الرئيس الأسد يدلي بحديث شامل لصحيفة الوطن القطرية
أجرى السيد الرئيس بشار الأسد حديثاً صحفياً موسعاً شمل محاور عديدة مع صحيفة “الوطن القطرية” خلال لقائه مع السيد أحمد علي مدير عام ورئيس تحرير الصحيفة.
وقد ابتدأ السيد الرئيس اللقاء بالإجابة عن سؤال بشأن تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية حول عدم حصول أي صفقة مع سورية في قضية اغتيال الحريري، وهل تعتبر سورية ذلك تهديداً أم نوعاً من الضغط السياسي قائلاً..
نحن من يرفض أن يكون هناك أي صفقة بأي موضوع.. ليس من عاداتنا أن نقيم صفقات بالسياسة فالقضية ليست عملية بيع وشراء لبضائع.. القضية قضية حقوق ومبادئ ومصالح دول.. متابعاً.. إن الذي حصل هو عكس ذلك.. عرض علينا الكثير مما يتضمنه هذا التصريح من قبل الأمريكيين أو من له علاقة بهم وكنا دائما نقول لهم قضية المحكمة الدولية قضية لها علاقة بلبنان هي اتفاقية بين الحكومة اللبنانية والأمم المتحدة، لقد كانت ردودنا دائماً نحن لا نقيم صفقات وموضوع المحكمة لا يعني سورية ونحن بالأساس كسورية دعمنا بتصريحاتنا منذ البداية التحقيقات الدولية وأصدقاء سورية في لبنان دعموا التحقيقات الدولية ودعموا المحكمة في الحوار الذي سبق الحرب على لبنان فى العام 2006 لذلك هذا التصريح لا قيمة له ولاسيما في ظل الإدارة فاقدة المصداقية أساساً.
قلقنا في سورية من أي خلل فى لبنان وليس من المحكمة
وتابع السيد الرئيس في رده على سؤال في نفس المنحى.. كل من طرح معنا من العرب ومن الأجانب موضوع المحكمة على أساس أنه موضوع مقلق لنا.. قلنا له.. إن هذا الموضوع لا يعنينا.. ورفضنا حتى الخوض فيه من الأساس.. ولكن هناك إصرار بأنه مقلق وهناك إصرار على ربط القضايا التي تحصل فى منطقتنا وخاصة فى لبنان بقلق سوري أو لبعض اللبنانيين من موضوع المحكمة،مشكلة المحكمة الوحيدة هي عندما تكون محكمة ليس هدفها البحث عن الحقيقة.. إذا كان هدفها معرفة من قتل الحريري فأين هي المشكلة..والدليل على هذا الكلام أن سورية تعاونت مع لجنة براميرتز وفي كل التقارير التي قدمها براميرتز للأمم المتحدة كان واضحاً من خلالها بأن سورية تعاونت بشكل مرض.. مرض يعني فعلياً بشكل كامل.. لو كان هناك عدم تعاون لقال هذا الكلام في تقريره.. فنحن دعمنا التحقيق الدولي ودعمنا أي عمل أو أداة أو طريقة أو حل يؤدي للوصول..هناك من يتحدث عن تسييس المحكمة إذا كان هناك تسييس للمحكمة فهذا سيضر بلبنان قبل أن يضر بسورية ونحن يأتي قلقنا فى سورية من أي خلل فى لبنان وليس من المحكمة.
سورية مستهدفة منذ عدة سنوات لتمسكها بمواقفها
وبشأن تسييس سير المحكمة الذي تفصح عنه بعض وسائل الإعلام السورية ومصدر هذا الشعور. قال الرئيس الأسد..إن هذا نتيجة تصريحات الإدارة الأمريكية.. عندما تتحدث الإدارة الأمريكية مسبقاً أو بعض المسؤولين فيها عن أن التحقيق سيعطي كذا أو سيؤدي إلى كذا أو أن المحكمة سيكون عملها كذا فهذا يعني أنهم وضعوا أنفسهم مكان المحكمة.. عندما تتحدث إدارة سياسية نيابة عن القضاة يعني أن الموضوع مسيس،أما بالنسبة لنا إذا كانت كأي محكمة أخرى أي محكمة بالمعنى الاحترافي فبالعكس هذا شيء إيجابي وليس سلبياً.
وحول تراجع أحد شاهدي قضية الحريري واختفاء الآخر في فرنسا في ظروف غامضة وإذا ما كان هناك لعبة تدبر في الخفاء ضد دمشق،قال السيد الرئيس..أنا لا أعرف كل هذه التفاصيل لكن أحد هؤلاء كان موجوداً فى السجون الفرنسية فكيف يختفي في ظروف غامضة… غامضة بالنسبة لنا..أما بالنسبة لهم ليست غامضة.. فيجب أن يفكوا الغموض ويقولوا كيف اختفى عندها نستطيع أن نعرف إن كان هناك لعبة أم لا.. لا توجد لدينا معطيات..لكن بكل تأكيد هو اختفى في ظروف معروفة وليست غامضة.. لأنه كان في سجن دولة لم تحصل عملية هروب كبير.
وتابع السيد الرئيس معلوماتنا تقول..أنه كان موجوداً فترة في السجن وهذا ما نعرفه بشكل أقرب إلى التأكيد لكن لا توجد لدينا تفاصيل..بكل الأحوال كان موجوداً في دولة لها سلطة هي فرنسا..هل اختفى من فرنسا… كيف خرج من المطار..إلى أين..يجب على فرنسا أن تعلن ذلك.
وعن مطالبة سورية بفك الغموض عن اختفاء هذا الشاهد، قال السيد الرئيس..إن ذلك لمصلحة التحقيق لأن هذا الشاهد افترى على سورية بكلام غير صحيح وثبت لاحقاً أنه كان يكذب.. وهناك قناعة لدى جهات لها علاقة بالتحقيق أو المحققين ربما بأن كلامه غير صحيح،فإذا يجب أن يكون معروفاً أين هو لسلامة التحقيق لان التحقيق يجب أن يعرف لماذا افترى هذا الشخص.
وحول الهدف من اتهام سورية فى قضية اغتيال الحريري وغيرها من جرائم الاغتيالات في لبنان
أوضح السيد الرئيس..لا أستطيع أن أحدد الأهداف نيابة عنهم..لكن سورية مستهدفة منذ عدة سنوات لمواقفها،هل هناك أهداف أخرى موجودة..لا نعرف من قام بعملية الاغتيال..ما هو الهدف منها..هذا الموضوع حتى الآن أغلب الناس لا تعرف ما هو.. فلا تستطيع أن تقيم تماما لماذا دون أن تعرف كل هذه التفاصيل.. لكن ما نعرفه أننا مستهدفون وهذا جزء من الاستهداف بالعنوان العام،أما بالتفاصيل فمن الصعب أن نقول الآن ما هي التفاصيل.. أي الهدف بالتفاصيل.
وعن تزامن الاغتيالات مع الخروج السوري من لبنان ومحاولة ربطه بالانتقام لذلك أشار السيد الرئيس إلى أن اغتيال الحريري قد حصل قبل خروج سورية وأكمل قائلاً.. نحن خرجنا وأنا قلت هذا الكلام بشكل واضح في خطابي عندما أعلنت بأننا سنخرج من لبنان.. عندما يصبح جزءاً كبيراً من المجتمع ينظر إليك نظرة سلبية وعندما يكون هناك انقسام فى المجتمع اللبناني حول الوجود السوري فيصبح الوجود ضاراً لا يحقق النتائج التي كانت مرجوة منه قبل تلك الحالة.. فأعلنت هذا الشيء بشكل صريح وانسحبنا على هذا الأساس.
