الرئيس الأسد لأبناء الجالية السورية بالبرازيل:على أبناء الجالية تحريض المصالح المشتركة من خلال الأعمال والمشاريع الاستثمارية.. سورية مستعدة للمساعدة في تعليم اللغة العربية لأبناء الجالية
التقى السيد الرئيس بشار الأسد والسيدة عقيلته مساء أمس بالتوقيت المحلي للبرازيل المئات من أبناء الجالية السورية في البرازيل.
وألقى الرئيس الأسد كلمة أمام أبناء الجالية قال فيها إنه ليس من السهل قطع أكثر من 10 آلاف كيلومتر لزيارة أميركا الجنوبية ولكن عندما نصل إليها نكتشف أن شيئاً فيها ينتمي إلينا من جانبين.. أولها الشعب البرازيلي وطباعه المتشابهة مع طباعنا..والجانب الآخر هو وجود الجالية نفسها في المواقع الرسمية في البرازيل.
وأشار الرئيس الأسد إلى أهمية دول أميركا الجنوبية بالنسبة للمنطقة العربية وخاصة البرازيل كونها الدولة الأكبر.. مؤكداً أن زيارته إلى البرازيل والتي تأتي ضمن إطار جولة في عدد من دول أميركا الجنوبية لها ثلاثة محاور هي السياسة والاقتصاد والجالية.
واعتبر الرئيس الأسد أن سورية تفخر بالجالية ليس فقط لنجاحها وتميزها بل أيضاً لقدرتها على الاندماج مع المجتمع الجديد الذي تعيش فيه دون أن تبتعد عن تقاليدها الأصلية أي أنها ما زالت موالية لوطنها الأصلي كما هو ولاؤها لوطنها الحالي وهذا ما أكسب الجالية في أميركا الجنوبية محبة الشعب.
وأضاف الرئيس الأسد أن هذا الوفاء والنجاح كان العامل الأساسي في الحفاظ على المواقف السياسية لبلدان أميركا الجنوبية .. وهكذا كانت تأتي الوفود من قارة بعيدة .. مسافات شاسعة ولكنها تفهم تماماً ما الذي يحصل في المنطقة.. فلذلك دور الجالية.. كما كان عبر التاريخ.. هو دور هام من شأنه أن يساعد في توطيد العلاقات بين البلدين الصديقين وخاصة في ظل العلاقة الجيدة بين سورية والبرازيل على المستوى الحكومي والعلاقات الخاصة مع الرئيس لويس اغناسيو لولا داسيلفا.
وقال الرئيس الأسد إن الجالية السورية في البرازيل ودول أميركا الجنوبية تمثل حالة خاصة فهي أتت من بلد لديه حضارة تعتبر من أقدم الحضارات في العالم.. وجاءت إلى منطقة حضارية أيضاً فكان من مهامها الدمج بين الحضارتين مشيراً إلى أهمية مواصلة العمل بهذا الاتجاه في المرحلة المقبلة من أجل الأجيال القادمة وخاصة في ظل تواجد أبناء الجالية في كل مكان من هذا البلد إن كان على الصعيد السياسي او الاقتصادي او التجاري او التنموي أو البناء.
وحول أميركا اللاتينية.. قال الرئيس الأسد إن هذه المنطقة بشكل عام والبرازيل بشكل خاص احتضنت أجداد الجالية الأوائل عندما أتوا في القرن التاسع عشر في الهجرات الأولى وفي ظل ظروف صعبة جداً كانت تمر بها منطقتنا العربية.. ولم تتعامل معهم بأي تمييز.. وفتحت لهم الأبواب بغض النظر عن العرق والدين والمذهب ليكونوا متكافئين في فرص العمل مع اخوتهم من أبناء الوطن الأصليين.. وبالرغم من المسافات الكبيرة في ذلك الوقت وعدم وجود وسائل اتصال فإن البرازيليين كانوا يقفون ليس فقط مع الوافدين السوريين كأصحاب حاجات بل وقفوا مع القضايا العادلة لهؤلاء.
وقال الرئيس الأسد إنه وبالرغم من الإهمال الكبير للحكومات العربية خلال العقود الطويلة لأميركا الجنوبية فهي تقف سياسياً مع قضايا العرب العادلة دون تردد.. مشيراً إلى أن القمم العربية – الأميركية الجنوبية مهمة ولكن لا تعطي نتائج ملموسة ويجب البحث عن أفكار عملية لتطوير العلاقة بين المنطقتين.
وأوضح الرئيس الأسد أن سورية لا بد أن تكون جزءاً من ديناميكية هذا العالم.. ولذلك فإن العلاقة مع دولة كبرى كالبرازيل أو مع دول الميركوسور أو مع أميركا الجنوبية هامة على الرغم من المسافة التي تفصل بين المنطقتين.. والتي تعتبر عقبة ولكن يقابلها وجود جالية تعتبر ميزة لأنها تستطيع أن تكون الرابط بين المنطقتين عبر الدور الذي تلعبه هذه الجالية حيث أنه لا يوجد جسر في العالم بين بلدين أو بين شعبين أقوى من الجسر البشري.
وأوضح الرئيس الأسد أن القمم العربية – الأميركية الجنوبية هامة لكنها لا تخلق علاقة حقيقية بين دول أميركا الجنوبية وبين منطقتنا العربية وبالتحديد مع سورية.. مؤكداً أن العلاقات مع هذه المنطقة وخاصة البرازيل يجب أن تكون جيدة بشكل أساسي عبر الجالية السورية المنتشرة في دول أميركا الجنوبية والتي لا يمكنها أن تلعب هذا الدور إذا لم تكن على تواصل مع وطنها الأصلي وفي الوقت ذاته إذا لم تكن ناجحة في وطنها الجديد وإذا لم يكن أبناؤها على علاقة طيبة مع المجتمع الجديد من خلال التقيد بالأنظمة والقوانين.. مؤكداً سيادته أنه يتوجب على أبناء الجالية السورية في البرازيل أن يقوموا بعملية تحريض للمصالح المشتركة بين البلدين من خلال الأعمال والمشاريع الاستثمارية.. كما أن هناك جانبا مهما هو جانب اللغة حيث أن الجالية تحمل ثقافتين وبحاجة للغتين لحمل هاتين الثقافتين ولذلك لابد من تعلم اللغة العربية وبناء مدرسة لتعليم اللغة للأجيال الشابة التي لم تتعلم لغتها الأم.. مشيراً إلى استعداد سورية للمساعدة في هذا المجال بحسب الأفكار التي تطرح من قبل الجالية.
وشدد الرئيس الأسد على أهمية دعم كل من يدعم العلاقة بين سورية والبرازيل التي كانت دائماً جيدة ولكنها شهدت المزيد من التطور وخصوصاً بعد زيارة الرئيس البرازيلي لولا داسيلفا إلى سورية في العام 2003.
وختم الرئيس الأسد بالقول إن جميع الدعوات التي تضمنتها كلمته إلى أبناء الجالية السورية هي موجهة أيضاً إلى المغتربين اللبنانيين.
بعد ذلك جال السيد الرئيس والسيدة عقيلته بين جموع الجالية وتبادلا الحديث معهم حول أوضاعهم والأفكار المقترحة لتعزيز روابطهم بالوطن الأم سورية.