ثقافة السلامة المرورية..لئلا تبقى طاسة ضايعة
يعاني مستخدمو الطريق من مشاة وسائقين ما يعانوه نتيجة غياب ثقافة السلامة المرورية لدى الكثير من المستهترين وتنعكس الآثار على أَسِرة المشافي وتزايد بعدد الطالبين لمدافن جديدة وخساراتٍ بالأموال وكوارث اجتماعية بفقدان أب أو أخ أو ابنٍ أو صديق،وكم من الخسارات
كان من الممكن تفاديها لو أننا ثقفنا أنفسنا والتزمنا بآداب وأخلاق الاستخدام الآمن للطرقات أولاً والتزمنا بتطبيق القانون الذي أتى متشدداً بعقوبات يراد منها ردع من تسول له نفسه الاستهتار بحياتنا ثانياً،فبقراءة متأنية ولأكثر من مرة لقانون السير نجد أن فيه تحديداً واضحاً للمخالفات التي وصفها وشرحها وبتفادي تلك المخالفات نكون قد جنبنا أنفسنا الوقوع أو التسبب بحوادث لا تحمد عقباها لنا أو لغيرنا
إن التكاثر المفرط بعدد السيارات ومستخدميها ممن لم يعرفوا ولم يعوا ما لهم من حقوق وما عليهم من واجبات أدى للكثير من الحوادث والكوارث الجسدية والمادية والنفسية التي قد تطال أياً منا كمستخدم للطريق ان أساء استخدامه أو صادف مستخدماً أرعناً مستهتراً أو غبياً أو جاهلاً ولهذا فإن من واجبنا جميعاً تثقيف أنفسنا أولاً ونشر الوعي المروري ما استطعنا إليه سبيلا،حرصاً على سلامتنا الشخصية والسلامة العامة التي تبقى مبتغاً للجميع،وفي مايلي بضع نقاطٍ أرجو أن يكون منها سلامةً وفائدة مع أنها غير صادرة عن جهةٍ إختصاصية وليست إلا مساهمةً فردية أتقيد بما فيها بشكل دائم،مع الرجاء الأخذ بعين الاعتبار أن ما سيرد ليس بكافٍ لتحقيق السلامة ويبقى الاطلاع على قانون السير وفهمه مع الاستعانة برأي المختصين في الحفاظ على السلامة العامة والوقاية من الحوادث هو المرجع الأصح للوصول للمعلومات الدقيقة والتي نأمل جميعاً أن تتضافر الجهود الفردية والجماعية وتستمر بنشر الثقافة المرورية للوصول الى السلامة العامة قدر الإمكان
أخي سائق السيارة وشريكي بحق الإستخدام الآمن للطريق ليكن شعارنا:
"لست وحدي من يستخدم الطريق وعلي من الواجبات تجاه الآخرين أكثر مما لي من حقوق"
مع التمنيات بالسلامة لا بد كسائقين من التقيد ب:
• التأكد الدائم من جاهزية السيارة من حيث جودة الدواليب وصلاحية الفرامل وجاهزية كل أنوار السيارة والحرص على سرعة اصلاح أي خلل تلاحظه في دوزان وميكانيك السيارة لأن الاهمال بالاصلاح سيفاقم الاعطال وبالتالي ستتضاعف التكاليف فخلل بسيط بالدوزان أوالحالة الميكانيكية لسيارتك قد يكون مسبباً لحادث أليم لك أو لغيرك
• عند جلوسك خلف المقود تأكد من الرؤيا الواضحة لك من خلال المرايا (الجانبية والوسطى) واجري التعديل اللازم لحصولك على رؤيا واضحة وبعدها لا تنسى وضع حزام الأمان لأن فيه حمايةً لك وتخفيفاً من الأضرار الجسدية في حال وقوع حادث
• تأكد من وجود دفتر رخصة سير المركبة وعقد التأمين ورخصة قيادة المركبة بحوزتك لئلا تعرض نفسك لمخالفة أنت في غنى عنها
