تواصل ثقافي بين سورية وإسبانيا عبر الصور الفوتوغرافية
يأتي معرض التصوير الضوئي حوارات مع الشرق المقام حالياً في غاليري الفنان مصطفى علي بدمشق القديمة ضمن مشروع تبادل عروض فنية وثقافية بين سورية وإسبانيا بهدف تشجيع الحوار والتفاهم بين الثقافتين العربية والإسبانية عبر لغة التصوير الفوتوغرافي.
ينظم المعرض مركز إيماج ماس إغليسياس دي ريوس الإسباني بالتعاون مع معهد ثربانتس بدمشق ضمن برنامجه تحالف الحضارات ومع مؤسسة مصطفى علي ووزارة الثقافة السورية.
وجاءت صور الفنان الإسباني يورينس ايريرا بأحجامها المتوسطة معبرة عن بيئته في إقليم كاتالونيا بأسلوب كلاسيكي وباللونين الأبيض والأسود وفيها تجسيد لجوانب من طبيعة هذه المنطقة مع إبراز لروح الفنان من خلال معالجته الخاصة لموضوع الضوء والظلال ما شكل فرصة للجمهور السوري للاطلاع على أعمال هذا المصور المنتمي للفن الفوتوغرافي الكلاسيكي الجميل
ويقيم المصور الإسباني الكاتالوني معرضه الذي يضم ثلاثين عملاً تنتمي لمدرسة معلمه المصور الإسباني ريباس بروس بالموازاة مع معرض المصور السوري نصوح زغلولة في المركز الإسباني المنظم لهذه التظاهرة في مدينة برشلونة الإسبانية.
وعن هذا المشروع الثقافي التبادلي قال المصور الإسباني يورينس ايرارا لسانا إن مشاركتي في هذه التظاهرة تعتبر نوعا من إرضاء النفس بالنسبة لي وهي فرصة ليطلع الجمهور السوري على عملي الفني مبيناً أن تخطي البحر لنقل الثقافة والفن بين البلدين هو عامل قوي لصنع الروابط بين الثقافتين السورية والإسبانية.
وأضاف ان الاختلاف بين نظرته وتقنيته الفوتوغرافية عن نظرة وتقنية المصور السوري نصوح زغلولة هو شيء يضيف أهمية لهذه التظاهرة فكلاهما يعبر عن نظرته لمدينته وبيئته بأسلوب يجسد أجزاء من البيئة وبرؤية خاصة مبينا أن هذه المعالجة الخاصة للبيئة هي العامل المشترك بينهما كفنانين للتصوير الفوتوغرافي.
وأوضح الفنان الكاتالوني أن المصور زغلولة استطاع من خلال صوره أن يلفت الانتباه لناحية بصرية في مدينة دمشق لا يستطيع العابر العادي أن يلاحظها وهذا أعطى صوره خصوصيتها مبيناً أن دمشق هي ذاتها بسحرها سواء أكانت في صور زغلولة أو على الواقع فهي شكلت لديه حلم جميل تحقق بعد ما شاهدها في زيارته الحالية ومما ساعده على التعرف عليها أكثر هو اطلاعه على الصور في إسبانيا قبل الزيارة.
من جانبها قالت الإسبانية ثيثيليا لوبيل مسؤولة المعرض إن أهمية التظاهرة تأتي من أهمية الحوار بين الشرق والغرب بطريقة ثقافية وفنية بعيدا عن الاختلافات مع تسخير الأشياء المشتركة بيننا مبينة أن المصورين السوري والإسباني مهمين من ناحية التقنية والسوية الفنية وهما متشابهان من حيث رؤيتهما لمحيطهما وبأسلوبهما الفني في معالجة الضوء.
أوضحت أن سورية تعتبر شيئاً أشبه بالحلم في اسبانيا والشعب الإسباني بحاجة ليعرف المزيد عن هذا البلد وحضارته وثقافته وفنونه مبينة أن التظاهرة لا تحمل رسائل من أي نوع وإنما هي حوار بين ثقافتين وبطريقة فنية.
وأشارت المسؤولة عن المعرض إلى أن أعمال المصورين التي عرضت في برشلونة ودمشق لم تصنع بشكل خاص للتظاهرة وإنما جاءت نتيجة عمل الفنانين الاعتيادي ولسنوات مضت وإن كانت لها خصوصيتها وتقاربها من نواح عدة تقنياً وفنياً.
وتضمن المعرض ستة أعمال للمصور الإسباني الشهير ريباس بروس وهي تعبر عن مدينة جارودي في إسبانيا وتم اختيارها من بين آلاف الصور الموجودة له في متحف برشلونة.
وقال المصور السوري نصوح زغلولة الذي مازال معرضه قائما في مدينة برشلونة الإسبانية حاليا إن مشاركتي في هذه التظاهرة جاء عن طريق منسقة التظاهرة ثيثيليا التي حضرت في شهر أيلول الماضي لدمشق وشاهدت أعمالي واختارت منها ثمانية عشر عملا عن دمشق القديمة بالأبيض والأسود وهي من إنتاج عام 2006 وتعتبر دراسة ضوئية بحتة مبيناً أن المركز الإسباني قدم له الدعوة ليعرض هذه الأعمال في مدينة برشلونة الإسبانية.
وأضاف أنه اطلع خلال زيارته لإسبانيا قبل أسبوعين على أعمال المصور يورينس ولاحظ أنه فنان مهووس بالتصوير الفوتوغرافي ولديه أرشيف ضخم من المعدات والكاميرات والصور مما يمتد لبدايات الفن الفوتوغرافي كما أنه مازال يعمل بالطريقة الكلاسيكية القديمة ويحمض أفلامه ويطبعها بطريقة يدوية ويبتعد عن الكاميرا الرقمية الحديثة.
وأوضح الفنان السوري أن هذه التظاهرة المهمة تنقل رؤية الفنان العربي والفنان الإسباني لجمهور الطرف الآخر بطريقة فنية فيها تبادل ثقافي وحوار حضاري يعرف كلا الطرفين ببعضهما أكثر مع خصوصية كل طرف وتميزه.
يستمر المعرض حتى الثالث عشر من الشهر القادم.