استقرار لبنان ينعكس مباشرة على استقرار سورية
أما بالنسبة الى الجرائم التي أتت لاحقاً أو أي عمل يؤدي لعدم استقرار لبنان فهذا يناقض الحقيقة التي تقول بأن سورية خلال ثلاثين عاماً دفعت دماء في لبنان.. لم تدفع أموالاً دفعت أرواح أبنائها سواء في تحقيق السلم.. ومنع التقسيم.. أو في الدفاع عن لبنان عام 1982 خلال الغزو الإسرائيلي وفى مراحل لاحقة ودفعنا الآلاف وليس بضعة مئات.. لماذا..لأن استقرار لبنان ينعكس مباشرة على استقرار سورية، كل هذه الأعمال التي تمت فى السنوات الماضية تؤدي إلى نتيجة واحدة وهي خلق حالة من عدم الاستقرار في لبنان.. السؤال البديهي في هذه الحالة أين هي مصلحة سورية لكي تقوم بهذا العمل..في السياسة لا يوجد انتقام..السياسي الأحمق هو الذي ينتقم..في السياسة هناك مصالح لا يوجد عواطف..في السياسة علينا أن نفكر ما الذي يحقق مصلحتنا..هذه الأعمال ضد مصلحة سورية..أولاً لأن سورية تتهم بها.. ثانياً لان خلخلة الاستقرار وهو طبعاً الموضوع الأهم سينعكس علينا ونحن سوف ندفع ثمنه.. فهل من المعقول أن نقول كما يقول المثل الأمريكي بأنك تطلق النار على قدمك.. هذا مستحيل.
وفى إجابة عن مداخلة بأنه حصلت مجموعة من الاغتيالات فى ظل الوجود السوري، قال السيد الرئيس..طبعاً.. وحصلت اغتيالات فى سورية..هل يعني أن سورية مسؤولة عن هذه الاغتيالات… بالتأكيد لا وهذا شىء بديهي.. هذا أولاً.. ثانياً عليك أن تحدد ما هي مسؤولية سورية في لبنان.. مسؤولية سورية ليس حفظ الأمن الشخصي ولا منع التفجير.. ليس دورها أن تكون جهاز أمن.. مسؤولية سورية كانت حفظ الأمن الوطني بمعنى منع الاقتتال ودعم الجيش اللبناني في مرحلة ما بعد الطائف.. وبناء على ترسيخ الأمن في لبنان فى التسعينيات ومع مجيء الرئيس لحود إلى رئاسة الجمهورية في عام 1998 رأينا أن الوضع أصبح مهيئاً كي تبدأ سورية بعملية الانسحاب.. وبدأنا بالانسحاب حتى قبل اغتيال الحريري كنا قد سحبنا حوالي 62 أو 63 بالمئة من القوات السورية بمعزل عن الظروف..فدور القوات السورية لم يكن دورا أمنياً لا للأشخاص ولا حتى بمعنى أجهزة الامن، هذا ليس من مهام القوات السورية.
المشكلة في لبنان لها علاقة بانعدام الثقة بين الأطراف اللبنانية
وعبر السيد الرئيس عن وجهة نظره بالشأن اللبناني في معرض إجابته عن تساؤل عن الذي يحول دون تعيين ميشيل سليمان رئيساً للجمهورية وما الذي يعطل إجراءات جلسة الانتخاب.. حيث قال.. لا أستطيع أن أعطيك إجابة نيابة عن لبنان ولكن نحن بالنسبة لنا معرفتنا بالعماد ميشيل سليمان معرفة وثيقة ونعتقد بأنه شخص جيد بالمقاييس المختلفة هذه وجهة النظر السورية وجهة النظر اللبنانية من المعارضة نفس الشيء.. وجهة النظر من الطرف الآخر المعلنة على الأقل لا نعرف ما هو الواقع بنفس الاتجاه.
فإذا المشكلة ليست انتخاب الرئيس..هي جزء من مشكلة أكبر لها علاقة بانعدام الثقة بين الأطراف اللبنانية والثقة إنما تضمنها المؤسسات والالتزامات المختلفة منها رئاسة الجمهورية ومنها الحكومة ومجلس النواب وقوانين الانتخاب وأشياء مشابهة وتفاصيل كثيرة لا أريد الدخول فيها.. فعندما يكون هناك انعدام ثقة في بلد ما.. لا بد من إيجاد كل الآليات دون استثناء التي تعيد الثقة بين الأطراف..وبالتالي القضية ليست أن تحل مشكلة واحدة..القضية أن تحل المشكلة الكبرى.. هذا بالعناوين أما التفاصيل فلا أستطيع أن أعطيك إجابة نيابة عن اللبنانيين.
وحول تأجيل جلسات انتخاب رئيس الجمهورية المستمر وتأثير ذلك على مصداقية الرئيس بري أكد السيد الرئيس أن القضية أنه إذا لم يكن هناك اتفاق على الحلول كلها بشكل عام من كل الأطراف فلا تستطيع أن تحملها لطرف أو لشخص في طرف،الرئيس بري هو مؤتمن في الدستور اللبناني على مؤسسة معينة وهو يحدد هذا الموضوع من خلال قناعته المرتبطة برؤية معينة لمصلحة لبنان.. لكن أنا لا أستطيع أن أعطي جواباً نيابة عنه..هل هذا يضر بمصداقيته أم لا..لأن مصداقيته يجب أن تكون مصداقية داخل لبنان فأنا لا أستطيع أن أحدد موضوع المصداقية في هذا الإطار لان هذه تفاصيل لبنانية.
الأطراف اللبنانية تعرف مصالحها أكثر منا
وأوضح السيد الرئيس في رده عن مقدار الضغط الذي يمكن أن تمارسه سورية على المعارضة اللبنانية للوصول لحل للأزمة أن المشكلة ليست إلى أي مدى نستطيع أن نضغط..إنما هل نقبل بمبدأ الضغط.. نحن لا نقبل بمبدأ الضغط في تعاملنا مع الأطراف المختلفة لا في لبنان ولا في غيرها وهذا الموضوع نشرحه لكل من يأتي إلينا ويقول لنا يجب أن تضغطوا..نقول لهم مبدأ الضغط غير موجود لدى سورية.. نحن نتحاور.. مبدأ النفوذ يختلف عن مبدأ التدخل..هم يريدون منا أن نتدخل من خلال الضغط نحن نمارس نفوذاً من خلال العلاقة الطبيعية بين أي طرفين فيها نوع من الحوار وفيها نوع من القناعة وفيها نوع من المصداقية..أي هو يقبل بما أقوله إذا كان مقنعاً ويحقق مصلحته.. أما عدا عن ذلك فهو ليس مضطراً ليقبل برأيي.. لذلك نحن نحاور الأطراف اللبنانية انطلاقاً من رؤيتنا.. ولكن تبقى الأطراف اللبنانية تعرف مصالحها أكثر منا.