• أينما كنت وبأي وقت لا تنطلق بسيارتك من الثبات بسرعة وليكن إنطلاقك بها هادئاً موزوناً وتأكد قبل ذلك من عدم وجود سيارة قادمة من خلفك أو أمامك بالجهة المقابلة لئلا يكون انطلاقك المفاجئ سبباً بارباك غيرك من مستخدمي الطريق وهو ما قد يؤدي لوقوع حادث
• عند رغبتك بالوقوف في مكان ما فاحرص ان يكون وقوفك صحيحاً حيث لا تسمح لنفسك بالاعتداء على حق غيرك باستخدام الطريق من حيث الوقوف بالاماكن الممنوع الوقوف فيها والتزم بالأخلاق العالية قبل القانون ولا تقف على ممرات المشاة أو على ممرات ومعابر أصحاب الاحتياجات الخاصة وكن حريصاً على عدم الوقوف بنسق أو رتلٍ ثاني لأن ذلك سيعيق ويعرقل السير أولاً وقد تجد نفسك عندها مضطراً لتستقل سيارة (تكسي) للذهاب لمرآب الحجز ودفع مخالفة (بتكسر الضهر) حيث السيارة الرافعة الخاصة بشرطة المرور قد مرت وأخذت سيارتك معها لإزالة مخالفتك المعرقلة للمرور
• عندما ترغب بالتوقف المؤقت أو الوقوف الطويل في الأماكن المسموحة فاحرص على استخدام المشير الضوئي الرباعي(فلاشير) قبل الوقوف أو التوقف لإعلام من هو خلفك برغبتك بالتوقف ليخفف من سرعته ويفسح المجال لك بالتوقف المريح وليتمكن من تجاوزك بأمان إن كان الطريق وظروف السير عليه تسمح لك بالتوقف ولمن ورائك بالتجاوز الآمن
• لا تقم بالانعطاف يميناً أو يساراً الا من بعد اعطاء اشارة ضوئية تنبه بها من كان خلفك عن رغبتك بالانعطاف واحرص على ان تعتاد استخدام المشيرات الضوئية – الغماز- (نهاراً وليلاً) بالشكل الصحيح يمنةً ويسرةً وان كان الطريق خالياً تماماً من السيارات والمشاة لكي تكسب شيئاً من المهارة واليقظة وتعتاد على ذلك بشكلٍ دائم وفي ذلك حماية لك ولغيرك من الكثير من حوادث وإصابات نتجت عن عدم استخدام المشيرات الضوئية(الغماز)
• التزم المسار الطبيعي المخصص والمحدد بالخطوط المتقطعة أو المستمرة الموجودة على الطريق ولا تنتقل بسيارتك من مسار لآخر بشكل مفاجئ ودون التأكد من ظروف الطريق من حيث أن الخطوط المتقطعة تسمح لك بالانتقال من مسار لآخر أما الخط المتصل فلا يسمح لك بالانتقال منه لغيره وكمثال فإن الخط الأصفر المتصل الذي نشاهده على يمين الشوارع العريضة ضمن المدينة مخصص لسير السرافيس ضمن حدوده (فلا تنطوط) لأن التزامك السير بمسار محدد يريحك ويريح غيرك من السائقين فلا تقد سيارتك بشكل متعرج وتنتقل بها من مسار لآخر الا في الحالات التي يجيزها القانون وتسمح بها ظروف الطريق كالتجاوز الآمن لك ولغيرك
• لا تتخذ من يسار الطريق مساراً دائماً لك وخاصةً اذا كنت ممن يقودون سيارتهم بسرعة غير مناسبة (بطيئة) لأن في ذلك عرقلةً لسير ومرور من له الحق بالتجاوز الآمن وقد يكون تصرفك هذا مفاجئاً لغيرك من السائقين ومسبباً لحالة من الارباك المروري وقد ينتج عنها تصادم لا تحمد عقباها
