سينودوس الفاتيكان وسورية بقلم المهندس باسل قس نصر الله
في بداية هذا الصيف، أجرى معي القسم العربي في اذاعة الفاتيكان، حديثاً اذاعياً، لأخذ رأي حول زيارة قداسة البابا بنيديكتوس السادس عشر الى قبرص والسينودوس الذي دعا اليه قداسته للبحث في وضع المسيحيين في الشرق الاوسط..
كنت قد تابعت الوثيقة التي اصدرها الفاتيكان، والبنود والمحاور، واستوقفتني نقطتين هي الهجرة والعلاقة مع المسلمين.
في البداية تركت زيارة قداسة البابا الى قبرص وقبلها الى الاردن والاراضي العربية المحتلة دون ان يزور سورية، بعض الغصة وخاصة ان دوائر الفاتيكان كانت دائما تشير الى النموذج السوري في الحياة المشتركة وتثني على تقبل سورية للمهاجرين العراقيين بشكل عام وللمسيحيين منهم ايضاً، الا أن عدم زيارته الى سورية (مع امكاية فهمي وفهم الكثيرين لها أنها لو تمت فستكون اشارة شكر من الفاتيكان الى سورية) جعلتني ابتدىء بالكلام حول اهمية زيارات قداسة البابا الى اي بقعة في العالم الى أن أقول "واعتقد تماما واتجاوز مرحلة الاعتقاد الى اليقين نوعاً ما، ان زيارة لقداسة البابا الى سورية سيكون ليس مرحباً بها فقط بقدر ما سيكون بين اهله واولاده".
أعرف تماماً ان السينودوس سيدعو شخصيات غير مسيحية من بلدان عدة، وفي أقنية غير رسمية كانت التمنيات ان يكون لسورية من يمثلها، وكان لا يلزمنا لاجل ذلك الا الاتصالات الشخصية، سواء بالاجتماع مع دوائر فاتيكانية او دوائر مؤثرة في روما، كما اعلم تماماً أن دوائر مسيحية في سورية والتي كانت من الممكن ان تطلب، او تسمي، او ترشح، بعض الشخصيات غير المسيحية، لم تفعل ذلك لعوامل عدة، وكنت افضل الا اذكر ذلك لولا محبتي ببلدي وثقتي انني سوري قبل ديانتي.
طرحت لدى محادثتي مع اذاعة الفاتيكان "ضرورة التواجد المسيحي في المنطقة عامة وسورية خاصة واضعاً حداً واضحاً للرغبة الموجودة لدى البعض في الهجرة ومؤكداً أن الهجرة المسيحية ليست لسبب وضعٍ ديني بقدرِ ماهي ذات بعدٍ اقتصادي أو سياسي كما ورد تماماً في الوثيقة" ثم انتقلت مباشرة توضيح ماهية العلاقة بين السوريين عندما تحدثت " وسورية التي تفخر بمواطنيها على اختلاف انتماءاتهم الطائفية تؤكد أن العيش المشترك او التعايش هي مسميات تجاوزها السوريون لانهم يحيونها دون أطر أو مؤشرات" ثم طرحت بشكلٍ واضح "ضرورة وجود مؤسسات عالمية تنهج في صميمها بهذه النفحات الروحية التي ارسلتها بلاد الشام الى العالم" لأنني قمت بالتذكير أن "المسيحية انطلقت من هنا والقديس بولس الرسول الذي احتفلنا منذ فترة وجيزة بذكراه اهتدى في سورية" حتى وصلت الى تمنيات "ان السينودس المزمع عقده حول الشرق الاوسط لا شك انه سيأخذ سورية وبلاد الشام نموذجاً، وسيأخذها نموذجاً للحياة والأخوة والمواطنة الصحيحة كما اكدت وثيقة السينودس، لتثبيت المساواة كاملة بين المواطنين على المستويات كافة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية" وقد نوهت بوجودي مستشاراً لمفتٍ مسلم مع العلم بأنني مسيحي كاثوليكي وانتمي للكنيسة الجامعة (الفاتيكان)، وأنني أفتخر بأن اضع لبنة بسيطة بين سورية التي أنتمي اليها روحا وقلبا وجسما وبين الفاتيكان التي تمثل رأس الكنيسة التي انتمي اليها".
قلت لمحاوري كلمة عن المواطنة في سورية حيث ذكرت له أنه"منذ فترة …. كان هناك صلاة مشتركة بين المسلمين والمسيحيين عن ارواح الشهداء السوريين بشكل عام، كانت هذه الصلاة المشتركة في ذكرى عيد الشهداء السوريين، وهي عبارة عن قداس مسيحي مع صلاة اسلامية هي صلاة الغائب عند اخوتنا المسلمين، قام الكهنة الارثوذكس والكاثوليك والانجيليين بالاضافة الى الاخوة المسلمين باجراء هذه الصلاة مشتركة" ثم انتهت المحادثة مع الاذاعة
اقول لك ايها الصديق في اذاعة الفاتيكان هكذا هي المواطنة في سورية
فانا المسيحي، مستشار لمفت مسلم
اقول :
أنني مسيحي عقيدة
مشرقي قِبلة
انطاكي تاريخاً
عربي سوري مصيراً
اللهم اشهد اني بلغت