من حق اللواء جميل السيد أن يطالب بحقوقه بقلم العميد المتقاعد برهان إبراهيم كريم
من حق اللواء جميل السيد أن يطالب بحقوقه,وأن يطالب بمحاسبة من تجنوا عليه ,وعلى رؤساءه ومرؤوسيه.
ولا غرابة إن راح يُشهر سيفه بوجه من تجنوا عليه وعلى رفاقه,أو يماطلون بإنصافه,بعد براءته مما نُسب إليه.
ومن واجبات السلطات اللبنانية,تسخير كل الجهود والإمكانيات لإنصافه وغيره, بعد أن لحق بهم الغبن والجور. وتقصير أي سلطة أو حزب وتيار أو تكتل بهذا المجال غير مبرر,وسيثير من حوله الكثير من الظنون والشكوك.
حتى ولو أدى إلى ملاحقة رموز حكومة رتبت مع المحقق ديتلف ميليس أوامر اتهامه واعتقاله هو ورفاقه.
طالما أعطى البعض منكم لنفسه وميوله الحق بتجاوز السلطتين التنفيذية والقضائية لبلاده.والإساءة بتصرفاته ولسانه لرموز تكن لهم الجماهير كل محبة واحترام,وعَرّضوا أمن بلادهم لأفدح الأخطار والأضرار. واتجه كل واحد منكم لواشنطن وباريس وغيرهما من العواصم. ليطالب بالحقيقة في جريمة اغتيال والده أو زوجه أو أخيه أو زوجته. فمن الواجب والمفروض عليه وعلى من تحالف معهم أن يتحملوا وبصدر رحب تصرفات وردود أفعال من تجنوا عليهم .وأن يدركوا أن اتهامهم اللواء السيد بأنه يعرض الوطن للأخطار, ويسيء لبعض رموز البلاد والسلطات, أنما هو إتهام موثق بحقهم
بكل ما يصدر عنهم من تصريحات وتلميحات.وأن عليهم محاسبة أنفسهم أولاً,قبل أن يحاسبوا من جاروا عليهم. وخاصة أنهم من شرع مثل هذا النهج, وسلكوا دروبه وشعابه. فكما من حقهم أن يطالبوا العدالة بإنصاف من تربطهم بهم صلة حسب ونسب وقرابة ورحم,فكذلك من حق الذين قُتلوا أو ظُلموا أو سُجنوا لأربع أعوام بدون سبب أو ذنب أن يطالبوا هم أيضاً بالعدالة كي تأخذ مجراها. وتنصف من تربطهم بهم صلة قرابة ونسب رحم.فهذا حق مقدس للجميع وليس حكرا على البعض. ولا هو لعبة يتلاعب بها البعض لطمس الحقيقة, أو لهدر دم شهيد كرفيق الحريري, أو لإضاعة الوقت.
لم ينسى أحد بعد كيف إسْتُغلت الشوارع اللبنانية والعربية والإسلامية والدولية مباشرةً بعد جريمة اغتيال الشهيد رفيق الحريري ولأعوام أربع من قبل بعض الأحزاب وتيار المستقبل . وَوُجهت كثيرٌ منها بالأكاذيب والترهات وتلفيق التهم الباطلة للنيل من العماد أميل لحود رئيس جمهورية لبنان, وحكومة عمر كرامي, وسوريا وقيادتها ورئيسها حفظه الله ورعاه ,واتهامهم مع ضباط لبنانين وسوريين بجريمة الاغتيال.وحتى تحريضهم الغوغاء لقتل عمال سوريين في لبنان.وكيف ترك البعض منهم للسانه وشفتاه وفاه مهمة شتم وقدح رؤساء, ووزراء, وضباط, تكن لهم الشعوب
والجماهير العربية والإسلامية والمسيحية كل مودة ومحبة وتقدير واحترام.
ولذا من حق الضباط الأربعة أن يلاحقوا كل من ساهم بجريمة سجن آبائهم, أو أبدى الإساءة إليهم,أو قَصْر بواجبه في إنصافهم ,بعد أن برئتهم المحكمة الدولية, وأطلقت سراحهم منذ أكثر من عام.فالعين بالعين والسن, بالسن والبادئ أظلم.ومن يستنكر ويستهجن ويدين تصرفات اللواء جميل السيد إنما يدين نفسه بنفسه ويشير إلى ذاته بأصابع الاتهام.وعليه أن يحاسب نفسه قبل أن تحاسبه الجماهير أو يحاسبه القضاء أو اللواء جميل السيد.
إن كان يعتبر أن هذه التصرفات للواء جميل السيد خاطئة, فهو وربعه من تصرفوها لأربع أعوام. ومازال البعض منهم مثابرون عليها بحيوية ونشاط .وعليهم قبل أن يتهموا اللواء جميل السيد أن يكفروا عن هذه الأخطاء.وأن يطلبوا الصفح من كل من أساءوا لهم أو عادوهم, أو اتهموهم باطلاً بجريمة هم منها براء.وخاصة بعدما اعترف البعض منهم بأنه أخطأ أو تسرع في توجيه الاتهام.أو أنه أخطأ حين ترك لسانه بدون قيد يكيل الشتائم والسباب لرؤساء ووزراء وضباط تكن لهم الجماهير كل حب ومودة ومحبة وتقدير واحترام. وكامل الخيار لمن تضرروا أن يجودوا بالصفح والاعتذار عمن
أساءوا إليهم بالكلام والأفعال.أو أن يصروا على مطالبة القضاء بملاحقة كل من شارك باعتقالهم أو أساء إليهم ,وملاحقة من جندوا ليكونوا شهود زور وإفك وبهتان.
