رايس تتهجم على روسيا وتصف سياستها “بالعدوانية”
أن تصرفات روسيا في الاونة الاخيرة بشكل عدواني لا تقود الى عزلتها وانهيار مواقعها في العالم وحسب، وانما تطرح سؤالا حول مَن الذي يصيغ سياسة هذا البلد. ورد ذلك في الخطاب الذي القته وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس يوم 18 سبتمبر/أيلول في صندوق
"مارشال" الالماني فرع واشنطن.
وقالت رايس ان اسوء النتائج التي يمكن ان تتمخض عنها هذه السياسة تتمثل في التساؤل بشأن طبيعة الاشخاص الذين يحددون مستقبل هذا البلد.
وذكرت وزيرة الخارجية أنه منذ أمد قصير كان الرئيس الروسي يرسم بشكل ايجابي صورة لمستقبل بلاده.. ولكن اعمال روسيا حاليا تبين، حسب اعتقادها، حدوث "انعطاف مظلم" في تطور البلاد وتظهر في تصرفاتها الراهنة "نبضة عدوانية وبرانوية".
واعتبرت رايس بان افعال روسيا في الوضع حول جورجيا اصبحت "بلورة" للنهج الذي يسير عليه قادة روسيا والذي لن يبقى بدون الرد من قبل الولايات المتحدة الامريكية.
واستطردت رايس قائلة "ان ما يقلق اكثر في تصرفات روسيا الاخيرة هو ان هذه الافعال تتماشى مع صورة تصرفاتها التي تسوء من يوم الى آخر طيلة عدة السنوات.. واقصد من بين هذه الاشياء وغيرها قيام روسيا بارهاب جيرانها واستخدامها النفط والغاز كسلاح سياسي وخروجها الاحادي الجانب من معاهدة الحد من الاسلحة التقليدية في اوروبا، وتهديدها بتوجيه اسلحتها النووية نحو الدول المسالمة، وتصديرها الاسلحة الى البلدان والمجموعات التي تشكل خطرا على الامن الدولي، وكذلك ملاحقة الصحفيين الروس واصحاب الرأي الاخر". وحسب قول الوزيرة "ومن خلال التصرفات هذه تتشكل صورة روسيا التي تغدو اكثر فاكثر بلدا شموليا في الداخل وعدوانيا في الخارج".
واكدت رايس "ان التدخل الروسي في جورجيا لم ولن يحقق اهدافه الاستراتيجية.
فقد فشل القادة الروس في التوصل الى الهدف الرئيسي من حربهم الذي يتمثل في اسقاط الحكومة الجورجية". واضافت "ان ادارة بوش ترى بان مهمتها الرئيسية في الوقت الراهن تتجسد في اشعار القيادة الروسية بان تصرفاتها تقود الى عزلة روسيا وتقليل شأنها في الساحة الدولية. وان وضع روسيا الدولي حاليا هو اسوأ ما يكون عليه في اي وقت من الاوقات منذ عام 1991 ".
وبشأن الخسائر التي تصيب الاقتصاد الروسي ذكرت رايس بان تعاون روسيا مع الولايات المتحدة في مجال الطاقة الذرية السلمية لا يتقدم الى امام الآن وان قادة روسيا يسببون الآلام لاقتصادهم. فطلب روسيا بالانضمام الى منظمة التجارة العالمية اصبح الآن تحت علامة استفهام وكذلل محاولتها للانضمام الى منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
واشارت رايس الى أن قرار روسيا بالاعتراف باستقلال أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا لم يحظ بدعم من الاسرة الدولية، وان " مسد الظهور من جانب دانييل اورتيغا وحماس لا يمكن اعتباره انتصاراً دبلوماسيا ظافرا".
وقالت وزيرة الخارجية الامريكية انه ليس باستطاعة روسيا تغيير مجرى التأريخ عن طريق الاستعراض "القديم" للقوة العسكرية وبواسطة تحليق قاذفاتها المتقادمة من طراز "تو-160" الى احد قادة امريكا اللاتينية الشموليين.
جورباتشوف يعلق على اقوال رايس
من جانب آخر دعا الرئيس السوفيتي السابق ميخائيل غورباتشوف وزيرة الخارجية الامريكية الى " التحلي بالهدوء وبروح المسئولية بقدر أكبر في تقييماتها" المماثلة لما جاء في دعوتها الى توحيد الغرب ضد روسيا. وقال غورباتشوف في مؤتمره الصحفي في فيلادلفيا حيث منح ميدالية الحرية من قبل مركز الدستور الوطني الامريكي في 18 سبتمبر/ايلول ان الوقت الحالي لا يعتبر من افضل الاوقات بالنسبة الى العلاقات الروسية – الامريكية. لكن هذه الفترة ستمضي وتزول. واعرب غورباتشوف عن قناعته بأن من الواجب الآن عدم ايقاف الحوار بالرغم من ان ادارة بوش ستترك البيت الابيض بعد عدة أشهر . ولكن يمكن عمل الكثير جدا في هذه الفترة. ويجب على قيادات البلدين " في هذا الوضع الا تصيبها البلبلة وان تعمل ". وهذا يعني في الحالة المعطاة يجب العمل واجراء الحوار. وينبغي عدم قطع الصلات والحفاظ مع ذلك على روح الثقة التي نشأت منذ اعوام البيريسترويكا. وحسب قوله فقد "ذهب مع الرياح" الكثير من هذه الثقة بين الولايات المتحدة وروسيا ، لكنها ما زالت متوفرة.