الجبهة الوطنية التقدمية في سورية
هي ائتلاف يضم مجموعة من الأحزاب السورية تأسس في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد، ويشكل إحداث جبهة تضم القوى الوطنية والتقدمية في سورية بقيادة حزب البعث العربي الاشتراكي، فقد جاء في البيان الصادر عن القيادة القطرية المؤقتة في 16 تشرين الثاني 1970
أنه: "ينبغي حشد الطاقات التقدمية والشعبية ووضعها في خدمة المعركة، وذلك من خلال تطوير العلاقات باتجاه جبهة تقدمية بقيادة حزب البعث العربي الاشتراكي".
وتم في 7 آذار 1972 التوقيع على ميثاق للجبهة الوطنية التقدمية، التي ترسخ وجودها دستورياً بالمادة /8/ من الدستور التي تنص على أن: "حزب البعث العربي الاشتراكي… يقود جبهة وطنية تقدمية تعمل على توحيد طاقات الشعب ووضعها في خدمة أهداف الأمة العربية".
ضمت الجبهة عند قيامها الأحزاب والقوى السياسية التالية:
1- حزب البعث العربي الاشتراكي.
2-حزب الاتحاد الاشتراكي العربي.
3-الحزب الشيوعي السوري.
4-تنظيم الوحدويين الاشتراكي.
5-حركة الاشتراكيين العرب.
وانضم إلى الجبهة في 10 آذار 1980، بموجب الفقرة الأخيرة من المادة /3/ من نظامها الأساسي التي تنص على إمكانية انضمام أطراف أو عناصر أخرى، الاتحاد العام لنقابات العمال والاتحاد العام للفلاحين، وانضم إليها أيضاً في 31 كانون الأول 1988 الحزب الوحدوي الاشتراكي الديمقراطي.
وطرأت على أطراف الجبهة باستثناء حزب البعث العربي الاشتراكي عدة تغيرات وانقسامات منذ التأسيس حتى الآن.
فالحزب الشيوعي السوري انقسم إلى حزبين تحت اسم الحزب الشيوعي السوري وهما عضوان في الجبهة. وحركة الاشتراكيين العرب انقسمت أيضاً إلى حركتين تحت نفس الاسم وهما عضوان في الجبهة. وتنظيم الوحدويين الاشتراكيين تغير اسمه ليصبح حزب الوحدويين الاشتراكيين. وحزب الاتحاد الاشتراكي العربي انشق عنه حزب الاتحاد العربي الديمقراطي لكنه لم ينضم رسمياً إلى الجبهة على الرغم من تواجده في مجلس الشعب والحكومة.
وفي الحقيقة يوجد فعلياً عدد من الأحزاب والحركات التي تمارس نشاطاتها على الرغم من عدم وجودها رسمياً، والبعض منها ممثل في مجلس الشعب كالحزب السوري القومي الاجتماعي.
وحالياً تضم الجبهة مجموعة الأحزاب التالية:
1-حزب البعث العربي الاشتراكي
هو الحزب الحاكم في سورية ويقود الجبهة الوطنية التقدمية، وتعود نشأت حزب البعث العربي الاشتراكي لأربعينيات القرن الماضي عندما عاد زكي الأرسوزي من العراق وبدأ يمارس نشاطه السياسي في سورية وأسس حركة عرفت بحركة "الإحياء العربي" ضمت مجموعة وضمت مجموعة من الطلاب السوريين الذين عرفوا بالنضال ضد الاحتلال الفرنسي.
وفي نفس الفترة ظهرت حركة تسمى بحركة "البعث العربي" بقيادة ميشيل عفلق وصلاح الدين البيطار ومع ابتعاد الأرسوزي عن الحياة السياسية بدأ البعض من حركته بالانضمام إلى حركة البعث العربي ليعلن أخيراً عن قيام حزب "البعث العربي" بصورة رسمية عندما انعقد مؤتمره الأول في دمشق بمقهى الرشيد في 7 /4/1947 وانتخب ميشيل عفلق عميداً له.
وفي الخمسينيات انضم حزب "العربي الاشتراكي" الذي أسسه أكرم الحوراني إلى حزب البعث العربي ليشكلو "حزب ابعث العربي الاشتراكي".
