الكعب العالي .. بين الأناقة و أوجاع الظهر

لا يختلف اثنان في عالم الموضة على أن الكعب العالي رمز للأناقة والأنوثة بالنسبة للنساء , لكن قد يخفى على بعض النساء الأذى الذي يلحق بقدميها وظهرها .

أحذية الكعب العالي التي ترتديها المرأة في العديد من المناسبات هي إحدى صرعات الموضة التي يتم تصميمها لإضفاء جمال ورشاقة على شكل وقوام المرأة , وموديلاتها الحديثة التي تطالعنا من كل حدث وصوب أصبحت فنية أكثر منها عملية وصحية ورغم أن أشكالها وطرق تزيينها  وصناعتها تطورت مع الزمن لتصبح مختلفة إلى حد ما إلا أنها تبقى عنوانا لقوة الأنوثة عند المرأة , ولكنها في الوقت نفسه قد تهدد صحتها وسلامتها فهل هذا يعني أنها ستعزف عن انتعالها من أجل صحتها , أم أن كل الألم يهون من أجل موضة جميلة .

تقول إحدى السيدات " أرتدي الكعب العالي منذ أن كان عمري 18 سنة , ولا أستطيع المشي بغير العالي !! " .

أما نجلاء " اعتدت على ارتداء الكعب العالي في بداية العشرينات من عمري ولا زلت أرتديه , بالرغم من أنه قد يسبب لي أحيانا آلاما في الظهر و القدمين " .

وتقول دانا " 16 عاما " : على الرغم من الآلام التي تصاحبني عند ارتدائه إلا أنني لا يمكنني المشي بدون الكعب العالي , حتى في الأسواق لا بد من ارتدائه , فهو سر الأنوثة والجاذبية في كل فتاة "

يقول د. مارك – أخصائي عظام –  " خطورة الكعب العالي على الفتاة يبدأ من سن الطفولة ( 12 – 14 سنة ) حيث أن الجسم يكون في طور نموه , وقد يؤثر ذلك على بنية الجسم في مرحلة النمو , أما السن المناسب لارتدائه يبدأ من 18 فما فوق بعد اكتمال نمو الجسم  "

وأشار أيضا إلى عدم وجود  أي رابط مباشر بين الكعب العالي و الآم الظهر لأن الآثار لا تظهر إلا مؤخراً, ولا يمكننا القول بأن كل كعب عالي يؤدي إلى الآم الظهر , فالكعب العالي عموما ليس مريح , وله مضار ولعل أبرزها الأحذية المروسة من الأمام التي تسبب انعواجا في إبهام القدم أكثر ما تسببه من الآم للظهر , و ارتداء الكعب عموما  يؤدي إلى تحميل وزن الجسم كاملا على بطن الرجل وتأثر الركبتين بذلك .

وحذر الدكتور من الكعب الزاحف أو مايسمى بـ " البلورين ", حيث أن القدم لا تكون في راحة تامة عند ارتدائه نظرا لعدم امتصاصه للصدمات التي تتعرض لها القدم أحيانا , و أكد على أن أفضل الأنواع ما ترواح مابين 3 أو 4 سم , لا أكثر ولا أقل .

و قد ذكر في  كتاب  " مخاطر مجهوله فى حياتك سيدتى " على أنه بالرغم من تحذيرات سابقة قد أشارت إلى وجود آلام من ارتداء أحذية ذات الكعب العالي إلا أن هذه الدراسة قد أكدت على وجود علاقة بين الكعب العالي والتهابات العظام والمفاصل ،وأشارت الدراسة الطبية أن الأحذية ذات الكعوب العريضة المرتفعة تسبب ضغطاً إضافياً على القدم نسبتها %30 عما لو سارت بدون حذاء.

وأشارت إلى أن أكثر أجزاء الركبة تضرراً هي تلك الأجزاء التي تبدأ في التآكل مع تطور المرض ، هذه الدراسة أجراها فريق من الأطباء في جامعة هارفارد وشمل هذا البحث 20 سيدة متوسط أعمارهن أربعة وثلاثون عاماً ممن اعتدن ارتداء الأحذية العالية أو العادية ، وقد طلب الفريق من المشاركات في التجربة أن يمشين بدون حذاء في ممر ضيق لمسافة عشرة أميال ثم قطع المسافة نفسها وهن يلبسن أحذية ذات كعوب عالية عريضة أو رفيعة ، وقام الباحثون بقياس نوع الضغط الواقع على الركبة من جراء تحريك القدم، وتبين أن الضغط قد زاد بنسبة ستة وعشرين في المائة نتيجة للكعوب العالية العريضة وبنسبة اثنين وعشرين في المائة في حالة الكعوب العالية الرفيعة، ويؤدى ازدياد هذا الضغط إلى أن تعمل العضلة الرباعية للفخذ بصعوبة أكثر وهو ما يعزز الضغط على غطاء الركبة ، وأظهرت نتائج تلك الدراسة أن الأحذية ذات الكعوب العالية العريضة تسبب ضغوطاً مماثلة أو أكبر مما تسببه الكعوب العالية الرفيعة على المفاصل. 

وعلى الرغم من ذلك , تبقى كل فتاة وكل سيدة تسعى لأن تكون في أجمل صورة وأن يراها الكل فاتنة الجمال فيأخذه بكل الأسباب من أجل ذلك نكثر استخدام " الميك آب " وجاء الكعب العالي كإحدى تلك الوسائل فيرى البعض أن الكعب العالي يضفى جمالاً على جسم الفتاة ويبرز مفاتنها والبعض كان يفخر بهذه الموضة بل يثني البعض على الكعب العالي مستحثاً جميع السيدات والفتيات على استخدامه.