الصبية تمثل القضية في عمل للمسرح القومي بحلب تحت عنوان إطلاق الرصاص من الخلف
تدور قصة العمل حول صبية تمثل القضية العربية والتي تلجأ إلى بيت رجل معقد لديه ثلاثة أولاد يمثل البيت العربي الأصيل وفيه مربية , يعمل هذا الرجل الفاضل على حماية الصبية من عدوان الزعيم الذي يمثل العدو ..
الأبناء الثلاثة " الأمين – معاوية – المهدي " كل منهم يتصف بخصال مختلفة عن الأخر يعيشون تحت قبة منزل واحد , يحكمه هذا الأب المعقد الذي يتصرف بعراقة البيت العربي , والذي يحاول الدفاع عن كل من يلجأ إليه , الصبية حاولت الفرار من الزعيم الذي حاول المساس بكرامتها فلجأت إلى هذا البيت الذي دار فيه خلاف بين الأبناء حول هذه الصبية , بين خلاف الأبناء ومحاولات الزعيم للاعتداء عليها في هذا البيت , سقطت الصبية ضحية …
العمل يأتي في إطار نشاط المسرح القومي بحلب والذي يعتبر من أكثر مسارح حلب اهتماماً ورقياً لما له من دور في تعزيز الحركة الفنية وتأصيلها , عرض العمل على مسرح دار الكتبة الوطنية بحلب وما يزال مستمراً بعروضه مساء كل يوم …
زهرة سورية حضرت أحد عروض هذا العمل والتقت مع مخرج العمل الدكتور" وانيس باندك " والذي حدثنا عن أهمية ورسالة العمل قائلاً ..
" موضوع العمل بحد ذاته يعتمد بالدرجة الأولى على التغني بالأمجاد , وهذا الموضوع لا يكفي بل يجب العمل أيضاً لوقتنا الحالي , قد تكون هذه الأمجاد من حولنا عبارة عن تحف وذكريات وقد تكون عبارة عن أي شيء جميل , قد نقول عنها ذكريات وتاريخ و أمجاد ولكن الأجمل أن يقدر الإنسان على أن يعمل شيئاً لوقتنا الحاضر , وهذا ما حدث في المسرحية ..
الصبية في العمل المسرحي تمثل القضية , قضية العرب الحالية , فقد تكون القضية الفلسطينية أو قضية ما يجري في العراق أو أي قضية عربية أخرى , فلا شك بأن هذا البيت العربي العريق في التاريخ المجيد ببطولاته وتاريخه , حيث أنه لن يستطيع هؤلاء الأبناء الثلاثة الذين يعيشون مع والدهم صاحب هذا البيت العريق بأن يحموا هذه الصبية , والسبب هو خلافهم وعراكهم وأنانيتهم , لذلك فإن الخلافات أدت إلى مقتل الصبية من قبل الزعيم الذي يرمز له بالعدو ..
وهنا يأتي دور الوالد والذي يرمز للتاريخ العربي الذي مازال يحمل الفكر العربي الصحيح والنزيه والمبدأ الحقيقي ولكنه مقعد نتيجة شرخ طويل في هذا التاريخ , لذلك لم يستطع هذا الوالد إلا أن يرثي نفسه ويرثي أولاده ويرثي الوطن بشكل عام , وهذه فكرة العمل بشكل عام " ..
حول سؤالنا عن كادر العمل الفني والتمثيلي والإداري أجابنا الدكتور باندك قائلاً ..
" يقوم على تنفيذ العمل مجموعة من الفنانين , الفنان مروان غريواتي بدور الأب المقعد , محمد سالم بدور معاوية , يمان الخطيب بدور الأمين , حسان فيصل بدور المهدي , هوري بصمه جيان بدور المربية , ديانا فلاحة بدور الصبية , محمد الشما بدوري الصحفي والرجل , محمود هارون بدور رجل ثاني , إياد شحادة بدور الحارس هؤلاء هم ممثلوا أدوار العمل ..
أما عن كادر الفنيون فهم : الديكور للمهندس إبراهيم مهندس , الموسيقى علاء ملوحي , الإضاءة عمار جراح , الصوت بيبرس ماوردي , تنفيذ الإضاءة نوفل جدوع , ساعد في الإخراج سعيد خليلي , أما التأليف فللأديب الكبير وليد إخلاصي " ..
حول حديثنا عن التحضيرات الأولية للعمل والصعوبات التي واجهت العمل تحدث الدكتور " وانيس باندك " مخرج العمل قائلاً ..
" إن هذا النوع من الأعمال يعتبر من الأعمال الصعبة جداً , والمتتبع للنص يشعر بأنه سهل جداً في حين أن التعمق في دراسة شخصياته وحالاته من أكثر الأعمال التي أرهقتني , لأن العمل يحتاج لدقة وجلب تفاصيل عن شخصياته ولجذب المشاهد بحيث أن لا يترك أمامه أي ثغرة , لأن الثغرة في مثل هذا العمل ستقع مباشرة في خطأ كبير , وستفشل أعمالنا كلها , لذلك فالدقة الشديدة في علمنا كانت مطلوبة , وقد عملنا على هذا الموضوع وهذا كان وارداً في العمل فالدقة والتفاصيل الحساسة بالإضافة للإيقاع المشبوك من البداية إلى النهاية , وهذا الأسلوب يدفع المشاهد ليتابع العمل من بدايته حتى نهايته ..
تجسيد الشخصيات وحالتها تحتاج للكثير من العمل , وقد أخذت مني جهداً كبيراً للعمل على الممثلين , فكثير من المخرجين يعتقدون بأن الأدوار تكون بسيطة عندما يكون الممثلون محترفون , لكن مهما كانت درجة احترافيته فأنت كمخرج مسؤول عن كافة الأدوار وفي النهاية فالمخرج مسؤول عن رؤيته الفنية والمفروض عليك أن تقدم هذه الشخصية وتقول للعالم هذه الشخصية أقدمها وفق رؤيتي الفنية ..
وهنا يجب علينا العمل على الممثلين بشكل كبير بالدرجة الأولى والعمل على التفاصيل والدقة في التفاصيل والدقة في العلاقات مابين الشخصيات والسياق بين الشخصيات , بالإضافة لعلاقات المواجهة والصراع , كل هذه الأمور كانت سبباً من أسباب نجاح العمل والذي لفت انتباه المشاهد وهذا ليس رأيي بل رأي الكثيرين من الذين حضروا هذا العرض " …
على هامش المهرجان الخامس للفنون المسرحية الذي أقيم بحلب ومن وراء الكواليس نجد تميز الأستاذ بيبرس ماوردي بهندسة الصوت في الأعمال المسرحية التي أقيمت في دار الكتب الوطنية في حين ظهر فشل عمار جراح في كل من تقنيات الإضاءة و الصوت و خاصة في مسرحية ديسكوتيك الذي قام بتصميم الإضاءة لها و قد أنقذ ما يمكن إنقاذه بيبرس ماوردي لأخطاء الصوت رغم أن الذي نفذ الصوت فاتح جوهر أما في مسرحية كنا هناك فقد كانت الإضاءة تبتر المشاهد دون أن تعطيه وضوح لرؤية المخرج فأي تصميم للإضاءة هذا و أين السينوغرافيا و أي تنفيذ لهما ؟؟
اخ عاكف المقال حول اطلاق الرصاص من الخلف شو دخل مهرجان الشباب والعروض اللي فيه ؟؟؟؟