الدول الكبرى ترحب بنتائج اختبار الضغوط لبنوك أوروبا
أثارت نتيجة اختبار تحمل البنوك الأوروبية لأي أزمة اقتصادية جديدة ارتياحا عاما بين الدول الكبرى. فقد رحب المدير العام لصندوق النقد الدولي دومينيك شتراوس كان بنتيجة اختبارات مقاومة الصدمات التي وصفها بانها “عمل مهم” لصالح عودة الثقة الى الاسواق.
وقال كان في بيان نشر في واشنطن إن “نشر النتائج والاجراءات التي اعلنت لتسوية مسألة نقص رؤوس الأموال في بعض البنوك هو بمثابة وعد بتعزيز كبير للنظام المالي الأوروبي”.
كما رحب ممثلو الاتحاد الاوروبي بنتائج الاختبارات التي أجريت على أبرز بنوكهم, معتبرين انها عكست “درجة عالية من المقاومة”, ومؤكدين ان السلطات العامة ستساعد عند الحاجة البنوك الأكثر الاكثر ضعفا.
وأعلنت وزارة المالية البلجيكية في بيان باسم الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي أن النتائج تعكس الجهود التي بذلت خلال السنوات الماضية من قبل البنوك وبعض الحكومات بهدف إعادة بناء الثقة.
وحيال انتقادات الذين يعتبرون ان الاختبارات لم تكن جادة بما يكفي, اعتبرت الحكومة البلجيكية انها تمت بطريقة “حاسمة” و”شفافة جدا”.
من جهتها, اعتبرت المفوضية الأوروبية ان النتائج “تؤكد المقاومة الشاملة للنظام المصرفي في الاتحاد الاوروبي حيال صدمات سلبية في القطاعات الاقتصادية والمالية”.
في المقابل قال كريستيان نوير رئيس البنك المركزي في فرنسا أنه “ليس هناك سبب” يدعو إلى الاعتقاد بأن البنوك الفرنسية لن تجتاز فحص الضغوط.
فيما قال جورج باباكونستانتينو وزير المالية اليوناني إنه يتوقع أن تجتاز البنوك في بلاده هذا الفحص.
سبعة بنوك
واعلن المسؤولون عن الانضباط المالي في أوروبا الجمعة ان سبعة بنوك فقط من اصل 91 رسبت في هذه الاختبارات التي يفترض بها التحقق من متانتها المالية.
وهذه المؤسسات بنك الماني وخمسة صناديق ادخار اسبانية وبنك يوناني وكان ينبغي على هذه المؤسسات أن تزيد رأسمالها لتعزيز متانتها المالية.
لكن بعض الخبراء الاقتصاديين اعتبر أن المعيار الذي اعتمد في الاختبار لم يكن صعبا بما فيه الكافية متسائلين عما إذا كان ذلك قادرا على إعادة ثقة الاسواق بالنظام المالي الأوروربي.
وقالت مفوضية مراقبة البنوك الاوروبية إن البنوك السبعة تحتاج إلى 3.5 مليار يورو من رأس المال للوفاء بالمتطلبات القياسية.
واعتبر روبرت بيستون محرر بي بي سي للشؤون الاقتصادية هذه النتائج “أخبارا جيدة”.
وأضاف “ستكون عطلة نهاية الأسبوع وقت ترقب بالنسبة للبنوك”، معللا ذلك بأنهم سينتظرون لمعرفة ما إذا كان اقتراضهم سيكون أسهل أم أصعب من قبل عندما تفتح أسواق المال صباح الاثنين.
لكن بعض المحللين يقولون إن تلك الاختبارات لم تكن صارمة بما فيه الكفاية.
وقد اجتازت أربعة بنوك بريطانية كبرى الاختبار وهي “آر بي إس”، ولويدز و”إتش إس بي سي” وباركليز.
ومن بين البنوك التي خضعت للاختبار أيضا بنوك التوفير في ألمانيا وإسبانيا والتي يعتقد محللون أنها أكثر هشاشة.ويبلغ عدد البنوك الاسبانية التي خضعت للفحص 27 بنكا.
وهناك قلق بشكل خاص على أوضاع البنوك الإقليمية في إسبانيا، والتي منيت بخسائر شديدة بعد انهيار سوق العقارات هناك.
وخضعت ستة بنوك للفحص في اليونان حيث تسبب تعثر الدولة في سداد ديونها أزمة اجتاحت اوروبا بكاملها.
ولاجتياز الفحص يجب على البنك التدليل على بقاء رأس المال في مستوى عال يرضي الجهات المنظمة في حالات عدة.
وتشمل هذه الحالات احتمال حدوث انخفاض مفاجئ في النمو الاقتصادي، وتدهور أوضاع الحكومة في أسواق السندات الحكومية.