دياوارا: سنواجه هرما من أهرام الكرة العالمية
يعتبر اللعب إلى جوار دياوارا مرادفا للأمن الدفاعي والأجواء الاحتفالية المرحة، بيد أن مواجهته والتغلب عليه أمر صعب المنال.
إذ ذاع صيت سليمان دياوارا في فرنسا مدافعا صلبا ومرحا، لذلك فإنه سيسعى إلى تأكيد هذه السمعة عند مواجهة مانشستر يونايتد ضمن دور ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا اليوم الثلاثاء 15 مارس/آذار، وسيبذل الغالي والنفيس من أجل الوقوف سدا منيعا أمام هجمات الإنجليز الشرسة وتحفيز رفاقه في أوليمبيك مرسيليا على ضمان الفوز.
وقد صرح المدافع السنغالي بشأن هذه المباراة قائلا: "نعلم أننا سنواجه هرما من أهرام الكرة العالمية. النقطة السلبية في هذا النوع من المباريات هو أننا نعلم أن التأهل صعب المنال، بينما النقطة الإيجابية هي أننا سنخوض النزال دون ضغط وبتحرر كبير". ثم أضاف محللا نتيجة موقعة الذهاب التي انتهت بالتعادل دون أهداف: "لقد حافظنا على حظوظنا قائمة لأن شباكنا لم تستقبل أي هدف، ونحن مرتاحون لهذا الأمر. لكننا نشعر ببعض الحسرة لأننا لم نستغل الفرص الهجومية على أحسن وجه".
لم يتمكن مرسيليا من ضمان الفوز في موقعة الذهاب، لكن دفاعه أبلى البلاء الحسن ووقف سدا منيعا في وجه روني ورفاقه. وقد تحدث دياوارا عن الهجوم الإنجليزي قائلا: "يعتبر مهاجمو مانشستر من بين أفضل المهاجمين على الصعيد العالمي. إن مواجهة لاعبين من طينة واين روني وديميتار بيرباتوف وناني أمر محفز لأي مدافع. يشكل هذا النوع من المباريات بالنسبة لي فرصة لقياس قدراتي، وإذا حالفني النجاح، سيزيد ذلك من ثقتي بالنفس فيما تبقى من هذا الموسم".
ذكريات إنجلترا
لم تشكل الهجمات الإنجليزية أي خطر على دياوارا ولا على رفيقه الكاميروني ستيفان مبيا طوال 90 دقيقة، لكنهما يعلمان علم اليقين أن الأمور ستكون مختلفة تماما في عقر دار الشياطين الحمر. وقد أكد المدافع السنغالي هذا الأمر حين قال: "كان من الأفضل لنا أننا لم نرهم كثيرا في مباراة الذهاب، لكن هذا لن يتكرر. ستكون الأمور مختلفة تماما في أولد ترافورد؛ حيث يتعين عليهم تسجيل الأهداف وسيزيد الجمهور من حماسهم. يتعين علينا مضاعفة التركيز وبذل الغالي والنفيس وإنهاء النزال دون أن نفعل فيه ما يشعرنا بالندم".
وربما يكون هذا الشعور بالندم هو بالتحديد ما يشعر به المدافع السنغالي الملقب بسولي كلما تذكر تجربته في إنجلترا. إذ أنه قرر بعد بداياته الواعدة مع ناديي لوهافر وسوشو الالتحاق بالدوري الإنجليزي، وحط الرحال عند شارلتون موسم 2006. لكنه عاش موسما صعبا رغم مشاركته في 26 مباراة، حيث عانى الفريق ضعف النتائج وتعاقب على تدريبه ثلاثة مدربون في موسم واحد، ثم غادر الدرجة الأولى في نهاية المطاف. وقد استحضر سولي تلك التجربة قائلا: "لم أمكث هناك سوى موسم واحد، وقد انتهى بنا المطاف في الدرجة الثانية، لكني تعلمت الكثير من الأمور. أدركت أن من الواجب الصراع دائما وأبدا، لأن ذلك ضروري للتأقلم والتكيف مع الأجواء، لاسيما في بلد غريب وبلغة أجنبية. وعندما نصارع بلا هوادة في الحياة اليومية، فإننا نفعل الشيء ذاته فوق رقعة التباري. ربما هناك تعلمت حقيقة حب الفوز والانتصار".
لا يصح إلا الصحيح
لم تنجح مساعي فريق شارلتون للتمسك بمدافعه الصلب. حيث رفض دياوارا اللعب في الدرجة الثانية، وقرر الالتحاق بكتيبة بوردو التي يدربها لوران بلان، وقد قال في هذا الصدد: "لقد اتصلت بي العديد من أندية الدوري الإنجليزي الممتاز، وحاول البعض التعاقد معي. لكن المدرب آلان باردو كان يرغب في بقائي، ولم يدخر أي جهد لمنع رحيلي إلى أي فريق آخر. أما أنا فلم أكن أريد اللعب في الدرجة الثانية. لم يكن ذلك هو هدفي من الذهاب إلى إنجلترا. لقد وضع المدرب بعض العراقيل، ولم أتمكن من التوقيع لأي ناد آخر، لكن هذه الأمور أصبحت اليوم جزءا من الماضي. لا أدري كيف كان سيكون حاضري اليوم لو أتيحت لي فرصة البقاء في إنجلترا، لكن عندما أستحضر ما تحقق لي حتى الآن، لا أشعر بالندم".
ولاشك أن ما حققه دياوارا حتى الآن من إنجازات أمر لا يستهان به. إذ توج بطلا لفرنسا في مناسبتين، ومازالت آمال ناديه قائمة للفوز باللقب الثالث. كما تأهل لنهائي كأس الدوري وأمامه يوم الثلاثاء فرصة لتحقيق إنجاز تاريخي في مسابقة دوري أبطال أوروبا. صحيح أنه لا يعلم كيف كان سيكون حاضره لو بقي في إنجلترا، لكنه يعلم مسبقا ما الذي سيحدث لو حقق فريقه الفوز والتأهل يوم الثلاثاء.