معاناة المعلمات في الوطن العربي بين التمييز والأخطار
في بداية كل موسم دراسي جديد في الوطن العربي تتجدد متاعب آلآف المعلمات , فالأوضاع صعبة لأن المعلمة تتعرض لأخطار الانتقال مئات الكيلومترات بعيدا عن أماكن الإقامة , وظروف العمل جائرة , وبالتالي تعاني المعلمة من إشكالات ومتاعب بالجملة ,
وقد تجبرها الظروف المعيشية على أن تعمل في مدرسة تبعد 200 كيلو متر عن مدينتها مع كل ما يشكله ذلك من ضغوط نفسية و أسرية عليها , ناهيك عن الحوادث المرورية اليومية التي تتعرض لها حيث تشير الدراسات إلى أن ستة من كل مئة معلمة تتعرض لحادث مروري في الوطن العربي , وشهدنا في السنوات الثلاث الأخيرة وفاة 140 معلمة , و إصابة نحو 600 بجروح في حوادث مرورية و خسائر فكرية ضحيتها معلمة لم يتبقى منها على الطريق سوى دفتر العلامات و التحضير .
ويعود السبب الرئيسي للحوادث هو طول الرحلات اليومية للعاملات في التعليم خارج المدن والمحافظات في الوطن العربي و اللواتي يبلغ عددهن تقريبا 561 معلمة في كل دولة عربية , ناهيك عن عدم انتباه السائق أثناء القيادة والسرعة التي تشكل نسبة 32,1 % من الحوادث المرورية .
تمييز و اضطهاد
إضافة إلى ذلك , فالمرأة العاملة من المحيط إلى الخليج تتهم بعدة اتهامات منها الهيمنة الذكرية عليها واضطهاد الرجل لها وسلبه لحقوقها في بعض الأحيان , وتتمحور معاناة المعلمة في الحالة النفسية الصعبة التي تعاني منها جراء تركها لأبنائها وزوجها و أهلها في سبيل إيصال صوتها لعدد من التلميذات في الأرياف و القرى واللواتي لا يتجاوزن عدد أصابع اليد الواحدة .
و فوق كل هذه المعاناة , تتعرض المعلمة في بعض الدول العربية للتمييز في الحقوق المادية والمعنوية فهي تحصل على راتب شهري يقل 40 % عما يتقاضاه زميلها المعلم بعيدا عن قيم العدل و المساواة , كان هذا حال بعض المعلمات في السعودية اللواتي يفرق راتبهن عن راتب زملائهم المعلمون حوالي خمسة آلآف ريال سعودي , فالكل ينظر للمرأة بأن راتبها هو كمال بخلاف واقع بعض المعلمات اللواتي يشكل لديهن الراتب عاملا أساسيا في الحياة والمعيشة فالمرأة هي نصف المجتمع ولا يمكن الاستغناء عن دورها التعليمي بأي شكل من الأشكال ولا يستطيع أحد أن ينكر حقها في راتبها .
حملة السعوديات للعدل و المساواة
كان هذا ما دفع نحو 2000 من المعلمات السعوديات في التجمع مطالبات بحقوق مئة ألف معلمة مطلقات ما سمّينه " الحملة الإنسانية للعدل في الحقوق بين المعلمات و المعلمين " وكانت هذه الحملة قد ثارت في كل الدروب و طرقت كل الأبواب ووصلت إلى القضاء و مازالت القائمات على هذه الحملة يعملن بتصميم و إرادة للوصول إلى نتيجة .
وترى معظم المعلمات أن أفضل الحلول لفك هذه المشكلة هو تأمين سكن للمعلمة المتنقلة قرب المدرسة بأجر رمزي مع توفير وسائل اتصال و حراسة مناسبة مع ضرورة تقليل عدد أيام الدوام الأسبوعي إلى ثلاثة أو أربعة أيام مع تأخير موعد بدء الدوام للمدارس في المناطق النائية مما يتيح تقليل التنقل خارج ساعات الذروة .