وعن ما قيل عن التمديد للرئيس لحود لفترة رئاسية ثانية بوصفه نوعاً من الضغط على الملف اللبناني أوضح السيد الرئيس أنه كانت هناك أطراف ضد التمديد وقلنا لهم نترك الموضوع لكم.. نحن لم نضغط.. وكانت هناك أطراف لا تريد من حلفائنا في ذلك الوقت وقلنا لهم.. هذا الموضوع يعود لكم.. وهم غيروا أراءهم وساروا في الموضوع.. لم نمارس عملية الضغط في هذا الموضوع على الإطلاق.. لكن أريد أن أفرق بين ما نتبناه كمبدأ وكسياسة وبين الممارسة.. أي ممارسة الشخص تختلف عن سياسة الدولة أحياناً هو لا يفرق بين مبدأ الحوار والضغط وربما الشخص الآخر لا يفرق بين أنه يحاوره أو يطلب منه أو يضغط عليه أما نحن كسياسة سورية لم نتبن الضغط على الإطلاق حتى في موضوع الرئيس لحود.
أبواب سورية مفتوحة للجميع بما فيها العماد ميشيل عون
وفى معرض إجابته عن سؤال يقول كيف تنظرون لتحالف عدوكم السابق عون مع حليفكم الاستراتيجي حزب الله.. وعن استمرار هذا التحالف ودعوة عون إلى دمشق قال الرئيس الأسد.. أنا لا أسميه عدواً.. العدو من يحتل الأرض أو يعتدي على الوطن.. كان هناك خلاف.. الخلاف ربما يتحول إلى خصومة ولكن الخصومة تختلف عن العداوة.
وتابع السيد الرئيس رغم كل ما حصل فإن مبدأ هذا الخلاف لم يكن يعتمد على عداوة بالشكل الذي نراه نحن العدو هو بالنسبة لنا إسرائيل.
ورد السيد الرئيس على الإصرار أنه "سالت الدماء بينكم وبينه" أن الدماء تسيل أحياناً بين أبناء البيت الواحد.. في العائلة الواحدة وفي البلد الواحد لكن هذا لا يعني عداء الخلاف غير العداء والخصومة غير العداء.. الدم لا يعني عداء.. العداء له أسس معينة.. من يحتل أرضاً على المستوى الوطني..على الأقل.. من يحتل أرضنا هو عدو.. من يعمل ضد مصالحنا بشكل مباشر ويؤدي إلى ضرر كبير تجاه بلدنا فهو عدو.. فكان هناك خلاف ورؤية مختلفة.. كان لديه نظرة معينة للوجود السوري وكان لدينا نظرة معينة للأوضاع في لبنان في ذلك الوقت..هذا الخلاف أدى إلى تلك الحرب وأساساً أنت في بلد فيه حرب.. الحرب التي حصلت والدماء التي سالت هي جزء من الدماء التي كانت تسيل.. كانت كل مرة تأخذ شكلاً واتجاهاً معيناً..حصلت صدامات بين حزب التقدمي الاشتراكي وحركة أمل وهم حلفاء .. وبين أمل وحزب الله..وبين القوات السورية وحزب الله في 1987 وهذا لا يعني عداء فإذا هذا لا نستطيع تعريفه بأنه عداء أما بالنسبة للتحالف طبعاً لا أستطيع أن أجيب نيابة عنه بالنسبة لزيارته إلى سورية.. أنا سئلت هذا السؤال سابقاً وقلت أبواب سورية مفتوحة للجميع بما فيها العماد ميشيل عون بكل تأكيد عندما يرى أن الظروف مناسبة لزيارة دمشق سيقوم بهذا الشيء والأبواب مفتوحة له.
وبمعرض الحديث عن الشأن الرسمي اللبناني السوري واستعداد سورية لاقامة علاقات دبلوماسية متكافئة بين البلدين.. أوضح السيد الرئيس أنا من طرح هذا الموضوع وليس اللبنانيين.. أنا طرحته في عام 2005 في الاجتماع الأخير للمجلس الأعلى السوري اللبناني عندما كان الرئيس لحود والرئيس كرامي والرئيس بري في اليوم الذي وقعنا فيه على انسحاب القوات السورية في آذار.. قلت لهم.. أنا أسمع أنه يطرح أحياناً موضوع السفارات.. الآن القوات السورية ستنسحب قريباً..إذا كنتم تعتقدون أن موضوع السفارة ضروري للعلاقة بين سورية ولبنان فأخبرونا لاحقاً ونحن لا يوجد لدينا مشكلة في هذا الموضوع..هكذا بدأ الموضوع.. أنا من طرح الموضوع.. وليس كما يظهر أن الطرف الأخر يضغط على سورية بأن عليها أن تفتح سفارة لأنها لا تعترف بلبنان.. هذا كلام غير صحيح.. نحن نعترف بلبنان بكل كلمة نتحدث عن لبنان.. لبنان بلد مستقل وعضو في الجامعة العربية وإلى أخره لكن عندما تريد أن تفتح سفارة.. فإنها بحاجة إلى علاقات جيدة بين حكومتين على أساسها يعلن تمثيل دبلوماسي وتفتح السفارة وبشكل طبيعي إذا كان لديك علاقات سيئة مع دولة تغلق السفارة.. فكيف تفتح سفارة والعلاقة غير جيدة.. هذا من جانب.. من جانب أخر.. نحن لا يوجد لدينا سفارات في أغلب دول العالم لأسباب مختلفة.. هل هذا يعنى بأننا لا نعترف بأغلب دول العالم.. هذا الكلام سخيف وغير منطقي ولكن عندما تكون هناك حكومة وحدة وطنية وحكومة تسعى لعلاقة جيدة مع سورية تصبح السفارة شيئا طبيعياً وبديهياً بين أي بلدين.
وعن أجواء الشحن والاتهامات التي تساق من بعض الأطراف في لبنان ضد سورية.. قال السيد الرئيس.. المشكلة ليست بيننا وبين لبنان ككل.. إنما بيننا وبين طرف في لبنان.. طبعا أنا لست في موقع الرد على تصريحات من هذا النوع.. ولكن بشكل عام وبجملة بسيطة كل من يقول هذا الكلام يجب أن يمتلك دليلا.. إذا كان يحترم نفسه.. كل من لديه دليل فليقدمه.. هناك لجنة تحقيق وهناك اهتمام عالمي بهذا الموضوع.. فليقدموا هذه المعلومات التي تدل على تورط سورية.. وكفى اتهامات لثلاث سنوات وإضاعة الوقت.. هذا ما يعنينا.. عدا عن ذلك لا يعنينا أي شي آخر.. إذا كانوا يريدون أن يبتعدوا عن سورية أو يقتربوا من سورية هذه مشكلتهم.
سورية ولبنان يعيشان إلى جانب بعضهما البعض وأي انعكاس سلبي لا نتعامل معه في سورية على طريقة رد الفعل
وعن التصريحات التي توجه ضد سورية وتتعدى شحن الرأي العام اللبناني إلى العربي بين السيد الرئيس أن جزءاً كبيراً من الرأي العام العربي بعد ثلاث سنوات لم يعد مقتنعا بهذا الكلام.. الكلام في السياسة وعلى مستوى دول وعلى مستوى شخصيات سياسية دون دليل يفقد قيمته ويجعل صاحبه يخسر.. بكل الأحوال لا نستطيع أن نتعامل مع الرأي العام العربي إلا من خلال القول.. أن هذا الكلام غير صحيح، أما بالنسبة للرأي العام اللبناني فأعتقد أن ما يحصل هو مؤقت.. سورية ولبنان يعيشان إلى جانب بعضهما البعض وأي انعكاس سلبي لا نتعامل معه في سورية على طريقة رد الفعل على أساس أن لبنان بلد صغير وسورية بلد كبير.. كلا البلدين سيخسر وكما قلت في السياسة علينا أن ننظر نظرة أبعد.. عندما تمر هذه الغيمة العابرة.. إذا قمنا بعملية رد فعل سيكون من الصعب أن تعيد الامور إلى طبيعتها بين الشعبين ربما لجيل كامل..فعلينا أن نستوعب كل هذه الامور وأنا متأكد أن الشعب اللبناني خلال فترة قصيرة والبعض منه يأتي إلى سورية ويقول لقد ظلمنا سورية لم نكن نعرف هذه الحقائق.. لقد غرر بنا.. أخذنا بالعواطف.. يقولون لنا هذا الكلام من الجهات التي كانت تهاجم سورية.. الان بدؤوا يتحولون ونحن نقول لهم لا نلومكم.. هذا طبيعي..عمليات الاغتيالات والتفجير والانقلاب المفاجئ لم تكن شيئاً سهلاً على أي عقل أن يستوعبه.
