سباط المحكوم بالإعدام بالسعودية.. قرأ طالع الناس وأغفل ما خبأه له المستقبل
لا شك أن علي حسين سباط، الذي كان يقرأ الطالع للناس مباشرة على الهواء، ويخبر متابعيه بما يخبئه لهم المستقبل، لم يستطع بمهارته أن يتنبأ بأهم حدث في حياته، ألا وهو الاعتقال ثم المحاكمة، وأخيراً الحكم بالإعدام في المملكة العربية السعودية.
فبعد وصوله إلى السعودية لتأدية مناسك العمرة، اعتقل سباط، وهو لبناني قدِّم برنامجاً سابقاً على شاشة فضائية لبنانية، اعتقل وحوكم بتهمة "ممارسة السحر والشعوذة"، وصدر بحقه حكم بقطع الرأس، كان مقرراً تنفيذه الأسبوع الماضي، إلا أنه لم يُنفذ بعد.
وتقول منظمات حقوقية، أبرزها منظمة العفو الدولية، و"هيومن رايتس ووتتش"، إن الحكم يفتح الباب أمام الاتهامات الفضفاضة، إذ أنه ليس ثمة تعريف محدد "للشعوذة" في السعودية، وقد استخدمت التهمة "لمعاقبة أشخاص لممارستهم المشروعة لحقوقهم الإنسانية، بما في ذلك الحق في حرية الفكر والرأي والدين والمعتقد والتعبير."
لكن الأبرز في قضية سباط هو التكييف القانوني لها، فبحسب مختصين فإن اعتقال شخص لبناني لم يرتكب جريمة على الأراضي السعودية، ومحاكمته هناك، يعد أمراً مستغرباً، خصوصاً أن الرجل وصل البلاد لأداء العمرة.
وقضية سباط، ليست الوحيدة في السعودية، لكنها الأشهر، إذ تقول منظمات إنسانية إن عدة قضايا مماثلة شهدتها المملكة، التي تطبق الشريعة الإسلامية، لكن المشكلة تكمن في "إطلاق الاتهامات بممارسة السحر، في حين أن تعريفه مازال مبهماً ويستخدم بشكل متعسف."
وقالت الخنساء، إنها حصلت على تأكيد من وزير العدل اللبناني، إبراهيم النجار، مفادها أن حكم الإعدام بقطع الرأس لم ينفذ بعد، وأن موكلها على قيد الحياة.
وكانت سميرة رحمون، زوجة سباط، ناشدت المعنيين بالعفو عن زوجها، وقالت "كل ما أطلبه هو أن يظهر العاهل السعودي والحكومة السعودية الرحمة.. وأن يعود (سباط) إلى بلده وأسرته،" مضيفة "لا يمكننا أن نفهم كيف يمكنهم اعتقاله واتهامه والحكم عليه بالإعدام.. أنه أمر غير مفهوم."
وقالت رحمون إنها لم تتمكن من الاتصال بزوجها منذ وقت طويل، كما أنها لم تتلق أي معلومات بأنه (زوجها) سيعدم الجمعة (2 ابريل/نيسان)، كما أشارت محاميته مي الخنساء في وقت سابق.
وقد حثت منظمة العفو الدولية "أمنستي" السلطات اللبنانية على التدخل لوقف حكم الإعدام، قائلة في بيان على موقعها على الإنترنت، إنها ناشدت رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري التدخل من أجل المساعدة في وقف تنفيذ حكم الإعدام بمواطن لبناني في السعودية.
يذكر أن المطوعين كانوا قد ألقوا القبض على سباط بتهم "الشعوذة" في مايو/أيار 2008 أثناء وجوده في السعودية لأداء مناسك العمرة، بسبب تعرُّف أفراد من المطوعين عليه من برنامجه التلفزيوني، الذي كانت تبثه محطة "شهرزاد" التلفزيونية الخاصة.
من جانبها، قالت المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة "هيومان رايتس ووتش"، سارة ليا ويتسن: "أحكام المحاكم السعودية هي فعلياً أعمال مطاردة للسحرة تزاولها عناصر الأمر بالمعروف.. إن جريمة السحر تُستخدم بحق أعمال وسلوكيات كثيرة، مصحوبة بتهديد قاس بالإعدام من قبل الدولة."
وطالبت ممثلة "هيومان رايتس ووتش" القضاة السعوديين بضرورة "إلغاء الإدانة بتهمة السحر والإفراج عن جميع المعتقلين أو المدانين في جرائم على صلة بالسحر. كما دعت العاهل السعودي الملك عبد الله إلى توجيه أوامره على وجه السرعة بتقنين القوانين الجزائية بالبلاد، وضمان اتفاقها مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان.