صالح يتهم اسرائيل وواشنطن بادارة الانتفاضات ومعارضوه ينظمون اكبر تظاهرة ضده
اتهم الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الثلاثاء اسرائيل والولايات المتحدة بادارة موجة الاحتجاجات التي تعم بلاده والعالم العربي فيما نظم المطالبون برحيله اكبر تظاهرة ضده حتى الان امام جامعة صنعاء
ومساء، اقال صالح محافظي حضرموت سالم الخنبشي، وابين احمد المسيري، ولحج محسن النقيب، وعدن عدنان الجفري في جنوب وجنوب شرق البلاد، والحديدة (غرب) احمد سالم الجبلي.
وتشهد هذه المحافظات تظاهرات مستمرة منذ نهاية كانون الثاني/يناير.
وفي تطور لافت انضم رجل الدين عبد المجيد الزنداني الى المتظاهرين المناوئين لصالح فيما رفض مسؤولون في المعارضة عرض الحوار والتهدئة الذي اعلنه الرئيس.
من جهتهم، نظم مؤيدو الرئيس ايضا تظاهرة ضخمة في موقع قريب من تظاهرة المعارضة دون تسجيل احتكاك بين الطرفين.
وقال صالح خلال لقاء مع اساتذة كلية الطب بجامعة صنعاء القريبة من مكان التظاهر ان "هناك غرفة عمليات لزعزعة الوطن العربي في تل ابيب وهؤلاء (المتظاهرون) ما هم الا منفذين ومقلدين".
واوضح ان "غرفة العمليات" التي يتحدث عنها "موجودة في تل ابيب وتدار من البيت الابيض".
وشن صالح الذي يعد حليفا رئيسيا لواشنطن في حربها على تنظيم القاعدة، هجوما عنيفا على الرئيس الاميركي باراك اوباما.
وقال "لا احد يكذب على احد. كل يوم نسمع تصريح اوباما… يا مصر ما تعملوش كذا، يا تونس ما تعملوش هكذا… شو دخل اوباما، شو دخلك بعمان، شو دخلك بمصر، انت رئيس للولايات المتحدة".
واتهم الرئيس اليمني المتظاهرين بانهم "يدارون من الخارج" و"الانفاق عليهم يأتي من اموال صهيونية".
كما اتهم سفراء الولايات المتحدة والدول الاوروبية بتأجيج الشارع اليمني وتحريض المعارضة.
وقال "لو تتابعون باستمرار ما يجري في اليمن ووتتساءلون اين المعارضة ستجدونهم قابعين مع السفير الاميركي ومع سفراء الاتحاد الاوروبي ليلا نهارا، يحللون الاوضاع ويعطونهم توجيهات كيف تكون المظاهرات والاعتصامات وجمع الاموال".
الا انه ذكر بان "هناك قرارا اتخذ من مجلس الدفاع الوطني بعدم استخدام العنف ضد المتظاهرين والمعتصمين" معتبرا ان "ما يحصل في الشارع اليمني عبارة عن مقلدين، فاليمن ليست تونس ولا مصر والشعب اليمني مختلف".
وجدد صالح دعوة المعارضة لاستئناف الحوار وقال "لا حل الا بالحوار وبصندوق الاقتراع".
ومن ناحيته، حذر البيت الابيض الرئيس اليمني من اية محاولة لاختيار "كبش محرقة".
وقال المتحدث باسم الرئاسة الاميركية جاي كارني "لا نعتقد ان اختيار كبش محرقة يشكل ردا مناسبا بنظر اليمنيين او شعوب دول اخرى" داعيا صالح الى اجراء اصلاحات سياسية للاستجابة ل"التطلعات المشروعة" لشعبه.
وفي ساحة جامعة صنعاء التي يعتصم فيها معارضو صالح منذ ايام والتي شهدت الثلاثاء اكبر تظاهرة مناهضة لصالح حتى الآن، ردد المتظاهرون "الشعب يريد اسقاط النظام" و"الشعب يريد رحيل علي عبد الله صالح".
ومن الشعارات التي رفعت ايضا "لا تفاوض لا حوار، استقالة أو فرار" و"لا تفاوض لا حوار الرحيل هو القرار".
ولبس عشرات المتظاهرين اكفانا بيضاء كتب عليها "نحيا سعداء أو نسقط شهداء".
والى جانب عدد كبير من قيادات المعارضة، انضم رئيس هيئة علماء اليمن عبد المجيد الزنداني الى المتظاهرين المطالبين باسقاط النظام.
