الرئيس الأسد لـ فسترفيله: أهمية العمل من أجل السلام ودعم كل القرارات والخطوات التي تقود إلى سلام حقيقي عادل وشامل في المنطقة
بحث السيد الرئيس بشار الأسد أمس مع غيدو فسترفيله نائب المستشارة الألمانية وزير خارجية ألمانيا العلاقات الثنائية بين البلدين والعلاقة مع الاتحاد الأوروبي والمستجدات في المنطقة.
وشرح الرئيس الأسد لـ فسترفيله الرؤية السورية من مجمل قضايا المنطقة وخصوصا عملية السلام المتوقفة حيث أكد سيادته سعي سورية الجاد لتحقيق السلام العادل والشامل المبني على أسس قرارات الشرعية الدولية.
وبين الرئيس الأسد أن السلام على المسار الفلسطيني جوهري وأساسي في أي عملية تسوية وأنه لا يمكن تحقيق السلام دون تحقيق المصالحة الفلسطينية ولذلك من الأهمية بمكان دعم تحقيق هذه المصالحة مؤكدا سيادته أن المعيار هو العمل السياسي من أجل السلام ودعم كل القرارات والخطوات التي تقود إلى سلام حقيقي عادل وشامل في منطقتنا.
من جهته أشار نائب المستشارة الألمانية إلى أن جولته تهدف إلى تعزيز فرص السلام والثقة بين أوروبا والعالم العربي مؤكدا استعداد ألمانيا لدعم حق إيران في امتلاك الطاقة النووية السلمية وأنها تريد حلا سلميا للملف النووي الإيراني.
وأكد فسترفيله أن سورية شريك وبلد مهم في المنطقة بالنسبة للسلام ولأوروبا أيضا.
حضر اللقاء وزير الخارجية وليد المعلم والدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية وعبد الفتاح عمورة معاون وزير الخارجية ومدير إدارة أوروبا في وزارة الخارجية والسفير الألماني في دمشق والوفد المرافق لفسترفيله.
وفي الإطار ذاته التقى الوزير المعلم نظيره الألماني بحضور عمورة ومدير إدارة أوروبا في وزارة الخارجية.
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع الوزير المعلم أكد وزير الخارجية الألماني أن سورية تعتبر عاملا مهما للغاية للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وهي دولة مهمة بالنسبة لألمانيا للتطور في المنطقة مشيرا إلى أن محادثاته مع الرئيس الأسد تناولت مواضيع ذات اهتمام مشترك.
بدوره قال الوزير المعلم إن الوزير فسترفيله أجرى محادثات بناءة ومثمرة مع السيد الرئيس بشار الأسد تناولت العلاقات الثنائية بين سورية وألمانيا وسبل تطويرها في مختلف المجالات كما جرى استعراض الأوضاع الراهنة في المنطقة وتم الاتفاق على أن تعمل سورية وألمانيا جنبا إلى جنب من أجل تعزيز فرص السلام والأمن والاستقرار في المنطقة.
وردا على سؤال حول المناورات التي تجريها إسرائيل قال الوزير المعلم إن هذه المناورات ليست جديدة وإنما هي السادسة من نوعها التي تجريها إسرائيل منذ خمسة أشهر وإسرائيل تقرع طبول الحرب في المنطقة متسائلا عما إذا كانت إسرائيل مستعدة للحرب أم للسلام في ضوء ما نسمعه من أصدقائنا الأوروبيين أن المسار يجب أن يكون باتجاه السلام مؤكدا استعداد سورية للسلام وتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة ومبدأ الأرض مقابل السلام.. لكن يجب أن نكون متنبهين في غياب السلام الحقيقي حيث أن كل الاحتمالات واردة.
وحول ما يتردد عن تهريب صواريخ سكود عبر سورية لحزب الله اللبناني قال المعلم لو علمتم طول الصاروخ الذي يتجاوز طول هذه القاعة لما طرحتم هذا السؤال ولهذا لا يمكن إخفاء أو تهريب هذا الصاروخ في الوقت الذي يجوب فيه الطيران الإسرائيلي والأقمار الصناعية الإسرائيلية والأمريكية المنطقة إضافة إلى وجود قوات ألمانية تساعد لبنان في المراقبة على الحدود مشيرا إلى أن حزب الله لن يأخذ مثل هذه الصواريخ لأنها لا تتناسب مع نمط حرب المقاومة التي يقودها.
