نصر الله: طاولة الحوار يجب أن توسع لتشمل قوى لبنانية أساسية
قال السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله إن أهم عنصر في تجربة المقاومة اللبنانية هو الإحساس بالمسؤولية وهي نتيجة طبيعية لذلك وللشعور الإنساني العالي والمرموق ولولا هذا الحس بالمسؤولية لما كانت المقاومة في لبنان.
وأضاف نصر الله في حديث نقلته قناة المنار أمس أن هذا الحس بالمسؤولية دفع بكثير من الشباب إلى أن يقاوموا الاحتلال بكل الوسائل..سياسية وثقافية وإعلامية واجتماعية ومادية ومعنوية ولكن تأتي في مقدمتها المقاومة الميدانية المسلحة التي تقدم فيها الأرواح وتبذل الدماء ويتعرض فيها العدو للخسائر الفادحة التي تجبره على الخروج والانسحاب.
يجب أن يكون لبنان قوياً لحماية الوطن والشعب
وقال السيد نصر الله: يجب أن نعمل لتصبح الدولة قادرة على حماية لبنان ويجب أن يكون لبنان قوياً ليحمي الوطن والشعب لافتاً إلى أن المقاومة استطاعت أن تستمر وتحقق الكثير من الانتصارات والانجازات.
ورأى نصر الله أن التوازن الإقليمي بالمنطقة أصيب بالاختلال مشيراً إلى أن العرب هم الغائب الأكبر عن كل التطورات الإقليمية والدولية باستثناء سورية لافتاً إلى أن التطور الرئيسي الذي حصل في المنطقة منذ عام2000 إلى اليوم هو تطور وانتصارات وإنجازات حركات المقاومة في المنطقة وهذا التحول بدأ منذ هزيمة اسرائيل في لبنان عام2000.
وقال: إن هناك تطورات حصلت بعد العام 2000 والتي كان أهمها انطلاقة الانتفاضة والمقاومة المباركة في فلسطين التي فرضت في نهاية المطاف الانسحاب من غزة ودلالة الانسحاب من غزة انه بدأ التراجع حتى عن حدود فلسطين التاريخية.. والانتفاضة فرضت على اسرائيل أن تأتي وتبني الجدار العازل أي أن الأراضي التي تقع خارج الجدار هي للتنازل واليوم نحن أمام اسرائيل العادية التي كان في يوم من الأيام شغلها الشاغل الأمة العربية والحكومات العربية ولكن اليوم شغلها الشاغل بعض المقاومين في لبنان وفي فلسطين وهي تعترف أنهم في مرحلة التوازن معها وتخشى من اختلال هذا التوازن.
وأضاف نصر الله: نحن معنيون جميعاً بأن نحمي بلدنا وأن نحصن وندافع عن بلدنا وهذا يتطلب تصرفاً وتعاطياً وطنياً مع هذا النوع من القضايا.
المقاومة تجاوزت كل محاولات التصفية
وقال: مع انتهاء حرب تموز ومع تطور الأحداث في لبنان وصولاً إلى 7أيار وإلى اتفاق الدوحة وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية الحالية أستطيع القول إن المقاومة التي كانت دائماً تتعرض لمحاولات التصفية والقضاء عليها قد تجاوزت كل هذه التجارب..والأخطار الحقيقية التي تهددها أصبحت وراء ظهرها بدرجة كبيرة جداً.
ولفت نصر الله إلى أن إسرائيل والولايات المتحدة وكل من يساندهم في هذا العالم تعملان على ضرب عنصر القوة للمقاومة وإنهائها والتخلص منها بكل الوسائل وحتى الآن استخدمتا وسائل كثيرة وجرت اغتيالات عديدة ومع ذلك لم تهتز المقاومة بل كانت تزداد قوة واندفاعاً وايماناً بصوابية طريقها.
وأوضح أن اسرائيل دائماً تسعى إلى جر المقاومة إلى اقتتال داخلي وإلى فتنة داخلية وبعناوين مختلفة سواء بعناوين موالاة أو معارضة أو بعناوين مذهبية وطائفية.
