السيدة أسماء الأسد تطلق سفينة فينيقيا من جزيرة أرواد إلى طرطوس
تأكيداً على القيمة التاريخية والحضارية للسفينة فينيقيا وتقديراً لدور اهل جزيرة أرواد فى الحفاظ على طريقة صناعتها الى يومنا هذا أطلقت السيدة أسماء الأسد أمس سفينة فينيقيا من جزيرة ارواد الى
طرطوس معلنة بدء الرحلة التي تحاكي اول رحلة لسفينة شراعية فينيقية حول أفريقيا منذ اكثر من 2600 سنة وتقدم للبشرية من جديد تاريخ حضارة اغنت الارث العالمى معتبرة ان فينيقيا اليوم تحمل للعالم رسالة السلام والتواصل الثقافي التى دأبت سورية على نشرها على امتداد تاريخها.. كما انها تعبير عن استمرار الاتصال الحضاري بين اجيال سورية ولاسيما انها صنعت بأيدى ارواديين توارثوا مهنة اجدادهم الفينيقيين حتى انفردوا بصناعة هذا النوع من السفن لتشكل جزءا من تاريخنا وتراثنا.
وتحيي هذه الرحلة إنجازات الفينيقيين الذين اهدوا البشرية الأبجدية الاولى.. كما تبرز البعد العالمي لحضارتهم وتجدد واحدة من رحلاتهم التى نشروا خلالها خبراتهم وثقافتهم.. كما تبين الرحلة موقع سورية على الخريطة الحضارية العالمية ودورها المستمر فى تعزيز التواصل الثقافي بين شعوب العالم.
ويأتي اهتمام السيدة أسماء بهذا المشروع جزءاً لا يتجزأ من اهتمامها بمكونات الثقافة العربية التى تشكل هوية العرب الحضارية عبر العصور فبعد إجراء ابحاث مطولة تم التوصل الى صناعة هذا النوع من السفن التي صنعها اجدادنا الفينيقيون والذى يكاد ينقرض وكانت ارواد الجزيرة الوحيدة فى العالم القادرة على صناعة سفينة كتلك التي كان يصنعها أجدادنا الفينيقيون.
من هنا يأتي تركيز السيدة أسماء على الحفاظ على مكونات الثقافة والتاريخ والتي تشكل في مجموعها هوية الوطن ومكانته.. وقد يقود هذا المشروع الى احياء هذا الفن النادر اليوم ولاشك ان انجاز السفينة فينيقيا ورحلتها يرفع علم سورية فى مجال اخر فريد وعريق وحضاري.
ستقطع السفينة 17 الف ميل من ارواد مروراً بالسواحل الشرقية للقارة السمراء وصولا الى سواحلها الغربية عبر طريق رأس الرجاء الصالح لتعود فى ايار القادم الى سورية ومنها الى المتحف البريطانى فى لندن كجزء اساسى من معرض الحضارة الفينيقية الذى سيقام عامي 2009-2010.
نفذ المشروع بعثة من البحارة المتمرسين بدعم من الجمعية السورية البريطانية والجمعية الملكية الجغرافية البريطانية والمتحف البريطانى ويشارك فيه عدد من الجغرافيين والمؤرخين وعلماء الاثار وترعاه الامانة العامة لاحتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية لعام 2008.
فيليب بيل قائد البعثة قال.. نحن ندرك ان تحديات وصعوبات كثيرة ستواجهنا فى رحلتنا التى تستمر 10 اشهر لكننا سننجز عملا ثقافيا ووثائقيا وقبل ان ترسو فينيقيا فى المتحف البريطانى سنكتشف المزيد عن البحارة الفينيقيين وسنعرف اكثر عن اول رحلة حول افريقيا وانا وفريق البحارة نشكر كل من ساهم فى انجاز هذا العمل وخاصة اهالى جزيرة ارواد لاحتضانهم المشروع ودعمهم الذى ساعد على تحويل فينيقيا من حلم الى حقيقة.
الدكتور فواز الأخرس رئيس الجمعية السورية البريطانية اكد ان اطلاق السفينة يذكر بالدور الحاسم الذى لعبه الفينيقيون فى صياغة اقدار العالم القديم فالامبراطورية الفينيقية لم تبن على الانتصارات العنيفة والوحشية بل كانت اول مثال تاريخى لما يعرف فى العالم المعاصر بالدبلوماسية الناعمة حيث بنى الفينيقيون دولة تستند بشكل رئيسى الى التجارة والاستكشاف ووصلوا الى ابعد مواطن الجنس البشرى على بعد الاف الاميال من شواطئ وطنهم وحاكوا شبكة من المصالح المتبادلة التى تلاقت لتشكل نموذجاً للاقتصاد العالمى وذلك قبل وقت طويل من نشؤ العولمة بشكلها الراهن.
صنعت السفينة فى جزيرة ارواد التاريخية التى استوطنها الفينيقيون فى الالف الثانية قبل الميلاد واستفادوا من موقعها الجغرافى الممتاز فى توسيع علاقاتهم التجارية والثقافية وفينيقيا نسخة طبق الاصل عن السفن التى بناها الفينيقيون صنعها خبراء ارواديون توارثوا صناعة هذا النوع من السفن واستخدموا مواد بناء تقليدية فينيقية وربطوا الواحها الخشبية بمسامير خشبية مصنوعة بنفس الاسلوب الذى اتبعه الفينيقيون يبلغ طولها 5ر21 م وعرضها 75ر5 م.
يذكر انه ستنظم فى المرافئ والمواقع التى ستعرج عليها السفينة فينيقيا خلال رحلتها حفلات موسيقية يشارك فيها مطربون وفنانون محليون وعالميون وسيشرف على هذه الحفلات المؤلف الموسيقى رافائيل رافينسكروفت والفنان بوب ميستون.