مجابل زفتية تحول حياة ثلاث قرى بحلب إلى جحيم
حولت 7 مجابل زفتية تنفث دخانها الكثيف في سماء ثلاث قرى مجاورة لحلب حياة سكانها إلى جحيم لا يطاق يحول دون التأقلم مع الظرف المخل بسلامة البيئة،
على الرغم من اشتراط التراخيص تركيب فلاتر تمنع انبعاث الدخان لكن أصحابها لا يقدمون على تشغيلها بغية خفض تكلفة تشغيلها. وأشار أفراد من قرية الطامورة حيث تقع المجابل وتدعى باسمها في شكوى لـ«الوطن» إلى سوء واقعهم المزري «الذي يسبب العديد من الأمراض التنفسية المزمنة لأطفال القرية (نحو 3 آلاف نسمة) لإرضاء جشع أصحاب المجابل الذين يمتنع بعضهم عن تشغيل فلاترهم الحديثة كي لا يدفعوا نفقات تشغيلها على حين لم يعتمد بعضهم الآخر على فلاتر مائية قديمة لا تفي بالغرض المطلوب لمنع انتشار الغبار إلى القرى المجاورة للمجابل».
مدير البيئة في محافظة حلب حسام مخللاتي أكد لـ«الوطن» سعي المديرية للاستجابة لكل شكوى مقدمة عن طريق المحافظة «ونعتمد خطة مراقبة تتوزع على محاور عديدة، وتشترط التراخيص حديثاً تركيب فلاتر للمنشآت الصناعية التي تتطلب ذلك بالإضافة إلى التأكد من الشروط البيئية».
ويلفت انتباه الزائر إلى قلعة سمعان التاريخية من طريق اعزاز عبر قرية الطامورة وجود منطقة المجابل والكسارات التي تنتشر بغزارة ملوث دخانها الكثيف البيئة وسماء المنطقة بحيث يجبر سائقي السيارات على إغلاق نوافذها بإحكام على حين لا يجد سكان قرى الطامورة والزوق الكبير وخربة عندان وسيلة تقيهم من مصيرهم البائس نتيجة الدخان.
وأوضح أحد سكان قرية الزوق بأنه طالب بشكل شخصي أصحاب المجابل بتركيب فلاتر أو تشغيلها لكنهم رفضوا ذلك دون أن يقيموا لشكواه أي ود أو احترام على اعتبار أنهم «مدعومون، ولا تهمهم شكاوى أهل المنطقة» وطريق المسؤولين سالك لتقديم الشكاوى!، التي لم يفكر أي من أهل القرى توصيلها إلى المعنيين بالأمر على اعتبار أنهم «دراويش، ومغلوبون على أمرهم».
وبادر في الآونة الأخيرة أصحاب المجابل والكسارات إلى المساهمة في تزفيت الطريق المؤدي إلى منشأتهم، الذي تتسبب آلياتهم التي تنقل الرمل والمجبول الزفتي بحفره ما يتطلب إعادة تأهيله باستمرار، بعد أن اجتمع محافظ حلب الدكتور تامر الحجة ببعض ممثليهم لإلزامهم على المشاركة بتأهيل الطريق المؤدي إلى العديد من المدن الأثرية الميتة مثل كالوتة وخراب شمس وبرج حيدر وكبيشين وباصوفان وغيرها وصولاً إلى قلة سمعان العمودي التي تعتبر مقصداً سياحياً عالمياً مهماً تستقطب السياح من جميع قارات المعمورة، ومن ثمّ يجب إزالة كل ما يشوب وجه المنطقة الحضاري مثل التلوث المتربص بالبيئة وبحياة السكان المحليين.