مباحثات سورية تركية لتعزيز التعاون في مجال الري ووضع دفتر شروط فنية لتصميم سد مشترك على العاصي
كز الوفدان الفنيان السوري والتركي خلال مباحثاتهما التي بدأت أمس بدمشق وتستمر يومين على سبل تعزيز العلاقات الثنائية في مجال الري والمياه والمشاريع الاستثمارية والتنموية المتعلقة بالمياه.
وأكد المهندس نادر البني وزير الري أن هذا الاجتماع غني بدلالاته الاقتصادية والاجتماعية والتنموية معتبرا أن ما يجري اليوم من تعزيز للعلاقات السورية التركية هو قفزة نوعية تحقق مصالح الشعبين لجهة تحقيق التنمية المستدامة وجذب الاستثمارات على كافة الأصعدة.
وأشار البني إلى أن اجتماع اللجان الفنية يأتي لاستكمال الأعمال وتتبع مراحل التنفيذ لمذكرات التفاهم الأربع الخاصة بالوزارة الموقعة في اجتماع مجلس التعاون الاستراتيجي السوري التركي عالي المستوى الذي عقد في دمشق خلال شهر كانون الأول من العام الماضي والتي دخلت حيز التطبيق بعد تصديق الحكومتين عليها لافتا إلى أن المياه المشتركة بين البلدين أصبحت جسور ثقة متبادلة ورسائل محبة.
وقال البني إن الاجتماع هو استكمال لما بدأه الجانبان سابقا ولوضع دفتر شروط فنية للبدء بتصميم سد مشترك على نهر العاصي بالإضافة إلى مناقشة بعض المسائل المشتركة مثل نهر الجلاب ونهر الجغجغ ومحطة الضخ من نهر دجلة وتحسين نوعية المياه ومواجهة الجفاف الذي يمر بالمنطقة لافتا إلى أن أهم مذكرات التفاهم هي جر مياه نهر دجلة وتحسين نوع المياه بين البلدين من أجل أن تكون المياه صالحة لكافة الاستخدامات.
وأوضح البني أن اللجان الفنية الثنائية والثلاثية سورية تركيا العراق تعمل من أجل استثمار المياه المشتركة بالطريقة المثلى في ظل الظروف المناخية غير الطبيعية التي تمر بها المنطقة والتي تركت أثرا كبيرا على انخفاض مستوى مصاريف الأنهار والمواسم الزراعية وخلقت حالة من الجفاف في بعض المناطق ما يتطلب المزيد من التعاون المشترك لمواجهة هذه الظروف بالشكل الأمثل.
بدوره قال الدكتور فيسيل آراوغلو وزير البيئة والغابات التركي إن هناك روابط ثقافية وتاريخية عميقة وحميمة تجمع الشعبين السوري والتركي ورغبة قوية لتعزيز أواصر الصداقة والتعاون بين الشعبين والحكومتين.
وأضاف أن اتفاقيات مجلس التعاون الاستراتيجي السوري التركي ستسهم في تعزيز المسيرة التي خطها البلدان سوية في مجالات التنمية والنهضة وتطوير التعاون الثنائي موضحا أن سد الصداقة الذي سيبنى على نهر العاصي ومشروع ضخ مياه نهر دجلة مؤشر مهم جدا على ما آلت إليه العلاقات مع سورية.
بعد ذلك ناقش الوفدان الفنيان السوري والتركي برئاسة الدكتور حسين مخلوف المدير العام للهيئة العامة للموارد المائية وحيدر كوجاكر مدير عام شؤون مياه الدولة التركية دفتر الشروط الفنية لتصميم سد مشترك على نهر العاصي لدرء الفيضانات.
وفي اجتماع عقداه في وزارة الري استعرض المهندس البني وآراوغلو مجالات التعاون المشترك لتعريض مجرى نهر جغجغ الذي يدخل من تركيا إلى سورية في مدينة القامشلي وتصريف مياهه وإنشاء محطة معالجة على جانبيه.
كما ناقش الجانبان سبل التعاون في مشروع جر المياه من نهر دجلة ومعالجة موضوع مخلفات معاصر الزيتون في عفرين التي تصب بالعاصي وأهمية إنجاز سد الصداقة في مجالات الري المشترك والفيضانات وصيد الاسماك.
واكد الوزير البني ان اللجان الفنية المشتركة تعمل على وضع الخطط اللازمة لتنفيذ الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين ووضع الية لمعالجة المسائل المطروحة معربا عن تقدير سورية لزيادة كميات المياه التي اطلقتها تركيا خلال عامي 2008-2009.
واشار الى ضرورة التعاون المشترك في مواجهة الجفاف وانحباس الامطار الذي شهدته المنطقة منذ سنوات وتجاوز موسم الري الزراعي الصيفي في كل من سورية وتركيا والعراق مؤكدا ان الاجتماع الثلاثي الذي سيتم في العراق في شهر تشرين الاول القادم سيكون مفيدا بكل المقاييس.
وأعرب آراوغلو عن استعداد بلاده لدعم كل القرارات التي يتخذها الجانب السوري وتنفيذها فيما تعلق بمشروع جر مياه دجلة وإقامة محطات معالجة وتصفية على جانبي نهر جرجر وتعريض المجرى مقترحا تشكيل لجنة فنية مشتركة خاصة بالبيئة تضم وزارات الري والزراعة والبيئة والاسكان لمتابعة القضايا البيئية المشتركة.
وأكد استعداد وجاهزية الجانب التركي لتزويد الجانب السوري بكل مايلزمه من تجارب وتقنيات الري الحديث وتكنولوجيا معالجة المياه والاستفادة من التجربة التركية في هذا المجال موضحا اهمية الانتقال الى الري الحديث لترشيد استخدام المياه.
واشار وزير البيئة والغابات الى ان مجالات تعاون وزارته مع الجانب السوري تشمل انشاء مركز للتحكم بحرائق الغابات ومشاريع غرس النباتات وانشاء مركز متصل بمركز الارصاد الجوية.
حضر الاجتماعات السفير التركي لدى دمشق.