القمة العربية
وفي محور آخر يتعلق بالقمة العربية التي ترأسها الان سورية وزعم البعض أنها كرست الانقسام العربي وأضعفت احتمالات التوصل إلى حل قريب للازمة اللبنانية رد السيد الرئيس متسائلا باستغراب.. هل أن حل الأزمة اللبنانية كان قريباً جداً قبل القمة وأتت القمة لكي تبعد هذا الحل من جانب وأن العرب كانوا على حافة التضامن العربي الممتاز والرائع وأتت القمة لتنسف هذا التضامن.. وأردف قائلا بشفافيته المعروفة.. هذا الكلام غير مقبول.. القمة العربية ربما أظهرت للبعض للذي لا يعرف حقيقة الوضع العربي أظهرت حقيقة الوضع العربي.. هذه الحقيقة لها جانبان.. سلبي وإيجابي.. السلبي هو ما رآه البعض من انقسام موجود ليس جديداً ولكنه أصبح أكثر وضوحا ولكنها أظهرت جانبا إيجابياً بأن هذه المشاركة العربية في هذا الظرف وعلى الرغم من كل هذه الضغوط هذا يعنى أن الوضع العربي ليس سيئاً كما نتصور.. حتى أنا في موقعي السياسي وبعلاقاتي اليومية مع الدول العربية كنت أرى هذا الجانب السلبي أكبر مما كنت أراه خلال القمة.. من القمة وما بعد أنا أعتقد أن الوضع العربي بجانبه السلبي هو أقل سلبية مما كنا نراه فلذلك لا.. هذه القمة العربية أظهرت الانقسام ولم تزده.. أوضحت حقيقة الامور كما هي.. ومن الضروري بالنسبة لنا كعرب أن نبتعد عن الكذب والخداع.. يجب أن تكون الامور واضحة..لا يجوز أن نتحدث عن شيء غير موجود.. التضامن العربي وعلاقات الاخوة والى آخره هي في الواقع غير موجودة.. لدى البعض بشكل جزئي.. وليس بشكل عام.. بالمقابل لا يجوز أن نقول.. ان الوضع العربي سيئ للغاية ونرى أن دولاً ترفض الضغط الأمريكي وغير الأمريكي وتأتى إلى القمة.. هذا شيء إيجابي لا يجوز أن ننكره.. لنكن واقعيين.
وفي نفس السياق حول تساؤل عن نجاح القمة في الوصول إلى أهدافها رغم ضعف تمثيل بعض العرب… قال السيد الرئيس.. إذا أردنا أن نتحدث عن هذه الوفود.. ما هي قيمة المستويات… على سبيل المثال.. عمان دائما تمثل بمستوى معين.. الكثير من الدول تمثل بالأساس بمستوى معين.. لكن هذا الشخص مفوض أن يتحدث باسم الأمير أو الملك أو الرئيس.. هو يمثل بلده.. فإذا السؤال لا يجوز أن يكون ما هو مستوى التمثيل.. السؤال يجب أن يكون ما هو مستوى الأداء.. هل قامت هذه الوفود بأداء يؤدي إلى نجاح القمة… نعم.. حتى الدول التي كانت بمستوى منخفض لاسباب مختلفة لم يكن أداؤها أقل من الدول التي شاركت على مستوى القمة لذلك كان هذا أحد أهم عوامل نجاح القمة.. لم يحصل تفجير.. لم يكن هناك الغام سياسية.. وكانت هناك مشاركة لمصلحة القمة وعكست وضعا إيجابياً.. هذا الجانب الأول.. الجانب الثاني.. ما هو معيار نجاح القمة… هل نجاح القمة في انعقادها في هذه الظروف… كان ممنوعا على العرب أن يلتقوا والتقوا.. فهذا نجاح.. هل كان مطلوب من القمة أن تنفجر من الداخل ولم تنفجر… لم تنفجر وهذا نجاح. نأتي إلى ما يهم المواطن أكثر.. المواطن العربي يهمه ماذا ستعطى هذه القمة لاحقا.. هنا نستطيع أن نقول.. من المعروف عن قممنا العربية بأنها تنتهي في نهاية كل قمة وبعدها لا تكون هناك متابعة ولا يكون هناك التزام في القرارات.. فهنا النجاح لا يحمل للقمة ويحمل لادائنا العربي والتزامنا بالقرارات.. هذا تقييم اخر.
وعن غياب الملك عبد الله ملك المملكة العربية السعودية… أكد السيد الرئيس أن عدم مجيء رأس الدولة بشكل عام هو ليس الشيء الأفضل.. ولكن عندما يفوض شخص مكانه فهذا شيء جيد أيضاً.. الاختلاف بين الجيد والأقل جودة ليس كأن نقول بين قمة ناجحة وفاشلة.. أنا هنا أريد أن يكون واضحاً بين أقصى اليمين وأقصى اليسار.. كنا نتمنى لو حضر كل القادة العرب.
وعن توجيه الدعوة إلى الرياض عن طريق مسؤول في الهلال الأحمر, قال السيد الرئيس..هو وزير في الحكومة السورية.. وكل الوزراء لهم نفس المنزلة.. وأنا في العام الماضي عندما دعيت إلى الرياض لم يأت وزير الخارجية و إنما أتاني وزير لا أذكر من هو.. لكن أتاني وزير غير وزير الخارجية.. أنا لم اعتبرها إهانة.. كل الوزراء بمستوى واحد.. لا يوجد وزير أهم من وزير.. والوزير يحمل رسالة باسم الملك.. وكل الدعوات السابقة التي أتتني شخصياً إلى القمم العربية المختلفة كانت تأتى من وزراء مختلفين ليس لهم علاقة بالسياسة.. فليس لها معنى.. ولكن بنفس الوقت.. عندما طلبت سورية أن تنقل الرسالة من قبل وزير الخارجية الذي كان يقوم بجولة على الدول العربية لكي تعطى للملك.. هم تأخروا في الجواب.. حددوا موعدا لاحقا.. وكان وزير الخارجية مشغولا فتم إرسال وزير أخر.. واستقبل من قبل وزير الخارجية السعودي وليس الملك. وعن الدعوة التي وجهت إلى لبنان من خلال معاون في وزارة الخارجية إلى وزير مستقيل، رد السيد الرئيس أن ذلك الوزير لم تقبل استقالته.. إذا هو وزير.. ومن الناحية الدستورية كان العمل صحيحاً.
