محللون.. نص كم
خلال المفاوضات التي سبقت الاتفاق على صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحزب الله، تطوع عدد من المحللين والمراقبين والمتابعين.. ومن والاهم ودار في فلكهم، لوضع تصورات واستنتاجات حول حقيقة الصفقة وخفاياها.
خلال المفاوضات التي سبقت الاتفاق على صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحزب الله، تطوع عدد من المحللين والمراقبين والمتابعين.. ومن والاهم ودار في فلكهم، لوضع تصورات واستنتاجات حول حقيقة الصفقة وخفاياها.
أحد (المحللين) كان قد بشرنا بأن الجنديين الإسرائيليين الأسيرين، هما على قيد الحياة ،وبأنه قد تم تهريبهما بطريقة معقدة إلى إيران ،ليكونا في مأمن من المحاولات الإسرائيلية لكشف مكانهما.
محلل متحاذق آخر، كاد أن يقسم بالله على شاشة إحدى الفضائيات بأن أحد الجنديين ميت، وأن الآخر بصحة جيدة، وأن رسالة بخط يد ذلك الجندي وصلت إلى الوسيط الدولي، واقتصرت على ثلاث كلمات تقول :أنا ما زلت حياً، وأن إسرائيل لم تستطع التأكد من أن الخط عائد للجندي.
وقبيل انجاز الصفقة، خرج علينا مراقب قل نظير تحليلاته التي كان يحشو بها أدمغة قراء الصحف، ليقول بأن حزب الله أعد مفاجأة للجميع، حيث سيسلم رفات الطيار الإسرائيلي (رون أراد) خلال عملية التبادل، مفترضاً بذلك أن الرفات بحوزة حزب الله، وهو ما لم يقله الحزب في أية مناسبة.
كثرت التحليلات وتنوعت أساطير المراقبين والمتابعين التي تجد لها سوقا رائجاً خلال الأزمات، وقبيل اتضاح الصورة الحقيقية..لكنها سرعان ما تنقلب على أصحابها وبالاً بعد أن يتبين الخيط الأبيض من الأسود.
أكثر ما في الأمر غرابة، هو أن المحلل صاحب نظرية الجندي الحي ورسالته إلى الوسيط الدولي، لم يتوقف عن بث تحليلاته الخرافية حتى بعد إتمام الصفقة وتنفيذها، وبعد أن اتضح حجم الكذبة التي حاول تمريرها قبل أسابيع.
المحلل الخطير،عاد ليقول أن حزب الله وضع رفات رون أراد في عهدة حركة حماس، لتعزيز موقفها التفاوضي بشأن الإفراج عن جلعاد شاليط في مقابل إفراج إسرائيل عن معظم المعتقلين الفلسطينيين لديها، وفي مقدمتهم مروان البرغوثي.
أما آن لهذا المحلل (نص الكم ) أن يصمت ..؟!!.
بل وعليه الاعتذار عن خطيئته المتعلقة برسالة الجندي الأسير.
وللمحلل الهمام أقول : دعك من التحليلات الخائبة..يا "أبو رسالة".