الرئيس بشار الأسد : شمال لبنان بات يشكل قاعدة تطرفٍ خطيرة على سورية
وقال الرئيس الأسد خلال لقاء صحفي أجراه معه نقيب المحررين اللبنانيين ملحم كرم في دمشق: «إن زيارة الرئيس العماد ميشيل سليمان إلى سورية فتحت صفحة جديدة مع لبنان الذي لا أعتبر المشكلات معه صفحة سوداء بل غيمة صيف عبرت».
وأضاف في المقابلة التي تـنشر اليوم في العديد من الصحف اللبنانية: «لقد عبرت للعماد ميشيل سليمان عن دعم سورية الكامل له كرئيس للجمهورية ولموقع الرئاسة اللبنانية»، مضيفاً: «إن شمال لبنان بات قاعدة حقيقية للتطرف وتشكل خطراً على سورية».
وأوضح الرئيس الأسد أن اتفاق الدوحة الذي تحقق من دون تدخل خارجي «أبعد شبح الحرب الأهلية عن لبنان»، مؤكداً أن سورية ستستمر في استقبال كل من يريد أن يزورها.
واعتبر الرئيس الأسد أن زيارته للبنان «لم تكن ولن تكون مرتبطة بقيام السفارة»، لافتاً إلى أن سورية ستبقى مستعدة لدعم لبنان بالشكل الذي يريده اللبنانيون.
كما أشار إلى بداية ظهور نوع من التكامل بين السوقين اللبناني والسوري، مشدداً على أن المحكمة الدولية تعد موضوعاً لبنانياً ودولياً.
وقال الرئيس الأسد: «إن كشف جريمة اغتيال الرئيس الحريري يخدم سورية بشكل مباشر»، مضيفاً: «يريدون تحميل سورية مسؤولية المفقودين اللبنانيين، علماً بأن لجنة مشتركة بين الجانبين ستعلن النتائج».
وقال الرئيس الأسد: «لا يمكن أن نتوقع تحسن العلاقات بين سورية ولبنان إذا كانت هذه العلاقات يجب أن تمر عبر دولة أخرى»، لافتاً إلى أن تبادل السفارات «لا يعني اعترافاً باستقلال لبنان، فنحن نعترف دائماً باستقلاله».
وأضاف الرئيس الأسد: «إن مصالحة المملكة العربية السعودية ضرورية ولا مصلحة في الجفاء معها»، لافتاً إلى أن دعم المقاومة «لم يكن على حساب الحكومة اللبنانية» وخصوصاً أن سورية «لم تفكر للحظة أن هذا الدعم يهدف لإضعافها».
ورداً على سؤال تناول العملية الإرهابية التي جرت السبت الماضي في دمشق، قال الرئيس الأسد: «لقد حذرت دوماً من الإرهاب، وأكدت على مدى السنوات الماضية، أن السياسات الخاطئة حيال منطقتنا هي التي تخلق التربة الخصبة للإرهاب، لكن هذا لن يثنينا عن متابعة سياساتنا الداخلية والخارجية لمقاومة الاحتلال والعنف والإرهاب، كما يؤكد لنا مرة جديدة ضرورة تضامن جميع الجهود لمكافحة آفة الإرهاب وتحقيق العيش الأمن للجميع».
وفي الشأن الفلسطيني قال الرئيس الأسد: «إن الفلسطينيين يدفعون ثمن انقسامهم وعلاقتنا بحماس جيدة، لكنها لا تقل قوة عما عليه الحال مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس».
وقال الرئيس الأسد: «أي جهة أو دولة في العالم تريد أن يكون لها دور في المنطقة يجب أن تمر عبر سورية»، لافتاً إلى أن الإدارة الأميركية «لا تمتلك الرغبة في دفع العملية السياسية بالعراق، علماً بأن أوروبا قادرة على مساعدة أميركا في أن تكون موضوعية».
وأكد الرئيس الأسد أن «تركيا صادقة في علاقتها مع سورية»، موضحاً أن علاقة سورية مع إيران «لن تكون على حساب الدول العربية، بل تساعد على استقرار المنطقة».
وقال الرئيس الأسد: «إن العلاقة السورية الإيرانية لن تتأثر إذا توصلنا إلى اتفاق مع إسرائيل»، معلناً «أن الضغوط الأميركية الإسرائيلية على سورية لم تتوقف قط ونحن لن نتوقف عن تطوير قواتنا المسلحة». كما أكد أن المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل لم تصل بعد إلى شيء.
واعتبر الرئيس الأسد أن المنهجية التي تتبعها الولايات المتحدة الأميركية في إدارة ملفاتها في الشرق الأوسط «عسكرية وتعتمد على الحرب، وليس على السياسة».