بمشاركة أكثر من 60 متطوعا من مختلف الاختصاصات الطبية.. مخيم نبع الفوار التطوعي يقدم خدمات طبية متنوعة لأهالي محافظة القنيطرة
على مساحة قدرها 3 دونمات بمنطقة نبع الفوار يتوضع المخيم التطوعي الطبي والصيدلاني الذي أقامه الاتحاد الوطني لطلبة سورية في محافظة القنيطرة بمشاركة أكثر من ستين متطوعا ومتطوعة من كليات الطب وطب الأسنان والصيدلة ومعاهد التمريض التابعة لجامعة دمشق.
وينتمي الطلاب والأطباء المشاركون إلى اختصاصات متنوعة من عينية وأطفال وجراحة عامة وداخلية ونسائية وسنية يقدمون مجانا مختلف الخدمات الطبية داخل تجمع من الخيم يضم 12 خيمة تتسع كل منها ل 35 متطوعا وتتوفر فيها كافة المرافق العامة إضافة إلى مطعم يتسع ل 150 شخصا.
وتعمل فرق أخرى من المتطوعين ضمن ثلاثة مراكز صحية في ريف القنيطرة هي مركز إنعاش الريف ومركز الحضر ومركز الكوم الصحي حيث يخدم كل مركز من 11-21 قرية وتم رفد هذه المراكز بأطباء أسنان لعلاج المرضى وصرف الوصفات الطبية لهم مجانا إضافة إلى أطباء من اختصاصات أخرى لمعالجة الأطفال وبعض الحالات الخاصة.
وأوضح نضال عمار الأمين العام للاتحاد العام للطلبة العرب المشرف العام على المخيم أن العيادات تضم جهاز إيكو وتخطيط قلب إضافة إلى كامل أجهزة الكشف العينية بالتعاون مع مشفى الشهيد ممدوح أباظة إضافة إلى العديد من الحالات التي يتم نقلها ومعاينتها ومتابعتها في المخيم إلى جانب تقديم النظارة العينية لأي مريض يحتاجها بعد أخذ مواصفاتها وتجهيزها من قبل الاتحاد الوطني لطلبة سورية إضافة إلى تقديم جميع الأدوية مجانا سواء في موقع المخيم او في المراكز الصحية التابعة للمحافظة.
وقال عمار إن ضغط المراجعين كان كبيرا على عيادتي العينية والسنية وهذا يؤكد وجود ضعف في الخدمات بهذين المجالين وعدم كفاية الكوادر الطبية اللازمة في المراكز الصحية داعيا القائمين على قطاع الصحة والتعليم العالي للعمل على زيادة المقاعد المخصصة لأبناء محافظة القنيطرة في اختصاصات الطب البشري والأسنان والصيدلة لتوفير الخدمات الطبية والصحية ضمن المحافظة.
وأضاف نقوم بملء استبيانات لرصد آراء وانطباعات الاهالي حول الخدمات التي يقدمها الاتحاد كمسح عام لنجمع بالنهاية هذه النتائج ونحللها بشكل دقيق للخروج بتوصيات حول ما هو مطلوب في المحافظة من خدمات للمواطنين ولتقويم عمل المخيم ولفت نظر وزارة الصحة الى ضرورة تأمين التجهيزات اللازمة والكوادر في بعض المراكز الصحية.
وشهد اليوم الأول للمخيم نحو 175 حالة مراجعة بينما وصل العدد في اليوم الثاني الى اكثر من 400 حالة اغلبهم من كبار السن لمختلف الاختصاصات فيما وصل عدد الخدمات الطبية المقدمة خلال ايام المخيم الى اكثر من 1350 خدمة.
وتحدث بعض المشاركين عن تجربتهم الأولى في العمل التطوعي حيث قال الدكتور سنان ضاحي وهو طالب دراسات عليا اختصاص جراحة عامة من جامعة دمشق: إن أغلبية المراجعين هم مرضى مزمنون تقدم لهم المعاينة والأدوية الإسعافية مثل أدوية الالتهابات ويتم تحويل بعضهم إلى مشفى المواساة وهناك 95 بالمئة من المراجعين من مرضى التنكس وأمراض القنوات اللبية الناجمة عن الجهد الذي يبذلونه في مناطقهم كون هذه المناطق زراعية مشيرا الى انه يرى تجربته الاولى مفيدة جدا للمتطوعين والمواطنين.