لم ينسى أحد بعد كيف قدم اللواء جميل السيد في أكثر من مرة ومن خلف القضبان الورود والزهور إلى بعض الزعماء الذين تورطوا أو شاركوا في جريمة اعتقاله مع رفاقه الضباط. وكيف كان يخاطبهم بكلام لين كما يخاطب العاقل الناس. وكم قال لهم أنه ورفاقه أبرياء, وأنهم يريدون أكثر منكم معرفة من أغتال الشهيد رفيق الحريري لأنه كان رئيساً لهم ,ورئيساً للبنان. وكيف أَصَم هؤلاء آذانهم عن سماع صوته وأصوات غيره من الشرفاء.بل أنهم أغمضوا أعينهم حتى لا يروا ما يقدم إليهم من زهور.وكم كان بعض من ردهم قاسياًً على اللواء جميل السيد وغيره, حتى من داخل قصور سكناهم
وهم يفترشون الحرير والديباج. وكم كانت تثور ثائرتهم على من ينصحهم أو يخاطبهم بود واحترام فيردون عليه بفاحش القول مع التهديد والوعيد وكأنهم جبابرة أو طغاة. وكم قرعوا طبول الحرب بين سوريا ولبنان, والتي لن يستفيد منها سوى إسرائيل و إدارة بوش. وبنفس الأسلوب التي قُرعت فيها طبول الحرب العالمية الأولى,بسبب اغتيال صربي لولي عهد النمسا. ونسوا أو تناسوا كم أزهقت هذه الحرب من أرواح, وكم دمرت من مدن وقرى وممتلكات وسلطنات وإمبراطوريات!! والتي مازال العرب وغير العرب يغصون أو يتجرعون من كأسها المدمرة والمرة والسوداء.
غريب وعجيب أمر من يحمل العديد من الجنسيات أن يحتكر حب لبنان ويعتبر نفسه أكثر حباً للبنان من باقي اللبنانيين أو ممن لا يحمل سوى جنسية وطنه لبنان!!!! وعجيب وغريب أمره حين راح يحرض الأخ على الأخ والشقيق على الشقيقة والجار على الجار, أو يسعى لقطع كل صلة رحم لأسرة موزعة بين سوريا ولبنان.وهو خير من يعلم كم من صلات نسب تربط بين العديد من الأسر السورية واللبنانية!!وكم هم محزن ومبكي جهله أو ربما تجاهله بأن العداوات بين الأقارب والأسر والأرحام وبين الأسر هي من أسوا العداوات!! وكم هو مخزي ومشين استقوائه بالأجنبي على الشقيقة أو الشقيق أو
القريب والجار!! وكم هو كذاب ودجال من يدعي حبه للبنان والشهيد رفيق الحريري رغم أن منح قرار العفو وأطلق سراحه من السجن بسبب جريمة اغتيال الشهيد رفيق الحريري,وهو يعلم أن الشهيد هو طارده وسجنه بتهم التآمر على لبنان وجرائم أخرى منها اغتياله وقتله لرئيس وزراء للبنان وللعديد من اللبنانيين من كافة الطوائف والأديان!!! وكم هو مخزي أن ينتعش الجواسيس في ظل حكومة كانت لكم اليد الطولى فيها بعد أن استقال منها وزراء المعارضة منها !!!!
حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا اللواء جميل السيد ورفاقه الكرام .وسارعوا لإنصاف كل من ظُلم أو لحق به الغبن نتيجة تصرفاتكم الخاطئة وما اقترفتم بحق غيركم من آثام وتجاوزات وأخطاء طيلة أكثر من أربعة أعوام.
فكما ترك البعض منكم لهواه كامل الحرية بالطول والعرض, وراح يتصرف بدون ضوابط وحدود وكوابح ومحددات ليتهم ويدين غيره بأكاذيب وشهادات زور,فالعدل والقانون والشرع يمنحون كامل الحرية والحق لمن ظلم وغبن أن يتحرك بكل اتجاه. بعد أن تقاعست أو تلكأت الحكومة والقضاء كي يحظى بالإنصاف. والمثل العربي يقول: كما تَدين تُدان. فلا تبخسوا حقوق من خيل لكم الشيطان أنهم أعداؤكم ,وهم لكم أحبة وأخوان و أصدقاء مخلصين سوريون كانوا أم لبنانيون. وأعيدوا لهم حقوقهم كاملة, وزنوا بالقسطاس ولا تبخسوا الميزان والمكيال. وحاسبوا الخونة والجواسيس والعملاء
والقتلة, ومعهم من جروكم إلى الخطأ والخطيئة, والتي إن لم تقلعوا عنها وتتوبوا ستحاسبون ممن ضَللتُموهم في سوريا ولبنان وكل مكان.وسيحاسبكم عليها الله.