وقال السيد نصر الله: إن هناك جهداً لمعالجة الوضع في لبنان منوهاً بخطاب الرئيس ميشيل سليمان واصفاً إياه بالخطاب المدروس والدقيق والمسؤول والوطني والمعبر عن روح وإرادة جامعة وروحية عالية لمعالجة الملفات الحساسة والمصيرية في البلد.
وأضاف الأمين العام لحزب الله: إن المعارضة التزمت ببنود اتفاق الدوحة بينما بعض الأطراف في الفريق الآخر لم تلتزم وإذا كان هناك أطراف محلية التزمت فهناك أطراف عربية لم تلتزم.
ولفت السيد نصر الله إلى أن بعض وسائل الإعلام العربية تمارس أبشع تحريض مذهبي وطائفي مكشوف شهده الإعلام العربي منذ تأسيسه من حيث استغلال الأحداث البسيطة والصغيرة للبناء عليها ولدفع اللبنانيين إلى الاقتتال والاحتكام للسلاح.
وقف التحريض هو الطريق لمعالجة كل المسائل في لبنان
ورأى نصر الله أن أهم بند عاجل يجب علينا كلبنانيين أن نلتزم به جميعاً هو وقف التحريض لأنه إذا تم ذلك فإن أكبر مشكلة في لبنان ستعود إلى حجمها الطبيعي مشيراً إلى أن الذي حدث في طرابلس رأيناه مشاكل بين فريق بالموالاة وفريق بالمعارضة.
وقال نصر الله: إنه إذا اتفقنا اليوم في طاولة الحوار على وقف التحريض وتهدئة الإعلام فأنا أبشر اللبنانيين أننا جميعا قادرون على معالجة كل المسائل والأحداث التي تحصل لافتاً إلى أن كثيرين لا يريدون أن يتفاهم اللبنانيون.. والمدخل هو وقف التحريض لمعالجة الأمور وتثبيت المصالحة بكل المناطق اللبنانية وتبقى الوسيلة السياسية الديمقراطية هي التي تحكم فيما بيننا.
إنجاح الحوار يتطلب توسيع طاولة الحوار
ونوه السيد نصر الله بتأكيد البيان الختامي لطاولة الحوار الوطني على تفاهم حزب الله مع التيار الوطني الحر لافتاً إلى أن حزب الله جدي في الحوار مجدداً الدعوة للإصغاء إلى بعض القوى السياسية الأخرى وتمثيلها مطالباً بتوسيع طاولة الحوار لتتمثل قوى سياسية أساسية وذلك من أجل إنجاح الحوار وليس لإلغاء أحد أو إخراج أحد من الموجودين فعلاً.
وقال نصر الله: إن هناك قوى سياسية في لبنان كان لها أدوار في حرب تموز غير مفهومة وبمقابلها كان هناك قوى سياسية وقفت إلى جانب المقاومة في الحرب ودعمتها وضحت إلى جانبها.. ومن أجل الوفاء لهذه القوى التي وقفت إلى جانبنا في حرب تموز كان يجب أن نطالب بهم بحزم على رأس طاولة الحوار لأن هذه القوى كانت جزءاً من عملية حماية لبنان والدفاع عنه.
وأضاف نصر الله: أنا أعلم أنه بين موعد اليوم والموعد المقبل ستحصل مشاورات مكثفة مع مختلف القوى السياسية لتحقيق هذا الغرض وبالتالي فعندما يحضر الجميع سنتمكن من مناقشة جدية ومسؤولة ومجمع عليها فالموضوع ليس موضوع عدد بل هو مصيري واستراتيجي وأخلاقي في آن واحد لأن الأخلاق والقيم الوطنية تقضي بأن يكون كل الذين وقفوا إلى جانب المقاومة ولبنان وحفظوا ودافعوا وساعدوا لبنان على انتصاره في حرب تموز ممثلين على طاولة الحوار الوطني.