بدورها أوضحت الصيدلانية لارا شعبان أنها جاءت للمشاركة في المخيم بشكل تطوعي رغم أنها غير منتسبة للاتحاد لأنه من الضروري تعلم مفاهيم العمل الجماعي والتطوعي لأن ذلك يسهم بتطوير بلدنا وتنميته لافتة إلى أنه في حال نشر ثقافة التطوع فانها سترافق الانسان مدى الحياة.
وعن القيمة التقديرية للادوية المتوفرة في المخيم بين عبد القادر المصري سنة ثالثة تشخيص مخبري من جامعة دمشق انها تقدر بنصف مليون ليرة سورية اغلبها للامراض المزمنة سواء السكري او الضغط او الربو او الامراض الهضمية علما ان معظمها تم صرفه لمضادات التشنج فيما اوضح الدكتور فارس غالي وهو طالب سنة اولى امراض العين وجراحتها من جامعة دمشق ان اكثر المراجعين كانوا من نصيب قسم العينية في الايام الاولى ما يدل على عدم توفر كوادر من هذا الاختصاص في المحافظة.
ويقوم المشرفون بتوزيع استمارتين على كل مراجع تتضمن الاولى حالته المرضية بالتفصيل بينما تحتوي الثانية على رأيه في الخدمة التي قدمت له ويستقبل المخيم مواطنين من كل القرى المحيطة مثل قرية جبا وحضر وخان ارنبة ونبع الفوار وكوم حيرس والهجة ونبع الصخر.
واكد عدد من مراجعي عيادات المخيم جودة الاستقبال والخدمات المقدمة لهم في مختلف الاختصاصات حيث قالت نديمة زين الدين 60 سنة إنها لقيت اهتماما واضحا من للمتطوعين المختصين الذين قاموا بمعاينة عظام رقبتها وفقراتها واعطوها الادوية اللازمة ومجموعة تعليمات صحية مشيرة الى انها سمعت عن خدمات المخيم من خلال الاعلان الذي اذيع عبر الميكروفون في قريتها حضر والذي اوضح للاهالي كيفية التوجه للمخيم لتلقي خدمات المعاينة والعلاج.
واشار كل من بركة بركة 53 سنة وعادل الطويل70 سنة الى انهما ترددا على المخيم الطبي عدة مرات لمتابعة فحص العيون حيث حصل كل منهما على نظارات طبية مجانا فيما قالت خلود السعيد 25 سنة ان اطباء المخيم قدموا وصفة العلاج اللازمة لابنها الذي يعاني من حصر في البول موضحة انها سمعت عن المخيم من جيرانها الذين جربوا خدماته في العام الماضي واعجبوا بها.
واعربت فريال الدعاس 38 سنة من قرية جبا عن امتنانها للاطباء والطلاب من اختصاص الامراض العصبية والهضمية لاهتمامهم الفائق بولديها مشيرة الى حاجة اهالي القنيطرة لمزيد من الخبرات الطبية خصوصا على مستوى الريف.
من جهته قال فراس العزب رئيس فرع معاهد دمشق للاتحاد الوطني لطلبة سورية إن مخيم نبع الفوار تضمن مرحلتين الطبي الصيدلاني الحالي والخدمي الذي اقيم بين 14 إلى 18 تموز الحالي وابرز ما قدمه كان اعادة تاهيل مدرسة الشهيد احمد منعم البكر ومدرسة اطفال البعث بمدينة البعث حيث تم تبديل وصيانة المقاعد والكهرباء بالتعاون مع المعاهد الصناعية في القنيطرة وتجهيز ملاعب الاطفال وقاعة حاسوب متكاملة بتكلفة تجاوزت 350 الف ليرة اضافة الى اعادة تاهيل احد اركان الحديقة العامة في الشارع الرئيسي من حديقة البعث بتكلفة بلغت 600 الف ليرة وتشجير جزء من حرم سد المنطرة بزرع نحو 400 شجرة وسقايتها ووضع شاخصات تدعو للحفاظ عليها.