وفيما إذا كان ذلك هو تكتيك سياسي سوري ينتمي إلى دهاء معاوية، قال السيد الرئيس.. لا هذا تقييم اخر.. ولكن الحقيقة بأننا طلبنا في البداية بسبب عدم وجود علاقة مع هذه الحكومة اللبنانية.. حيث لا يوجد لا تمثيل دبلوماسي ولا علاقة على الإطلاق.. فكيف نرسل الدعوة..في البداية طلبنا من الأمين العام لجامعة الدول العربية أن تقوم الجامعة بنقل الدعوة إلا أن الطرف اللبناني هو من أصر أن تكون الدعوة من قبل سورية.. فبالنسبة للدعوة لا يوجد رئيس جمهورية لمن نرسلها… بالتالي لا يوجد إلا رئيس الوزراء.. في هذه الحالة لا أرسلها أنا كرئيس جمهورية.. و إنما أرسلها رئيس الوزراء لدينا في سورية إلى رئيس الوزراء اللبناني.. مستوى الدعوة اختلف ومن الطبيعي أن يكون مستوى نقل الدعوة مختلفا.. لا تستطيع أن تعامل هذه الدعوة كدعوة رؤساء الجمهورية.. أو الملوك أو الامراء.. هذا أيضا شيء بديهي يدخل ضمن البروتوكولات.. نحن لم نخرق الوضع مع لبنان.. رئيس الجمهورية غير موجود في لبنان.. لو كانت الدعوة لرئيس الجمهورية كنت حتما سأرسلها بنفس الطريقة التي أرسلتها إلى كل الدول الأخرى.. هذا الشيء بديهي.
الولايات المتحدة واسرائيل سعتا لافشال القمة العربية
وعما إذا كان يعتقد بأن ثمة أطرافا سعت لإفشال قمة دمشق أجاب السيد الرئيس.. بكل تأكيد الولايات المتحدة وبشكل معلن.. بكل تأكيد.
واستطرادا حول ما إذا حلفاؤها سعوا لذلك أيضاً قال.. نحن سمعنا عن ذلك ولكن لا أستطيع أن أقول نعم الان من خلال موقعي الرسمي إلا إذا كانت لدى معطيات واضحة.. لكن أقول.. أيضا من الجانب الإيجابي.. طالما أن وفود الدول بشكل عام أدت أداء جيداً.. لا أستطيع أن أتهم دولة عربية بالعرقلة.. طالما أنها شاركت وكانت مشاركتها إيجابية.. وهذا أمر حقيقي.. أنا لا أجامل.. ما رأيناه كان يختلف عن الصورة الموجودة قبل القمة.. لماذا… الله أعلم.
وعن التحرك الدبلوماسي السوري المفترض لمتابعة القرارات وتفعيلها التي أعلنها الرئيس الأسد أثناء القمة. أوضح السيد الرئيس أن الأجواء في القمة تجعلنا نتفاءل أكثر بأن جولة عربية من قبل رئاسة القمة سأقوم بها قريبا.. الان بدأنا بتحديد المواعيد.. ربما تعطى نتائج.. لا أستطيع أن أتنبأ لان هناك طرفاً اخر هو الدول العربية الأخرى.. ولكن أنا أميل إلى التفاؤل أكثر من قبل القمة وليس العكس.
وعن زمن انطلاقة الجولة وإذا كانت ستشمل الرياض والقاهرة. أجاب السيد الرئيس.. ان هذا يعتمد على المواعيد.. وهى ستشمل تقريبا كل الدول من دون استثناء.
لدى البعض سوء فهم للموقف السوري
وتابع قائلا لكي أكون صريحا معك.. لا توجد مشكلة بين سورية وبين الرياض وبين سورية وبين القاهرة.. هناك مشكلة من الطرف الاخر.. لديهم سوء فهم للموقف السوري.. أما سورية فليس لديها مطالب من هذه الدول.. نحن نعتبر أنه لا توجد مشكلة معهم.. هذا الموضوع يعتمد عليهم.. أنا أريد أن أزور كل الدول العربية من دون استثناء.
وعن قمة شرم الشيخ التي تمت بعد القمة وربطت موضوع انفراج العلاقات العربية بحل الأزمة اللبنانية. قال السيد الرئيس.. أنا أشجعهم لكي يتحركوا لحل الأزمة اللبنانية.. ونحن سندعم.. كما قلت في كلمتي في القمة.. سندعم أي جهة عربية أو غير عربية تتحرك لحل الأزمة اللبنانية.. ولكن طالما أنهم يعتقدون أن جوهر المشكلة العربية هو لبنان فلنتفضل كعرب ونحل مشكلة لبنان.. أما أن يقال.. ان سورية هي المسؤولة عن لبنان.. فهذا الكلام غير مقبول على الإطلاق.
وعن اتفاقه مع من يرى أن البيان الختامي لقمة دمشق اعتمد على جماليات اللغة العربية للإيهام بأنه حدث تضامن وتوافق عربي بينما الواقع يقول عكس ذلك.. أوضح السيد الرئيس أنه لا يتفق مع ذلك حيث ان البيان عبر فعلا عن الامور التي توافقنا عليها.. ومن البديهي أن يعبر عن الامور التي توافقنا عليها وليس الامور التي اختلفنا عليها.. كلما كانت الخلافات أكبر كلما كانت اللغة عامة أكثر.. كلما كانت الخلافات أقل.. كلما كان البيان أوضح.. فنحن لا ندعى بأننا متفقون على كل شيء.. وأنت تعرف الوضع العربي منذ عقود يعتمد على الحد الأدنى من التوافق.. نحن لا نستطيع أن نتحدث عن قمة الحد الأقصى من التوافق.. الحد الأقصى من التوافق غير موجود.. الحد الأدنى الان نحن نعتبره إنجازاً لان الامور كانت تسير باتجاه تحت الحد الأدنى بكثير.. فمن الطبيعي أن يكون البيان معبرا عن هذه الحالة.. أما أن نصف الامور بأنها على توافق كامل أو انهيار كامل فهذا كلام غير موضوعي.
عملية السلام
وفى محور اخر يتعلق بالسلام وتبادل الرسائل مع إسرائيل عبر قنوات ووسطاء والمراحل التي وصلتها. قال السيد الرئيس.. هذه الوساطات موجودة منذ سنوات ولكنها تكثفت بشكل دراماتيكي وجذري بعد العدوان على لبنان في عام 2006 وبعد انتصار المقاومة، الوساطات تأخذ عدة أشكال.. أحيانا يكون مسؤول أجنبي قادماً إلى سورية.. أحيانا بعض قادة اليهود في العالم يتحركون باتجاه سورية.. أحيانا يكونون أعضاء في الكونغرس أو برلمانيين أو رجال أعمال كباراً لهم علاقات سياسية.. يتحركون بهذا الهدف.. نحن لا نعرف من يتحرك بمبادرة شخصية منه.. ومن يتحرك بمبادرة من دولته.. من يتحرك بدفع من إسرائيل.. لا نعرف.. طبعا.. البعض يقول لنا.. ولكن نحن لا توجد لدينا معطيات.. ولكن تعاملنا مع كل هذه الوساطات بمنهجية واحدة.. أنت تأتى لتتحدث عن وساطة وأنا أقول لك لي حقوق.. هذه حقوقي.. وبهذه الطريقة فقط نستطيع أن نبدأ مفاوضات سلام لها أسس معينة.. لها متطلبات معينة.. ولا نسميها شروطا.. إنما متطلبات.. من دون هذه النقاط المختلفة سيكون ذلك إضاعة للوقت.. طبعا الرسائل تذهب وتأتى وكلها في الإطار العام.. ونحن نقول لهم في الإطار العام وفى العناوين العامة.. كأن نقول إسرائيل تريد السلام.. أي سلام… مثلا بالنسبة لهم.. نتنياهو طرح السلام مقابل السلام.. لم يطرح الأرض مقابل السلام.. بالنسبة له هذا هو السلام.. أما بالنسبة لنا ليس سلاماً.. فهناك أسس يجب أن تحدد.. ما ذكرته الان هو أول مؤشر واضح.. على أن أولمرت يقول انهم مستعدون للسلام وذلك يأتي على خلفية الوساطة التركية التي استمرت من نيسان الماضي حتى نيسان الحالي لمدة عام كامل سعى بها الرئيس أردوغان تحديدا ولاحقا الرئيس عبد الله غول وكنا نقول لهم نحن لدينا نقاط معينة يجب أن تكون واضحة.. أولاً.. إعلان واضح من قبل أولمرت بأنه يريد السلام.. ثانيا.. أن يطرح أولمرت مع الوسيط التركي وهو أردوغان بأنه مستعد لإعادة الجولان.. ان لم يكن مستعدا لاعادة الجولان.. فلا داع للحديث عن هذا الموضوع.. أتانا هذا الخبر منذ أسبوع عبر اتصال من رئيس الوزراء أردوغان بأن أولمرت مستعد لاعادة الجولان ولاحقا سمعنا أن أولمرت يقول في تصريح.. نحن نعرف ماذا تريد سورية.. وسورية تعرف ماذا نريد.. طبعا.. ماذا تريد سورية.. هذا معلن.
