سورية تسلم لجنة الامم المتحدة تقريراً عن الانتهاكات الإسرائيلية في الجولان
تسلمت اللجنة الخاصة المعنية بالتحقيق في الممارسات الاسرائيلية التي تمس حقوق الإنسان في الأراضي العربية المحتلة اليوم التقرير السنوي لوزارة الخارجية حول معاناة المواطنين السوريين في الجولان السوري المحتل والانتهاكات الاسرائيلية المستمرة للأرض والإنسان .
وأكد تقرير وزارة الخارجية الذي قدمه السيد ميلاد عطية مدير إدارة المنظمات الدولية أمام اللجنة برئاسة السيد "بارساد كاريا واسام" سفير سيريلانكا الدائم في الامم المتحدة وعضوية ماليزيا والسنغال قيام قوات الاحتلال الاسرائيلية بدفن نفايات نووية سامة في الجولان المحتل ما يعرض السكان هناك لأمراض خطيرة.
وأشار التقرير الى ارتفاع عدد الجرحى من المواطنين في الجولان المحتل جراء انفجار الألغام ليصل إلى67 مواطناً بينهم 17 طفلاً وان هناك احتمالاً لتضاعف هذا العدد. وقال التقرير إن حالة مواطني الجولان المحتل تزداد سوءاً يوما بعد آخر جراء سياسات التهجير القسري والاستيلاء على الممتلكات الخاصة ومصادرة الأراضي الزراعية وتوسيع المستوطنات الاسرائيلية مشيراً الى ان سلطات الاحتلال أقامت مؤخراً قرية سياحية على مساحة400 دونم قرب مستوطنة "ايتعام" كما تم استقدام أكثر من50 ألف مستوطن الى الجولان المحتل.
وبخصوص حال الأسرى السوريين في سجون الاحتلال لفت التقرير الى ان هناك بعض الأسرى مر على اعتقالهم أكثر من30 عاماً ويعانون من ظروف قاهرة تعرضهم للموت المحتم مناشداً المجتمع الدولي والأمم المتحدة للإفراج عن الأسيرين بشر المقت وسيطان الولي والصحفي عطا الله فرحات المعتقل في السجون الاسرائيلية بدون أي تهمة أو محاكمة.
وقال التقرير ان سلطات الاحتلال تمعن بسياسة قطع الاتصالات والزيارات بين الأهالي والأقارب السوريين وتقوم بمصادرة الهويات السورية الممنوحة لطلاب الجولان الدارسين في الجامعات السورية لدى عودتهم الى ديارهم في الجولان السوري المحتل مطالبة الأمم المتحدة السماح بزيارة الطلاب السوريين لوطنهم الأم من خلال معبر القنيطرة حسب اتفاقية جنيف لحماية المدنيين.
وأكد التقرير ان اسرائيل تستمر بنهب ثروات الجولان الطبيعية وسرقة مياهه وينابيعه للضغط على أبناء الجولان الذين فضلوا البقاء هناك بعد الاحتلال كما تقوم بقطع الاشجار في انتهاك لمبادئ الشرعية الدولية وفي هذا الصدد أشار التقرير الى قرار الجمعية العامة للامم المتحدة الصادر في 17-12-2007 الذي يؤكد حق السيادة الدائمة للشعب الفلسطيني على أراضيه وسكان الجولان السوري المحتل على استخدام مواردهم الطبيعية.
كما أكد التقرير استمرار إسرائيل بسياسات التهويد وتشويه تاريخ وحضارة الجولان وحرمان طلابه من التعليم.
وأهاب تقرير وزارة الخارجية بالأمم المتحدة النظر إلى حال المرأة السورية في ظل الاحتلال الاسرائيلي والتي تعيش واقعاً أليماً وآثاراً نفسية وحرماناً من العلاج الطبي بعد إغلاق المستوصف الوحيد في الجولان وتحويله للحاكم العسكري الإسرائيلي ودخول بعضهن الى السجون الاسرائيلية بسبب تمسكهن بهويتهن السورية وحرمانهن من زيارة أسراهن في سجون الاحتلال.
كما أكد التقرير تمسك سورية بخيارها الاستراتيجي في تحقيق السلام العادل والشامل المرتكز على مبدأ الأرض مقابل السلام ومؤتمر مدريد بما يضمن انسحاب اسرائيل الكامل من الجولان السوري المحتل وباقي الأراضي العربية المحتلة حتى خطوط الرابع من حزيران عام1967.
بعد ذلك قام السيد "واسام" بالرد على أسئلة الصحفيين حيث أبدى أسفه لرفض السلطات الاسرائيلية السماح للجنة بدخول الاراضي المحتلة في الجولان والقدس والضفة الغربية وقطاع غزة للاطلاع على الواقع المأساوي للمواطنين العرب هناك وعلى الانتهاكات الاسرائيلية اليومية في هذه المناطق.
وأوضح "واسام" ان اللجنة سترفع تقريرها الثلاثين هذا العام الى الجمعية العامة للأمم المتحدة عن الممارسات الاسرائيلية في الجولان المحتل لتقوم اللجنة بعد ذلك باصدار توصيات ومبادرات تفضح تلك الممارسات وتطالب بإنهاء الاحتلال.
وأشار رئيس اللجنة إلى أن هذه التوصيات ستصبح وثيقة رسمية يتم نشرها في جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.
