيوم وهي التكنولوجيا التي تستخدمها بيونغ يانغ"، موضحاً أنه "لا يمكن القول، عندما ننظر إلى تلك الصور، إذا كانت سماكة الارضية بضعة سنتيمترات أو اذا كانوا حفروا حتى عمق خمسة أمتار"، واضاف "إذا كان السوريون فعلا يريدون بناء مفاعل بالبلوتونيوم فالأجدر أن يكونوا قد بنوا موقعا مناسبا له"، على مساحة أوسع بكثير وأساسات أكبر وشبكة طرقات لنقل العتاد"، واعتبر الخبير انهم لو ارادوا اخفاء بناء مفاعل نووي لاغراض غير سلمية فان التكنولوجيا التي تستخدم اليورانيوم المخصب انسب بكثير "لان انتاج اليورانيوم المخصب يحتاج فقط الى تركيب اجهزة طرد في مجمع تحت الارض وتركها تعمل طالما تريد ذلك"، كما أوضح أنه "من الغريب القول إن سوريا أرادت تقليد مفاعل يونغبيون لان تكنولوجيا هذا المفاعل تعود الى اربعين سنة"، مضيفاً "اليوم هناك تكنولوجيا اكثر حداثة، ولا اعتقد ان السوريين اغبياء الى هذا الحد".
يذكر أن سوريا نفت الاتهامات الأميركية بأنها كانت تبني مفاعلاً نووياً سرياً، مؤكدةً أنها ستواصل التعاون بشكل وثيق مع الوكالة الدولية، وقال مندوب سوريا في الأمم المتحدة بشار الجعفري إن بلاده لا تخشى هذا التعاون وليس لديها ما تخفيه، وأشار الجعفري إلى أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) استخدمت في الماضي الكثير مما سماها الأكاذيب لتبرر التدخل الأميركي في الشؤون الداخلية لدول أخرى، علماً أن تقارير صحفية إسرائيلية كانت كشفت ان إسرائيل والولايات المتحدة تنسقان فيما بينهما لنشر معلومات معينة حول الغارة الإسرائيلية على سوريا في ايلول سبتمبر الماضي، ومن جهته عقد السفير السوري في واشنطن عماد مصطفى مؤتمرا صحفيا رد فيه على المزاعم الأميركية، ووصف الصور التي وزعتها إدارة بوش وقالت إنها تثبت وجود منشأة نووية سورية، بأنها بالغة السخف، وكان مصدر دبلوماسي كوري شمالي نفى أن يكون هناك تعاوناً نووياً مع سوريا، إلا أنه أشار إلى أن التعاون العسكري بينهما كبير دون أن يحدد نوعه وطبيعته، وفي تصريح له أكد السكرتير الأول في سفارة كوريا بدمشق ري تاو هاي إن "ما تدعيه الولايات المتحدة بوجود تعاون نووي بين كوريا الشمالية وسوريا أمر غير صحيح"، ونفى الدبلوماسي علم كوريا بطبيعة البناء الذي استهدفته الغارة الإسرائيلية على دير الزور (شمال سورية) في السادس من أيلول/سبتمبر الماضي، إلا أنه أكد "لا مفاعلات، ولا مواد نووية كورية في سوريا"، موضحاً "الأمر ليس بهذه البساطة، فهو بحاجة إلى بنى تحتية واحتياطات أمنية وعلمية من الصعب إخفائها، وهي غير متوفرة" في المنطقة