وجدد الزنداني تاييده لحركة الاحتجاجات معتبرا انها "جهاد في سبيل الله" وحث المعتصمين على استمرار الاعتصام حتى تتحقق المطالب.
وقال في كلمة للمحتجين ان التظاهرات المستمرة في اليمن وكذلك في باقي العالم العربي "ينبغي اعطاؤها براءة اختراع لانها اكتسبت وسيلة جديدة وفعالة وسريعة غير مدمرة في تغيير الأنظمة وقد بحثنا عن هذه الطريقة منذ 50 عاما".
وكانت هيئة العلماء حرمت الاسبوع الماضي الاعتداء على المتظاهرين وقالت ان التظاهر شكل من اشكال "الامر بالمعروف والنهي عن المنكر".
ودعا الزنداني العلماء الى "تشكيل لجنة تقصي الحقائق في ما دار من قتل واعتداء على المعتصمين في عدن وصنعاء وتعز" معتبرا ان "ما حدث من قتل واعتداء على المعتصمين السلميين لن يسقط بالتقادم ولو بعد اربعين عاما".
وقال للمتظاهرين الذين ام بهم الصلاة "ان خروجكم للمطالبة بالتغيير جاء من اليأس الذي دبكم في ظل النهج التي تقوم به هذه الانظمة المستبدة".
وقال الزنداني في تصريح لوكالة فرانس برس انه سيطرح في وقت لاحق على قيادات المعارضة المنضوية تحت لواء اللقاء المشترك، البنود التي طرحها عليه وعلى العلماء الرئيس اليمني امس الاثنين.
ومن هذه البنود الثمانية التراجع عن التعديلات الدستورية وتعديل قانون الانتخابات وتشكيل حكومة وحدة وطنية مقابل وقف التظاهرات والاعتصامات.
وردا على هذه البنود، قال محمد الصبري عضو المجلس الاعلى اللقاء المشترك ان "دعوة الرئيس صالح جاءت متأخرة جدا وفي المعارضة ليس لنا خيار الا خيار الشارع".
من جهته، قال حسن زيد الامين العام لحزب الحق القريب من الحوثيين والمعارض ان "ما يتم الآن هو الحوار. حوار حول كيف يتم تأمين رحيل الرئيس علي عبدالله صالح مع اسرته سلميا".
واضاف "كل هذه الدعوات التي يطلقها الحزب الحاكم والرئيس صالح بين الحين والآخر لا نناقشها… الاصل الان هو خيار الشارع اليمني وعلى الجميع معارضة وسلطة ان ينفذوا ما يطلبه الشارع".
وفي حضرموت في جنوب شرق البلاد، تظاهر الآلاف خصوصا في مدينة سيئون مطالبين باسقاط النظام، قبل ان يشتبكوا مع حراس مشروع عقاري على خلفية محاولتهم تمزيق صورة للرئيس اليمني، ما ادى الى اصابة 19 منهم بجروح.
وفي عدن، كبرى مدن الجنوب، تظاهر الالاف في حي المنصورة الذي شهد اندلاع الحركات الاحتجاجية في 16 شباط/فبراير.
وسار المتظاهرون نحو منازل اسر ضحايا المواجهات مع الامن ورفعوا الاعلام السود.
كما تجمع المئات في حي كريتر امام ساحة البنوك وتظاهر مئات آخرون في موقع الاعتصام المستمر في حي المعلا.
وقال مصدر امني ان حي خور مكسر شهد مواجهة بين متظاهرين والشرطة اصيب خلالها شخص بجروح.
من جهتها، حذرت مفوضة حقوق الانسان في الامم المتحدة نافي بيلاي الثلاثاء السلطات اليمنية من اللجوء الى "القمع العنيف للتظاهرات"، مؤكدة انه يحق للشعب التعبير عن "احتجاجه".
ودعت بيلاي في بيان الحكومة الى صون "حق المتظاهرين والصحافيين وفق ما تنص عليه القوانين الدولية".
واضافت "للشعب حق مشروع في التعبير عن احتجاجه ومطالبه ازاء حكومته".
واستنادا لمنظمة العفو الدولية قتل 27 شخصا على الاقل خلال تظاهرات الاحتجاج التي بدات في 27 كانون الثاني/يناير في اليمن وازدادت كثافة اعتبارا من منتصف شباط/فبراير.