المصريون يستعدون لاول تصويت بعد مبارك

تنظم مصر يوم السبت استفتاء على تعديلات دستورية في أول تصويت من نوعه منذ ان اطاحت احتجاجات شعبية بالرئيس المصري حسني مبارك بعد 30 عاما في الحكم.
وتسبب الاستفتاء الذي يهدف لتوجيه البلاد لانتخابات تشريعية ورئاسية جديدة في حدوث انقسام في حركة الاصلاح بالبلاد بين مؤيدين للتعديلات الدستورية واخرين يرغبون في دستور جديد.

وأيدت حركة "الاخوان المسلمون" اكبر جماعة معارضة منظمة في البلاد واسلاميون اخرون التعديلات بينما عارضتها احزاب معارضة اخرى واصلاحيون كبار من بينهم مرشحا الانتخابات الرئاسية المقبلة محمد البرادعي وعمرو موسى.

ومن المتوقع ان يشهد التصويت اقبالا كبيرا وقد يعيد الاقتراع للناخبين الثقة في المشاركة في الانتخابات التي كانت تشوبها العنف والتزوير إبان حقبة الرئيس المخلوع.

وقال المحلل السياسي ضياء رشوان ان الاستفتاء خطوة مهمة من وجهة النظر الديمقراطية لان المصريين يشعرون ان النتيجة بأيديهم وليس في يد احد اخر.

ويبلغ عدد المصريين المقيدين بجداول الانتخابات زهاء 45 مليون من مجموع تعداد سكان مصر البالغ نحو 80 مليون نسمة.

وقال يوسف علي الذي يعتزم المشاركة في التصويت ان الامور ستتغير من الان فصاعدا فلم تعد هناك انتخابات صورية ولم يعد هناك بلطجية يطردون الناخبين.

وأضاف انه لم يصوت ابدا في حياته لان الانتخابات كانت مستحيلة في عهد مبارك. ولكن قال ان صوته اليوم سيكون له تأثير.

ويأمل المجلس العسكري الذي تسلم السلطة من مبارك في 11 فبراير شباط بعد تنحي الرئيس اثر احتجاجات عارمة أن يوافق الناخبون على التعديلات حتى يتمكن من تنظيم انتخابات برلمانية ورئاسية وتسليم السلطة لحكومة منتخبة خلال شهور.

ودعا المجلس الناخبين الى الاقبال على التصويت وقال ان المشاركة في عملية انتخابية نزيهة اهم من النتيجة. وسينشر الجيش 37 الف عسكري لمساعدة الشرطة في تأمين الشوارع.

ورفض التعديلات سيدفع المجلس لاطالة امد الفترة الانتقالية التي يرغب في تقليلها قدر الامكان وتشكيل لجنة قضائية جديدة تعيد صياغة الدستور.

والسيناريو الاخير قد يتسبب في تأجيل الانتخابات البرلمانية حتى ديسمبر كانون الثاني وفقا لما قاله مصدر امني وهو ما يؤخرها اربعة اشهر عن الموعد الذي حدده الجيش في سبتمبر ايلول. ومن المتوقع ان تجرى الانتخابات الرئاسية عقب البرلمانية.

ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية عن البرلمان الاوروبي ان 14 من اعضائه سيراقبون الاستفتاء وسيلتقون باعضاء من جماعة الاخوان المسلمين ونشطاء خلال زيارة قصيرة لمصر.

ومن المقرر فتح مراكز الاقتراع من الثامنة صباحا وحتى السابعة مساء بالتوقيت المحلي.