محاولة لمحاكاة نظرية الانفجار الكوني العظيم
جرت يوم الأربعاء 10 سبتمبر / ايلول بنجاح أولى التجارب على أول معجل للجزيئات في العالم انشئ من قبل مؤسسة الابحاث النووية الاوروبية في ضواحي جنيف. ويجري الاختبار الاول بالحد الادنى من قدرة المعجل ، وهو اقل بزهاء 30 مرة من القدرة المرسومة له وبدون تصادم
البروتونات ، وذلك بغية اجراء الفحص النهائي لقدرة انظمة المعجل على العمل. ويوصف مصادم هادرون الكبير (Large Hadron Collider)، وهو معجل البروتونات المبني في باطن ارض سويسرا وفرنسا بانه لا نظير له في تاريخ البشرية.
وسبق لهذا المشروع ان اثار ضجة لا مثيل لها في المجتمع ووسائل الاعلام وذلك انطلاقا من بعض النظريات المستغربة التي بموجبها قد تظهر ثقوب سوداء قادرة على أن تمتص ارضنا لدى تصادم الجزيئات في المعجل. وجرت محاولات لمنع تشغيل المصادم عن طريق المحكمة. وقد ردت في اواخر اغسطس/آب محكمة حقوق الانسان في ستراسبورغ الفرنسية الدعوى المرفوعة اليها بهذا الخصوص.
وتعد هذه التجربة محاولة لخلق نفس الظروف تقريبا التي نشـأ فيها الكون. ويعتقد العلماء ان المجرات كانت قد اقتربت من بعضها البعض قبل مدة تترلاوح بين 10 و20 مليار سنة ، وحدث الانفجار الكبير الذي لم يتم اختبار ظروف وقوعه بعد. اما الآن فتجري محاولة لمحاكاة نظرية الانفجار الكوني العظيم وخلق نفس الظروف تقريبا بغية فهم ما حدث آنذاك. فاما سيتم تأكيد هذه النظرية او الكشف عن حقائق اخرى ربما تكوّن اساسا لنظريات جديدة.
وخلال المرحلة الاولى للتجربة التي تبدأ يوم 21 اكتوبر/ تشرين الثاني سيتم تسيير حزمة من البروتونات. وتستمر هذه العملية عدة ايام. وبعدها سيجري تسيير حزمة ثانية، ولكن في اتجاه معاكس. ثم سيتم تسريع الحزمتين لتبدأ عملية التصادم. وعندما تبدأ السرعة تقارب سرعة الضوء يفترض ان تتوفر بقدر الامكان الظروف التي خلق فيها الكون.
ويأمل العلماء في التوصل بواسطة معجل البروتونوت التصادمي الكبير الى معرفة ما تتألف منه المادة ، وبصورة خاصة الكشف عن آثار ما يسمى بجزيئة "هيكس" او بالأحرى الجزيئة الربانية التي يفترض انها تتحمل المسئولية عن كتلة الجزيئات الاخرى.