ثورة يناير تفتح الباب أمام مصالحة مصرية إيرانية بعد عقود من القطيعة
فتح قيام الثورة المصرية وإسقاط نظام الرئيس السابق حسني مبارك العديد من الملفات العالقة والغامضة في إدارة السياسة الخارجية المصرية، خاصة ما يتعلق بالعلاقة مع إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية وإيران.
وإذا كان الكلام عن العلاقات مع إسرائيل والولايات المتحدة، الحليف الأقرب لمصر، لايزال سابقاً لأوانه، فإن ملف العلاقات مع إيران يبدو أنه فتح فعلاً، وبخطوات تبدو سريعة وتتجاوز مرحلة التقاط الأنفاس التي تحتاجها مصر في مرحلة "المخاض" السياسي التي تمر بها.
فعلى امتداد ما يزيد عن ثلاثين عاماً شكلت العلاقة مع إيران أحد الألغاز الغامضة في إدارة السياسة الخارجية المصرية، وشهدت موجات مد وجذب كثيرة، ما بين مؤشرات على تقارب ما واحتمال لعودة العلاقات وصلت ذروتها في عهد الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي، وعادت للتوتر مجدداً مع وصول محمود أحمدي نجاد للسلطة في طهران.
وقطعت تلك العلاقة خطوة أخرى نحو التدهور باتهامات متبادلة بالتجسس وزرع عملاء، وتورط إيران في عمليات تهريب سلاح لحركة حماس في غزة أو محاولة زعزعة الأمن القومي المصري.
ورغم ما تركته تصريحات المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، أثناء الثورة، من اسيتاء مصري عارم لمحاولته التدخل في الشأن المصري، بقوله إن الثورة في مصر هي امتداد "للثورة الإسلامية" في إيران، وهو ما أثار حفيظة المصريين الذين خرجوا لمطالب تتعلق بالحريات وتحسين الأوضاع الاقتصادية، ولا صلة لها من قريب أو بعيد بالدين.
لكن إيران، التي أجادت خلال سنوات الصراع الطويلة مع الغرب، لعبة المراوغة السياسية، وتقديم أكثر من وجه في نفس القضية، استطاعت سريعاً تجاوز "سقطة" المرشد، بخطاب لمحمد خاتمي، أشاد فيه كثيراً بالمصريين وتاريخهم، وأرجع الأمور لنصابها بقوله، إن إيران استلهمت في تاريخها ونضالها ثورات الشعب المصري ونضاله لنيل حقوقه.