اللجنة زارت مدينة القنيطرة واطلعت على الممارسات غير الانسانية للاحتلال في الجولان
وكانت اللجنة الخاصة المعنية بالتحقيق في الممارسات الإسرائيلية التي تمس حقوق الإنسان في الأراضي العربية المحتلة زارت محافظة القنيطرة برئاسة "واسام" للاطلاع على الممارسات غير الإنسانية للاحتلال الإسرائيلي في قرى مجدل شمس ومسعدة وعين قنية والغجر وبقعاتا في الجولان السوري المحتل.
وأوضح السفير السيرلانكي أن لجنة التحقيق تقوم بعملها سنوياً منذ عام 1968 وتبحث في الانتهاكات الإسرائيلية الخطيرة التي تمس حقوق الإنسان في الأراضي العربية المحتلة وترفع تقاريرها التي توثق تلك الممارسات بالأسماء والوقائع والأرقام والزمان والمكان على الرغم من التعتيم الذي تمارسه إسرائيل بمنعها اللجنة من دخول الأراضي المحتلة ومقابلة المواطنين العرب الرازحين تحت الاحتلال سواء في فلسطين أو الجولان السوري المحتل.
وقدم واسام الشكر لسورية على تعاونها مع اللجنة وتقديمها كل ما يفيد عملها ونجاح مهمتها لكشف الممارسات غير الإنسانية للاحتلال الإسرائيلي ضد المواطنين العرب في الأراضي المحتلة وقال إن الوقائع والقرائن المادية وشهادات الشهود الذين نقابلهم سنوياً تؤكد الممارسات الفظيعة والانتهاكات الخطيرة للاحتلال الإسرائيلي ضد المواطنين السوريين في الجولان السوري المحتل إضافة إلى تلويث البيئة وتخريبها وسرقة الآثار وهدم بيوت المواطنين والاعتداء على ممتلكاتهم الخاصة ومصادرة أراضيهم خارقة بذلك ميثاق الأمم المتحدة والاتفاقات الدولية خاصة اتفاقية جنيف المتعلقة بالمدنيين في حالتي الحرب والاحتلال.
بدوره نوه محافظ القنيطرة نواف الفارس بجهود أعضاء اللجنة في البحث الميداني لكشف ممارسات الاحتلال الإسرائيلي غير الإنسانية ضد المواطنين العرب السوريين في الجولان السوري المحتل الذين يتعرضون لأبشع أنواع المعاناة من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي يعتمد سياسة البطش والإرهاب والتنكيل والاعتقال التعسفي والتضييق على حياتهم وموارد رزقهم ومصادرة أراضيهم الزراعية وحرمانهم من مياه الري ومداهمة منازلهم وإرهاب أطفالهم وترويع نسائهم مشيراً إلى خرق الاحتلال الإسرائيلي لمبادئ الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن الدولي ضارباً عرض الحائط بكل ما صدرعن المنظمة الدولية وهيئاتها ولجانها وبعثاتها من قرارات وتوصيات واقتراحات تؤكد على الانسحاب من الجولان السوري المحتل وعدم المساس بالأراضي المحتلة وسكانها المدنيين.
وقدم الفارس لأعضاء اللجنة تقريراً مفصلاً يتضمن عرضاً للممارسات الإسرائيلية غير الإنسانية ضد المواطنين السوريين في الجولان السوري المحتل ضم بالوقائع والأسماء والأدلة ماقام به جيش الاحتلال الإسرائيلي من تدمير 244 مركزاً عمرانياً ما بين مدينة وبلدة وقرية ومزرعة في الجولان ونهب محتوياتها وزرع بعض المستوطنات الصهيونية مكانها وتحريف الأسماء العربية لقرى الجولان المحتل وتلاله ووديانه إضافة إلى مصادرة الأراضي وتخريب البيئة وحرق الغابات المعمرة وقطعها وإهمال الواقع الصحي والتعليمي والاعتقالات والمداهمات والسجن وفرض الغرامات المالية الباهظة فضلاً عن دفن النفايات السامة في الجولان وتعمد تكسيد محصول التفاح الذي يعتبر مورد الرزق الأساسي لأبناء الجولان السوري المحتل ومصادرة المراعي والكثير من الممارسات غير الإنسانية التعسفية الظالمة.
بعد ذلك التقت اللجنة ستة من شهود العيان من قرى الجولان السوري المحتل الذين تحدثوا عن الممارسات العدوانية التي يقوم بها جيش الاحتلال الإسرائيلي وأدلوا بإفاداتهم عن المعاناة التي تعرضوا لها شخصياً مثل أغلب أبناء الجولان السوري المحتل.
ثم اطلع أعضاء اللجنة الخاصة المعنية بالتحقيق في الممارسات الإسرائيلية التي تمس حقوق الإنسان على الدمار الوحشي المتعمد الذي الحقه جيش الاحتلال الإسرائيلي بمدينة القنيطرة عبر النسف بالديناميت والهدم بالجرافات ما أحال المدينة إلى أنقاض بعد أن كانت عاصمة الجولان وحاضرته.
وتضم اللجنة في عضويتها زين الرحيم زين الدين سفير ماليزيا في الأمم المتحدة وباباكار ما باي سفير السنغال في الأمم المتحدة إضافة لحقوقيين وفنيين ومختصين.