المعلم يعرب عن الارتياح لمسيرة العلاقات العربية التركية والسورية التركية
أعرب السيد وليد المعلم وزير الخارجية عن ارتياحه لمسيرة العلاقات العربية التركية والعلاقات السورية التركية على الأخص والتي تسارع تطورها خلال الفترة الأخيرة بشكل لافت.
وقال الوزير المعلم في كلمته أمس أمام الاجتماع الأول لوزراء خارجية منتدى التعاون العربي التركي إن هذا التطور أمر طبيعي لما يجب أن تكون عليه هذه العلاقات بما يشمل مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمالية والثقافية.
وأوضح المعلم أنه رغم هذه التطورات ما زلنا بحاجة إلى خطوات أكثر لتأطير الرؤية المشتركة للدول العربية وتركيا لتحقيق الأمن الاستقرار والرفاه في الشرق الأوسط مشيراً إلى الحاجة لتشجيع المزيد من الحوار والتفاهم والاحترام بين مختلف الثقافات معرباً عن الأمل بأن يشكل هذا المنتدى الذي تم إطلاقه اليوم الإطار المنشود.
كما أعرب الوزير المعلم عن تقدير سورية لمواقف تركيا المؤيدة للقضايا العربية في الأمم المتحدة وفي المحافل الدولية والإقليمية الأخرى وبخاصة سعيها لتحقيق السلام العادل والشامل في منطقة الشرق الأوسط وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبدأ الارض مقابل السلام ومبادرة السلام العربية التي أكدتها قمة دمشق الأخيرة.
وشدد وزير الخارجية على ضرورة استمرار التشاور والتنسيق بين الدول العربية وتركيا في المحافل الإقليمية والدولية وتطوير الآليات المناسبة كما ورد في اتفاق الإطار الذي تم فيه إطلاق هذا المنتدى.
البيان المشترك يدعو لتطوير التعاون والتشاور
واختتمت مساء أمس في اسطنبول أعمال الاجتماع بمشاركة الوزير المعلم بإعلان بيان وزاري مشترك تضمن استعراضاً لمجمل المسائل ذات الاهتمام المشترك.
وأبرز البيان أهمية العلاقات العربية التركية في ضوء الروابط التاريخية والجغرافية والثقافية المتجذرة بين الشعبين وأهمية وضع إطار مؤسساتي لتطوير التعاون والتشاور في المجالات ذات المصلحة المشتركة.
وشدد الوزراء على أهمية إيجاد حل عادل وشامل للصراع العربي الإسرائيلي على أساس قرارات مجلس الأمن ومبدأ الأرض مقابل السلام وفي هذا الإطار عبر الجانب العربي عن تقديره ودعمه للدور التركي في محادثات السلام غير المباشرة السورية الإسرائيلية.
وفيما يتصل بلبنان رحب البيان بانتخاب الرئيس اللبناني وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية في إطار مبادرة الجامعة العربية واتفاق الدوحة ودعا الأطراف اللبنانية للاستمرار في سلوك طريق الحوار.
كما أكد الوزراء على الالتزام باستقلال العراق وهويته العربية والإسلامية ووحدته الوطنية وسلامته الإقليمية ودعم عملية المصالحة الوطنية فيه.
ودعم البيان إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في منطقة الشرق الأوسط واعتبار انتشار أسلحة الدمار الشامل أمراً يثير القلق الشديد.
كما رحب البيان بمبادرة الجامعة العربية بخصوص دارفور واتفاق جيبوتي حول الصومال ودعا البيان ارتيريا وجيبوتي للانخراط بحوار بناء لحل مشاكلهم.
وتناول البيان في تفاصيله أهمية تعزيز العلاقات العربية التركية في مختلف المجالات الثقافية والاقتصادية والتجارية وتنمية الاستثمارات والسياحة والنقل البري والبحري والجوي وحماية البيئة والتنمية المستدامة.
كما اتفق الوزراء على إقامة حوار استراتيجي عربي تركي وعقد الاجتماع المقبل للمنتدى بعد ستة أشهر.
هذا وكان الوزير المعلم قد أجرى سلسلة مشاورات مع نظرائه وزراء الخارجية تناولت البحث في القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
وكان الاجتماع الأول لوزراء خارجية منتدى التعاون العربي التركي بدأ في استنبول بمشاركة الوزير المعلم.
وناقش الاجتماع ثلاثة محاور رئيسية للتعاون ..الأول سياسي واقتصادي واجتماعي والثاني حوار الحضارات والثالث حول آلية التنفيذ التي تم الاتفاق على أن تكون عبر اجتماع سنوي على مستوى وزاري.
وكان المعلم وصل إلى اسطنبول أمس للمشاركة في أعمال الاجتماع الافتتاحي للمنتدى العربي التركي حيث كان في استقباله في المطار عدد من كبار المسؤولين الأتراك وسفير تركيا بدمشق وقنصل سورية في اسطنبول.
ويهدف الاجتماع الذي تشارك فيه سورية بصفتها رئيسة للقمة العربية إلى زيادة التعاون السياسي والاقتصادي بين الدول العربية وتركيا لاسيما في قطاعات الاستثمار والتجارة والتمويل والسياحة والمياه والبيئة والأمن الغذائي وتكنولوجيا المعلومات.
ويأتي هذا المنتدى في سياق تعزيز الدول العربية لتعاونها مع مختلف دول العالم وتفعيل دور الجامعة العربية من خلال متابعة التجارب التي تحققت في هذا المجال لاسيما الاجتماع العربي- اللاتيني والاجتماع العربي- الصيني.