وضم المخيم الخدمي 60 متطوعا من المعاهد الصناعية والزراعية والتجارية ومعاهد الحاسوب التابعة لجامعة دمشق ولتعريف المواطنين بهذه النشاطات وتسهيل توجههم الى المخيم التطوعي تم وضع اعلانات في نواحي القنيطرة وريفها بالتعاون مع المحافظة التي امنت باصات تقل المواطنين من الساحات العامة الى مخيم نبع الفوار ومختلف المراكز الصحية التي تضم المتطوعين.
واوضح العزب ان الاتحاد تلقى هذا العام 800 طلب للتطوع في نبع الفوار وهو مؤشر على وجود اندفاع كبير للمشاركة ودليل على صحة سياسة الاتحاد في نشر ثقافة التطوع وابراز هذه الصورة للمواطنين من خلال خدمتهم لهم دون اي مقابل او ميزة او افضلية يحصل عليها المتطوع في الجامعة او الاتحاد.
وفي لقاء مع المتطوعين اكدت دعاء الخطيب 19 سنة من طالبات السنة ثانية في معهد التمريض ان المخيم الطبي في نبع الفوار كشف حاجة الاهالي الى مزيد من الخدمات الطبية في مناطقهم موضحة ان المواطنين استفادوا من الاجهزة الموجودة في المخيم كاجهزة الايكو وتخطيط القلب اضافة الى الادوية التي تشمل جميع حالات الاستطباب.
وأبدى المتطوع سلطان جاموس من اتحاد الطلبة فرع جامعة دمشق سعادته الكبيرة بمساعدة زملائه وخدمة الناس ورؤية الابتسامة على وجوه 950 طفلا تلقوا العلاج والهدايا كالحقائب المدرسية والقرطاسية.
ويتم اختيار الطلاب المتطوعين بحسب الاحتياجات اللازمة للمناطق التي تقام فيها نشاطات المخيمات علما ان فعاليات المخيمات لهذا العام بدأت من جب الجراح في حمص ثم انتقلت الى نبع الفوار لتنتقل فيما بعد الى درعا فالسويداء.
من جهة ثانية أنهى متطوعو المخيم الاثاري في محافظة ادلب اعمالهم الخدمية المختلفة في المواقع الاثرية في سرجيلا والبارة ليبدأ المخيم الطبي اليوم السبت كما يواصل المخيم الخدمي والاجتماعي التطوعي في دير الزور أعماله التطوعية في بلدات ومداخل المحافظة بزرع نحو عشرة الاف غرسة شملت اشجار النخيل والزنزرخت بمشاركة اهالي قرية البصيرة والشمطية.
وبهدف تعزيز ثقافة العمل التطوعي وتنظيمها أسس الاتحاد الوطني لطلبة سورية الهيئة الشبابية للعمل التطوعي ووضع نظامها الداخلي وحاليا يتم وضع اللمسات الاخيرة من اجل انطلاقتها كهيئة مستقلة.
وكانت فعاليات المخيم الطبية بدأت في 19 تموز الحالي ورافقتها نشاطات متنوعة من زيارة لمدينة القنيطرة المحررة والمعالم السياحية الى جانب التواصل مع المجتمع المحلي بإجراء مباريات رياضية تشاركية بين فريق المخيم والمحافظة واستقبال الاهالي الذين يريدون الاطلاع على واقع المخيم وخدماته لتشجيع الاندماج بينهما والتواصل معهم بعد انتهاء فعالياته وتنمية قدرات المتطوعين واكسابهم مهارات في التواصل ونشر ثقافة العمل التطوعي في المجتمع من خلال ورشات وجلسات عمل تقييمية يشارك فيها المتطوعون للوصول الى مقترحات في دعم ايجابيات العمل والتخلص من السلبيات.