وتساءل المعلم قائلا هل توقفت إسرائيل عن التسلح وعن التحريض والمناورات لماذا هو مسموح لإسرائيل وممنوع عن العرب مؤكدا أنه مادام هناك احتلال وحالة حرب فإن سورية لن تكون بوليسا لإسرائيل.
وتعقيبا على سؤال حول تبادل اليورانيوم بين إيران وتركيا والبرازيل قال الوزير المعلم نحن أكدنا للوزير الألماني ولكل الذين زارونا إن سورية ترحب بهذا الاتفاق الثلاثي الذي تجد فيه فرصة للتوصل إلى حل سياسي من خلال الحوار حول الملف النووي الإيراني معربا عن الاعتقاد أن اللجوء إلى مجلس الأمن كبديل من الوكالة الدولية للطاقة الذرية أو اللجوء إلى العقوبات وخاصة بعد التوصل إلى هذا الاتفاق سيكون نكسة ولن يكون مجديا.
وحول الحراك السياسي الذي تشهده دمشق والرسائل التي يحملها زوارها قال الوزير المعلم نحن نبحث ونتشاور مع من يزورنا في أفضل الوسائل لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة ونزع فتيل التوتر الذي تضعه إسرائيل بهدف خلق الأجواء المناسبة لانطلاق عملية السلام.
وحول جهود الاتحاد الأوروبي بخصوص المفاوضات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل عبر الوزير المعلم عن ترحيب سورية بكل جهد أوروبي ينصب من أجل عودة المحادثات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل عبر الوسيط التركي معربا عن الأمل في أن يقدم الأوروبيون الدعم للوساطة التركية.
وفيما يتعلق بزيارة السناتور الأمريكي جون كيري إلى سورية قال الوزير المعلم لم يصدر أي شيء عن الزيارة بناء على طلب السناتور كيري نفسه وهو يقوم بزيارات متعددة إلى سورية وكانت مهمته جيدة في بناء علاقات ثنائية بين سورية والولايات المتحدة ودفع الجهود من أجل استئناف المحادثات وهو رجل موضوعي ونتمنى لمهمته النجاح.
بدوره قال وزير الخارجية الألماني إن بلاده تقدم الدعم لسورية في مجالات التنمية كما تقدم الاستشارات من أجل الإصلاحات الاقتصادية وتقيم معها حوارا سياسيا صريحا معربا عن أمله في أن يستمر هذا الحوار.
وقال الوزير الألماني نحن مستعدون أن ندعم سورية أكثر في عملية التحديث والإصلاح موضحا أن توقيع اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وسورية هو في مصلحة الطرفين وسيكون أساسا للتعاون معربا عن ثقته بأن المسائل المفتوحة يمكن حلها في المرحلة القادمة وبأن ألمانيا سوف تساعد على ذلك.
وأضاف وزير الخارجية الألماني تحدثنا أيضا عن عملية السلام في الشرق الأوسط وعن الدور السوري في هذه العملية.
وتعليقا على سؤال حول دور ألمانيا والاتحاد الأوروبي في عملية السلام قال الوزير الألماني بالنسبة لنا فإن عملية السلام في الشرق الأوسط ليست مسألة تهم المنطقة فقط بل تهم العالم أجمع وبالتالي نعير هذه المسالة أكبر اهتمام وستفعل ألمانيا والاتحاد الأوروبي ما بوسعهما من أجل دعم عملية السلام.
وفي رده على سؤال حول موقف أوروبا من إصرار الولايات المتحدة على فرض عقوبات على إيران رغم توصلها مع البرازيل وتركيا إلى اتفاقية تبادل اليورانيوم أعرب الوزير الألماني عن الترحيب بالجهود التي بذلتها البرازيل وتركيا مع إيران مشيرا إلى أن لإيران حقا مشروعا في استخدام الطاقة النووية للأغراض المدنية ولكن عليها أيضا واجب الشفافية والتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وكان الرئيس الأسد تلقى في كانون الثاني الماضي رسالة من المستشارة الألمانية انجيلا ميركل تتعلق بالعلاقات الثنائية بين سورية وكل من ألمانيا والاتحاد الأوروبي نقلها مستشار الشؤون الأمنية والخارجية.
ووقعت الحكومتان السورية والألمانية في آذار الماضي رسائل متبادلة للتعاون الفني للمساهمة بتنفيذ مجموعة من المشاريع التنموية والحيوية في سورية.
كما وقعت سورية وألمانيا في شباط الماضي اتفاقية لمنع الازدواج الضريبي كإطار قانوني جديد لدعم وتطوير العلاقات الاقتصادية الثنائية والارتقاء بها.