منظومة تسليحية إسرائيلية لغزو غزة ..بقلم ..هشام منور
منذ أن تولت حكومة اليمين الإسرائيلي برئاسة نتنياهو مقاليد الأمور في الكيان الصهيوني وهي تجتر الأعذار والمبررات للتخلي عن استحقاقات السلام وتوتير أجواء المنطقة وإشعال فتيل حرب قد لا تكون آثاره محلية أو إقليمية هذه المرة، بحال من الأحوال
منذ أن تولت حكومة اليمين الإسرائيلي برئاسة نتنياهو مقاليد الأمور في الكيان الصهيوني وهي تجتر الأعذار والمبررات للتخلي عن استحقاقات السلام وتوتير أجواء المنطقة وإشعال فتيل حرب قد لا تكون آثاره محلية أو إقليمية هذه المرة، بحال من الأحوال.
عملية عابسان الأخيرة التي صدت بها فصائل المقاومة الفلسطينية هجوماً لقوة عسكرية من نخبة قوات الجيش الإسرائيلي وكبدتها خسائر في الأرواح والعتاد تندرج في سياق محاولات جسّ النبض التي تقوم بها "إسرائيل" لمعرفة مكامن القوة والضعف في تحصينات المقاومة الفلسطينية المرابطة على تخوم قطاع غزة.
ولعل التحضيرات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة والتي تختبر بها أسلحة ومنظومات جديدة تثبت أن خيار الكيان الصهيوني كان ولا يزال الحرب وليس غير ذلك. فقد كشفت شركة تصنيع الأسلحة "الإسرائيلية "رافائيل" أنها اقتربت من إنجاز نظام دفاعي جديد لدبابات "الميركافا" قادر على إسقاط الصواريخ المضادة للدبابات قبل وصولها إلى هدفها، في ظل سعي الآلة العسكرية الصهيونية لتجاوز نجاحات المقاومة الفلسطينية في استهداف دبابات الميركافا "الإسرائيلية" وتدميرها، وتحطيم أسطورة القدرات الخارقة لتلك الدبابة. وسيبدأ الجيش "الإسرائيلي" بحلول نهاية العام الحالي تجهيز دباباته بالنظام الجديد المضاد للصواريخ، والذي أطلقت عليه اسم الكأس.
مدير برنامج نظام الكأس في شركة رافائيل "الإسرائيلية" اعتبر أن النظام الدفاعي الجديد سيكون عاملاً رئيسياً في تغيير قواعد لعبة الدفاع الجوي في المنطقة، إذ أنه يستطيع كشف القذائف والصواريخ التي تنطلق باتجاهها وإسقاطها قبل وصولها إلى المدرعات المستهدفة.
ويرى خبراء عسكريون إسرائيليون أنه في حال نجاح النظام الجديد، فقد يغير بشكل جذري توازن القوة في حال دخلت "إسرائيل" في مواجهة عسكرية جديدة ضد حركة حماس في قطاع غزة. إلا أن المحلل العسكري "الإسرائيلي"، يفتاح شابير، أشار إلى أنه من السابق لأوانه معرفة ما إذا كان بإمكان نظام الكأس إحداث أي فرق جوهري على الأرض أم لا، وأنه يتعين على الجيش "الإسرائيلي" مواجهة الكلفة العالية للنظام الدفاعي الجديد، وأن يقرر بالضبط كيف سيستخدمه. إذ ذكرت وسائل الإعلام "الإسرائيلية" أن تشغيل النظام الجديد سوف يكلِف حوالي 200 ألف دولار أمريكي لكل دبابة، في الوقت الذي رفضت فيه الشركة المصنعة الكشف عن تكلفته الحقيقية الإجمالية.
التحضيرات الإسرائيلية لتوتير أجواء المنطقة تزامنت مع حشد الجهود السياسية لإقناع الدول الكبرى بالوقوف في وجه البرنامج النووي الإيراني، وبالذات الصين وروسيا، فقد قام رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية "الإسرائيلية" بزيارة سرية إلى الصين لإجراء مفاوضات مع المسئولين الصينيين حول البرنامج النووي الإيراني. وعرض (عاموس يادلين) على المسئولين الصينيين معلومات استخباراتية حساسة حول التقدم الحاصل في البرنامج النووي الإيراني، في إطار المساعي الإسرائيلية لإقناع الصين التي تمتلك حق النقض "الفيتو" بالعدول عن موقفها بخصوص فرض مزيد من العقوبات على إيران في مجلس الأمن.
ويبدو أن مغامرات "نتنياهو" الجنونية، والتي استفزت أخيراً إدارة أوباما فعزمت على تغيير سياسياتها الخارجية تجاه منطقة الشرق الأوسط، في انتظار الردّ الإسرائيلي على مطالب أوباما بعد عيد الفصح اليهودي، لن تكف عن "إحراج" حلفاء "إسرائيل" بل وتوريطهم فيما لا يحمد عقباه.