الإدارة الاميركية لا تمتلك لا رؤية ولا إرادة لعملية السلام
وفيما إذا كانت الزيارة المرتقبة لرئيس الحكومة التركية تقع في هذا الإطار… أجاب الرئيس الأسد بالنفي متابعاً.. هي تأتى في إطار لقاء مجلس رجال الأعمال السوري التركي.. ولكن بكل تأكيد سنتحدث بهذه النقطة.. لكن نحن تحدثنا على الهاتف. الان اسرائيل تطرح مفاوضات مباشرة.. المفاوضات المباشرة لها أسس مختلفة.. الان نحن لا نتحدث عن مفاوضات مباشرة.. الان نحن نتحدث عن دور تركي.. وساطة تركية تقوم بنقل المعلومات والمعطيات الأساسية من أجل إيجاد أرضية مشتركة.. الأرضية المشتركة تكون هي القاعدة لانطلاق المفاوضات المباشرة لاحقا.. لكن المفاوضات المباشرة بحاجة إلى دور راع.. ولا يمكن أن يكون هذا الراعى سوى الولايات المتحدة.. مع كل أسف ولكن هذا أمر واقع.. هذه الإدارة لا تمتلك لا رؤية ولا إرادة لعملية السلام.. هذه الإدارة لا تمتلك شيئا.. فلذلك نحن ما نتحدث عنه الان هو إيجاد الأرضية المشتركة من خلال الوسيط التركي.. بشكل واضح لن تكون هناك مفاوضات سرية.. بل ستكون معلنة ان حصلت.. ولن تكون مباشرة.. لا توجد مفاوضات مباشرة.. ستكون علاقتنا مع الطرف التركي.. والطرف التركي ستكون علاقته مع الطرف الإسرائيلي.. وسنبحث أولاً في موضوع الأرض لنرى المصداقية الإسرائيلية.. أنت تعرف لا توجد ثقة بيننا وبين إسرائيل.. ونحن نعرف ونفهم الألاعيب الإسرائيلية بشكل جيد.. لذلك علينا أن نكون حذرين ودقيقين في مناقشة هذا الموضوع.. اذا تكونت هذه الأرضية.. لاحقا.. ربما مع إدارة مقبلة في الولايات المتحدة.. نستطيع أن نتحدث عن مفاوضات مباشرة.
وفيما إذا كان ذلك بشيرا للرأي العام العربي والعرب جميعا وكل شعوب الشرق الأوسط بأن الحل قريب… نبه السيد الرئيس بأنه لا داع للتبشير لأننا لا نستطيع أن نضمن الطرف الثاني.
وعن اتهام إسرائيل لسورية بانتهاك القرار الدولي 1701 عبر تزويد حزب الله بالصواريخ وإعادة بناء قدرات الحزب العسكرية بعد حرب لبنان الأخيرة.. أجاب السيد الرئيس.. إذا سالت إسرائيل كيف عرفت هذا الشيء سيقولون لك نحن كنا نرسل طائراتنا لكي تمسح الحدود اللبنانية.. أي أن إسرائيل بطائراتها تخرق القرار 1701 فهي من يخرق وليس نحن.
العدوان الاسرائيلي على موقع عسكري قيد الانشاء
وعن حقيقة الغارة الإسرائيلية التي تمت في شهر أيلول وأثارت الكثير من اللغط.. أوضح السيد الرئيس أن الغارة كانت على موقع عسكري قيد الإنشاء.. لماذا أغاروا عليه.. لا نعرف ما هي المعطيات التي كانت لديهم.. ولكن هم يعرفون ويرون بالأقمار الصناعية.. وأغاروا على موقع غير مكتمل لم يكن يوجد فيه لا عناصر ولا شيء.. أي أنه فعلياً فارغ.
وعما إذا كان ذلك الموقع هو لبرنامج نووي نفى السيد الرئيس ذلك وأردف.. هل من المعقول أن هناك موقع نووي ليس فيه حماية وليس محمياً بالمضادات.. موقع نووي تحت رؤية الأقمار الصناعية في وسط سورية في الصحراء وفي مكان مفتوح.. كيف يكون موقعاًَ نووياً والأقمار الصناعية كل يوم ترى كل متر تبنيه وهو يبنى منذ سنوات، هم يبحثون عن مبرر.. هم لا يعرفون ما هو هذا الموقع.. لكن هم أربكوا عندما أعلنت سورية. وأربكوا عندما رأوا النتائج على الأرض.. هم قصفوا موقعاً لا يوجد فيه شيء.. فما هو المبرر.. مرة قالوا انه موقع نووي.. لاحقاًا قالوا موقع لإمداد سلاح لحزب الله.. من أين يأتي السلاح لحزب الله.. أي أنه يأتى من تركيا إلى وسط سورية إلى لبنان.. أن يأتى من العراق من قبل القوات الأمريكية إلى سورية ولبنان..من أين يأتي.. هذا كلام مضحك.. ثم قالوا انهم أنزلوا قوات كوماندوس وقاموا بأخذ عينات وكل هذا الكلام لكي يبرروا خطأهم وفشلهم في تحديد الهدف.. هذه هي المشكلة.
وتابع السيد الرئيس مجيبا عن مدى انسجام رد الفعل السوري مع الفعل الإسرائيلي… الرد لا يعنى صاروخا مقابل صاروخ.. ولا قنبلة مقابل قنبلة.. ولا رصاصة مقابل رصاصة.. أنت عليك أن تسال سؤالاً اخر.. لو لم تكن سورية تؤلم السياسات الإسرائيلية.. هل كانت إسرائيل قامت بعمل من هذا النوع.. الحقيقة لدينا وسائل الرد.. ولكن وسائلنا بطريقتنا.. هم يفهمون ماذا نقصد.. نحن لا نقول بأننا سنرد أى سنقصف.. نحن نفهم بأن إسرائيل تريد أن تستفز سورية..ربما تريد أن تجر سورية للحرب.. نحن لا نسعى لحرب.. كنا واضحين بشأن هذه النقطة ..ولكن نحن لدينا طرق أخرى ليس بالضرورة أن نقول ما هي.
وفيما إذا كانت هذه الطرق الأخرى هى عبر الأداة العسكرية السورية في لبنان أي حزب الله ، قال الرئيس الأسد.. لا والدليل أن حزب الله لم يرد على إسرائيل، وتابع الإجابة عن المداخلة بوجود مناوشات بين حزب الله وإسرائيل قائلاً حتى حزب الله بعد حرب 2006 لم يقم بأي عملية.. هذا أولاً.. ثانياً حزب الله عندما قام بعملية اختطاف الجنود الإسرائيليين كان هدفها استعادة الأسرى اللبنانيين ومنها قياديون في حزب الله.. لم يقم بها من أجل أي شيء له علاقة بسورية.. فأن يقال بأن حزب الله ذراع سورية.. هذا الكلام غير مقبول.. ولا يمكن لشخص أو أشخاص أن يموتوا في حروب من أجل إرضاء سورية.. لا تصدق هذا المنطق.. لا من أجل أموال ولا من أجل شيء اخر.. هو يموت من أجل قضيته.. لن أقول ما هي هذه الوسائل ولكن أنا أقول لك ان سالت نفسك سؤالا لماذا إسرائيل تقوم بهذه الأعمال ضد سورية… هذا هو السؤال.. لو لم يكن لسورية تأثير تستطيع أن تؤثر من خلاله في السياسات الإسرائيلية لما قامت بهذا العمل.. لو كنا دولة ضعيفة ومسكينة ولا نستطيع أن نقوم بشيء ونؤثر في منطقتنا لما قامت إسرائيل بهذا العمل.
وعن طبيعة المقاومة في الجولان، قال السيد الرئيس.. ان المقاومة تنشأ عندما لا يكون هناك جيش.. ولا تقوم المقاومة عندما يكون هناك جيش قادر على الدفاع.. والدليل أن إسرائيل أيضا بنفس الوقت لا تقوم بعمليات اختراق لجبهة الجولان.. و إنما هي منطقة تحكمها اتفاقية فصل دولية.. في لبنان الوضع يختلف.. إسرائيل دخلت وغزت لبنان واحتلت أراضيه.. وحاصرت بيروت ودمرتها.. أي هناك وضع مختلف.. الوضع السكاني يختلف.. الوضع الجغرافي يختلف.. كل الظروف تختلف.. لكن أهم شيء بأنه عندما لا يكون هناك جيش فالبديل للجيش هو المقاومة.. أما هذا من مهام الجيش في سورية.. لدينا جيش نظامي له مهمة محددة وهو محتشد بهذا الاتجاه.. وهو جيش يتطور باستمرار بهدف الدفاع عن الأراضي أو بهدف اخر.. تحرير الأرض في المستقبل.. فنحن لدينا هدف نقوم به.. أما الوضع في لبنان يختلف.
وعن تطوير الجيش السوري ووصول النظام الصاروخي الروسي "بانتسير" الذي يستطيع التعامل مع الطائرات الإسرائيلية، أوضح السيد الرئيس أن هذه مواضيع تقنية.. يفضل إلا نتحدث بها.. هذا موضوع عسكري.
وعن استعداد سورية للحرب مع العدو الإسرائيلي.. أو على الأقل قدرتها على ردع هذا العدوان، بين السيد الرئيس أن الجميع يعرف بأن إسرائيل لديها دعم الولايات المتحدة الكبير.. وكلنا يعرف بأن جيش إسرائيل من الجيوش القوية فى العالم.. وهذا السؤال الذي تطرحه كان مطروحا على مستوى الجبهة اللبنانية وأنا دخلت فى نقاشات مع بعض العرب حول هذه النقطة.. ماذا كانت النتيجة في عام 2006 جيش كبير من أقوى الجيوش في المنطقة والعالم.. ومجموعة من المقاومين هم متطوعون.. أغلبهم غير متفرغ.. بعضهم مهندسون درسوا في جامعات سورية ربما.. ومنهم صيادلة.. فقضية الاستعداد هي أولا الاستعداد الشعبي للدفاع عن البلد.. أما أن نقول أننا سنشن هجوما طالما أننا نتحدث عن السلام وطالما أنه لدينا بعض الأمل في السلام.. فلا أحد يسعى للحرب.. السعي نحو الحرب ليس شيئا جيدا تحت أي عنوان..الحرب لا تكون إلا حلا بديلا عندما يفقد الأمل نهائيا بالسلام.. وما نراه الان نحن في سورية بغض النظر عن الرياء والنفاق الدولي الموجود ولكن لا شك بأن هناك قلقا من أي تفجير في المنطقة وهناك مساع للسلام.. فإذا كان هناك باب ولو كان صغيراً مفتوحاً للسلام لا يجوز أن تسعى باتجاه الحرب.. لكن عليك أن تسعى للدفاع عن نفسك.. الان هل أنت مهيأ أم غير مهيأ.. نفسياً نحن دائماً نستعد ونحضر أنفسنا ولكن بالنتيجة لا أحد يعرف النتائج إلا خلال المعركة نفسها.
وعن المتابعة السورية للمناورات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة.. قال الرئيس الأسد.. لا تستطيع أن تحدد بدقة.. لكن تستطيع أن تأخذها كتنفيذ لتوصيات فينوغراد.. تستطيع أن تأخذها كشيء جديد بالنسبة لإسرائيل التي لم تكن معتادة على أن تكون المعارك في أراضيها.. كانت دائما المعارك في أراضى أعدائها.. ولكن بنفس الوقت تستطيع أن تأخذها في إطار أنها استعداد لعمل عدواني.. بغض النظر عن الاحتمالات.. الاحتمالات تبقى تقييماً شخصياً.. في مثل هذه الحالة نحن كدولة.. ولو كان احتمال العدوان ضئيلا فنحن نتعامل معه على أنه ربما يكون أمرا واقعا وبالتالي من الطبيعي أن نحضر أنفسنا لعدوان من خلال معرفتنا بالسياسات العدوانية الإسرائيلية.
اغتيال مغنية: التحقيقات جارية لتحديد الجهة المسؤولة
وعن اغتيال عماد مغنية ومدى تورط إسرائيل فيه.. أوضح السيد الرئيس أنه حتى الان لم تنته التحقيقات ومازال هناك الكثير من المعطيات المطلوبة لكي نحدد من هي الجهة المسؤولة.. من البديهي أن تتهم إسرائيل لأنها المستفيد الأول ولان تاريخ إسرائيل مليء بالاغتيالات العلنية.. وبالتالي من الطبيعي أن يكون هناك ربط بين العملية والدور الإسرائيلي.. ولكن لا نستطيع أن نعلن شيئا واضحا حتى تنتهي التحقيقات وهذه التحقيقات لم تصل حتى الان إلى نتائج نهائية. وتابع عن التقاط خيوط تقود إلى الحقيقة.. حتى الخيط ليس بالضرورة أن يقودك للحقيقة.. ربما يتوقف الخيط فى مكان معين.. وربما يكون الخيط قليل الأهمية وتعتقد أنه مهم.. هذا الموضوع معقد وليس بهذه البساطة.
وعن المفاجأة لو تم الكشف أن هناك أطرافاً عربية تواطأت لاغتيال مغنية.. أكد السيد الرئيس.. طبعاً سنتفاجأ بكل تأكيد.
وعن مدى احتمال ذلك تابع.. لنفترض بأن شخصاً عربياً قام بعمل ما في دولة عربية.. فان ذلك لا يعنى بأنه قام بذلك بتوجيه من دولته..هذا سؤال اخر.. ربما يكون هو عميل لدولة أخرى.. هناك فرق بين أن يكون شخصاً عربيا ًوبين أن تكون دولة عربية.