• لا تستخدم النور المبهر (الضوء العالي) ضمن المدينة لانه يبهر نظر السائق القادم بالاتجاه المقابل لك ويؤدي لارباكه ولربما يؤدي لوقوع حادث تكون انت المتسبب به لاستخدامك الخاطئ للضوء المبهر(العالي) ومن المؤكد أن معامل صناعة السيارات وبناءً على دراسات فنية وهندسية متخصصة وبعد تجارب عدة قامت بتركيب أضواء إضافية (برجكتورات) لتستخدم بحالات محددة ،منها على سبيل المثال وجود ضباب أو أمطار غزيرة تعيق الرؤية فيكون بهذه الحالات فقط مسموحاً استخدام (البرجكتورات) لتمكن السائق من رؤيا جيدة،فلا تستخدمها بالظروف الطبيعية لأنها تزعج وتبهر نظر غيرك من السائقين وتؤدي لارباك بقيادة السيارة،فالضوء المبهر (البرجكتورات والضوء العالي) تضر ولا تنفع عند استخدامها ضمن شوارع المدينة وليس من داعٍ لها الا في حال وجود ضعف بالرؤيا لدى السائق وعندها فهو بحاجة لمراجعة طبيب أخصائي بالعيون
• إن صادفك مرور سائق أرعن مستهتر بقربك أو قام بتجاوزك فلا تنقاد لوسوسة الشيطان ولا تسمح لنفسك بأن تكون مستهتراً أرعناً مثله تكال لك الشتائم ولربما ستجده بعد قليل على ذات الطريق متسبباً أو مصاباً بحادثٍ هو من بحث عنه ووجده
• وجود حقيبة الاسعافات الاولية والمثلث العاكس وجهاز اطفاء الحريق ضرورة لا بد منها،مع التمني بعدم الاضطرار لاستخدامها الشخصي فهي قد تكون باباً لكسب الكثير من الحسنات،فكم من حالات حرائق بسيطة تم القضاء عليها ومنع انتشارها بوجود أكثر من جهاز إطفاء تم تقديمه من سائق صادف مروره عند بداية حريقٍ ما
• لا تقد سيارتك نهائياً ان كنت تعاني من أي أعراض مرضية كتشوش الرؤيا أو ضيقٍ بالتنفس أو دوخة وإن كانت بسيطة والجأ عند شعورك بعارض ما للتوقف الآمن وطلب المساعدة من عابري الطريق أو بالاتصال بالاسعاف أو استعن بصديق ولا تعد لقيادة السيارة الا بعد التأكد من سلامتك وزوال الأعراض ومسبباتها واحذر من تناول المشروبات الكحولية قبل أو أثناء قيادة المركبة ولا تستهتر بنفسك وبحياة وسلامة غيرك وان كنت ممن يضطرون لتناول دواءٍ ما فتأكد من أن أدويتك لا آثار جانبية لها قد تؤثر في يقظتك وتقلل من انتباهك أو تصيبك بالنعاس أو الدوار أو تشوش الرؤيا لديك
• ان العقوبات المنصوص عنها بالقانون لم تأتي لجباية الأموال وتحقيق دخلٍ للخزينة بل أتت لتكون رادعاً لأجل الحفاظ على سلامة كل من يتواجد في شوارعنا من مشاةٍ وسائقي سيارات صغيرة أو كبيرة ودراجات نارية أو هوائية ضمن شوارع المدينة وخارجها فللجميع حق باستخدام آمن للطرقات ضمن ما حدده القانون والنظام المروري
من المؤكد أن احترام القوانين والتقيد بها دليل على احترام الذات وتقديرها وهو أيضاً خير دليل على احترام الآخرين والحرص على سلامتهم،فالالتزام والتقيد بالاشارات الضوئية وتتبع الارشادات المرورية الموجودة على الشاخصات والامتثال لتعليمات رجال المرور مع التقيد التام بحدود السرعات الآمنة على الطرقات يجنبنا الكثير من الحوادث والخسائر البشرية والمادية التي نأمل جميعاً أن يكون لوعينا وشعورنا بالمسؤولية وتضافر الجهود الدور الكبير في تخفيضها إن لم نستطع القضاء على مسبباتها مع ملاحظة لا بد منها،أن نتوجه للجهات المختصة بضرورة تحسين طرقاتنا لأن عليها ما عليها من مآخذ تزداد بازدياد الازدحام والاستخدام،مع دوام الأمنيات بالخير والسلامة للجميع والشكر لكل جهد مبذول يعمل دون كللٍ أو مللٍ لأجل سلامتنا.