وتابع.. لا توجد لدينا أي معطيات باتجاه أى دولة حتى الان.. لذلك التحقيق الان مستمر.
الشأن الداخلي ..
وفي محور الشأن الداخلي.. أوضح السيد الرئيس جواباً عن سؤال يتعلق بالشائعات المختلفة أنه عادة فى سورية عندما نقيل ضابطاً نقيله بقرار رسمي ولكن لا يوجد مثل هذا القرار.. هذا القرار كان سيعلن ويعرف به كل الناس، وأن ذلك هو نوع من الإشاعات التي لا تتوقف بالنسبة لنا في سورية.. وكل مرة تأخذ شكلا من الأشكال المختلفة ولكن نحن لا نهتم بهذه الإشاعات.. ولا تعنينا كثيراً
المعالجة العقلانية لملف الفساد تبدأ من إصلاح النظام الإداري
وعن فتح ملف الفساد الذي ارتبط بعملية الإصلاح الجارية، قال السيد الرئيس.. نحن قمنا بهذا الموضوع.. ولكن هذا الموضوع بحاجة لمنهجية ولا يتم بالاندفاع والحماس.. وقضية الفساد ليست ملاحقة الناس واطلاق النار وإلى اخره.. العملية معقدة ومتجذرة وبحاجة إلى معالجة عقلانية.. هذه المعالجة العقلانية تبدأ من إصلاح النظام الإداري في سورية وطبعا من اختيار الأشخاص على المستوى الأعلى.. ونحن في سورية نجحنا على المستوى الأعلى.. كان لدينا فساد أكبر من هذا على المستوى الأعلى.. الان على مستوى القيادات العليا هو أخف.. ولكن بنفس الوقت قاعدة الاقتصاد السوري توسعت في السنوات الأخيرة وتوسعت معها قاعدة احتكاك الدولة وقاعدة المصالح.. فإذا كنت اختصرت الفساد من الأعلى لا يعنى بأنك اختصرته من الأسفل.. وأصعب الفساد هو الفساد في المستويات الدنيا هو صغير ومتكرر وكثير.. ويضيف كلفا لا تراها.. أي كلفا بالمعنى السلبي.. فنحن بدأنا بعملية تطوير للنظام الإداري.. وهنا المشكلة وهنا التحدي.. كم نستطيع أن نطور.. أحيانا تطور عملاً.. وتعتقد بأنه إنجاز كبير وترى أن نتائجه محدودة.. نحن نجرب بأنفسنا.. لم تكن لدينا خبرات في هذا المجال.. هنا التحدي الكبير وهنا نسير حقيقة بشكل بطيء.
فيما إذا كانت الحملة مستمرة ضد الفساد أكد السيد الرئيس استمرارية ذلك وأردف.. ولكن محاربة الفساد دون إصلاح إداري لا قيمة لها.. سيبقى الفساد.. كيف تكشف الفاسد… الفاسد أيضا يطور نفسه.. لا يمكن أن تضبط الفساد إلا بنظام إداري متطور.. من الأتمتة إلى معايير اختيار الأشخاص.. المعايير بحد ذاتها هي علم الموارد البشرية وهو علم قائم بحد ذاته.. لا توجد لدينا هذه الخبرات شفى سورية.. لدينا تراكمات.. هذا من جانب.. من جانب اخر.. نحن انتقلنا من نظام اقتصادي أو من توجهات اقتصادية عبر العقود الماضية إلى توجهات اقتصادية فرضتها الظروف الدولية الجديدة بالنسبة لسورية.. لم يكن لدينا تسويق.. لم يكن لدينا تخطيط على مستوى المؤسسات في الدولة.. ولدينا قطاع عام كبير.. فلابد لهذه التراكمات مع انفتاح الاقتصاد أن تبرز الفساد، هناك جانب اخر.. إن الحديث في سورية وخاصة من قبل الإعلام.. وأنا شجعت الإعلام على كشف هذا الموضوع.. أيضا أوضح الفساد الذي لم يكن واضحا.. فعندما يتحدث الإعلام عن الفساد يرى المواطن أشياء لم يكن يراها.. لو لم يتحدث الإعلام عن هذا الفساد لبقى بالنسبة للمواطن في حجم معين.. ولكن تكرار الحديث عن الفساد في وسائل الإعلام أيضا ضخم صورة الفساد.. هذا له جانب إيجابي وجانب سلبي.. لكن هذا طبيعي.. فهذا الفساد تضخم.. والحقيقة بهذه التصنفيات أستطيع أن أضع موضوع مكافحة الفساد.
التطوير الاداري
وعن أداء الحكومة ونية تعديلها… أوضح السيد الرئيس نحن نعدل من وقت الى اخر.. ومنذ فترة ليست بعيدة عدلنا.. ونقوم بالتعديل عندما نعتقد بأن هناك شخصا يمكن أن يقدم بشكل أفضل. أما بالنسبة للرضا.. أهم شيء.. علينا أن نفرق بين الأسباب الموضوعية وغير الموضوعية.. الأسباب الموضوعية ليس لها علاقة بالتراكمات.. هل أستطيع أن أحمل أي شخص اليوم.. ليس بالضرورة الحكومة.. أي مسؤول أن أحمله تراكمات لها علاقة ببضعة عقود.. هل أستطيع أن أحمله تراكم ثقافة مثل ثقافة عدم احترام العمل على سبيل المثال… هذه قضايا يلزمها تراكم تربوي وتراكم تطويري لكي تعطي نتائجها.. هل أستطيع أن أحمل الدولة والمؤسسات المختلفة مسؤولية أشياء هي ظروف خارجية… سواء موجة الغلاء العالمية أو الضغوط السياسية،أنا سأعطيك مثالا بسيطا.. نحن طلبنا من إحدى الشركات المتطورة في العالم في عام 2005 تحديداً وأنا التقيت بمجموعة من الخبراء ليبدؤوا معنا عملية التطوير الإداري للدولة.. أتوا بعد شهر وقالوا لي ان الحكومة الأمريكية منعتنا.. أي أن هناك حصارا ضد التطوير.. فأولا علينا أن نفرز بين الأسباب الموضوعية وغير الموضوعية لا أن نخلط بينهما.. وعندها نستطيع أن نقيم عمل الحكومة ومؤسسات الدولة.. طبعا هناك تقصير ولكن أيضا هذا التقصير علينا أن نضعه في نفس الإطار.. إذا كان لديك تحول من اقتصاد إلى اقتصاد ومن توجه إلى توجه.. الست بحاجة لتأهيل الأشخاص بالنسبة للتوجه الجديد… إذا لم يؤهلوا فكيف تلومهم ان لم يقدموا… أيضا هذا عائق اخر، فإذا عندما نوزع كل هذه الامور نستطيع أن نقول ان طموحاتنا كبيرة.. لا شك بأن هناك تقصيرا.. ولكن لا شك أيضاً أن هناك إنجازاً، أما التقييم الحقيقي فيبقى دائما للمواطن.. لأنه هو من يعيش المشكلة.. وهو من تنعكس عليه المشكلة.. أنا لا أستطيع أن أقيم بشكل موضوعي كما يقيم المواطن في سورية.. ولكن مهمتي أن أعطيهم الصورة الحقيقية للفرز بين هذه الجوانب المختلفة.
جهود الرئيس الاميركي الأسبق جيمي كارتر
وعن الرؤية السورية لجهود كارتر لضم حماس للمسي