وشعار الحزب يتمثل بـ " أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة" وأهدافه تتلخص بـ " وحدة حرية اشتراكية".
2-الحزب الشيوعي السوري (بكداش – فيصل)
تأسس الحزب الشيوعي السوري عام 24/10/1924 على يد فؤاد الشمالي من بلدة بكفيا في لبنان، ثم أصبح خالد بكداش رئيساً له عام 1935.
ودخل الحزب البرلمان عام 1954 لأول مرة وتزايد نفوذه في سورية بشكل كبير في السنوات التي سبقت الوحدة مع مصر عام 1958، كما عارض الحزب هذه الوحدة فتعرض أعضاؤه للسجن والملاحقة.
عرف الحزب الشيوعي انقساماً داخلياً عام 1972 فانشق إلى جناحين: جناح خالد بكداش الذي احتفظ باسم الحزب، وجناح رياض الترك المعروف باسم "الحزب الشيوعي/المكتب السياسي".
كما تعرض الجناح البكداشي عام 1983 إلى انشقاق آخر فأصبح الحزب الشيوعي المنتمي إلى الجبهة الوطنية التقدمية بجناحين ظلا عضوين في الجبهة وهما: جناح وصال فرحة بكداش أرملة خالد بكداش، وجناح يوسف فيصل.
والفرق بين الجناحين هو الإضافة إلى أحد الشخصين، ولكل فصيل صحيفته حيث أصدر "جناح يوسف فيصل" صحيفة النور منذ أيار 2001 وتنشر كل يوم أحد بينما أصدر "جناح وصال بكداش" صحيفة صوت الشعب نصف الشهرية، والحزب الشيوعي السوري بجناحيه (وصال وفيصل) عضوان في الجبهة.
3-الحزب السوري القومي الاجتماعي
أسسه عام 1932 أنطون سعادة وقد اصطدم مع حزب البعث العربي الاشتراكي في الخمسينيات، بعد اغتيال العقيد (البعثي) عدنان المالكي نائب رئيس الأركان الذي اتهم حزب البعث السوريين القوميين بقتله عام 1955.
وتوقف نشاط الحزب على إثر ذلك في سورية فترة من الزمن ثم عاد الحزب إلى نشاطه السياسي منذ أعوام، وأصبح عضواً مراقباً في الجبهة الوطنية التقدمية منذ عام 2001. ويترأسه الآن جبران عريجي.
4-الاتحاد الاشتراكي العربي
يعود تأسيس الاتحاد العربي الاشتراكي إلى عام 1964، حين انصهر عدد من التشكيلات السياسية السورية ذات التوجه الناصري في حزب واحد "حركة القوميين العرب وحركة الوحدويين الاشتراكيين والجبهة العربية المتحدة والاتحاد الاشتراكي السوري".
تعرض الاتحاد الاشتراكي لانشقاقات عديدة فخلال عامي 1965 و1966، انسحبت منه حركتا الوحدويين الاشتراكيين والقوميين العرب، وفي عام 1967 حدث انقسام آخر نجم عنه ظهور جناحين، الأول بزعامة جمال الأتاسي والثاني بزعامة اللواء محمد الجراح.
وبعد ذلك بسنة غلبت تسمية الحزب على جناح جمال الأتاسي وقد انضم الحزب إلى الجبهة الوطنية التقدمية عند إنشائها.
إلا أنه عرف آخر انقساماته عام 1973، فخرج جمال الأتاسي بجناحه المعارض من الجبهة وبقي فوزي الكيالي فيها، وكلاهما احتفظ بذات الاسم أي "الاتحاد الاشتراكي العربي".
وقد ورث أنور الحمادي مكان الكيلاني أميناً عاماً للحزب ثم جاء بعدهما إسماعيل القاضي إلى أن وصلت رئاسة هذا الحزب إلى أمينه العام الحالي صفوان قدسي.
5-حركة الاشتراكيين العرب
هذه الحركة تطور للحزب العربي الاشتراكي الذي أسسه عثمان الحوراني عام 1938، ثم آلت قيادته إلى السياسي السوري الشهير أكرم الحوراني بعد ذلك.
وقد انضم أكرم الحوراني عام 1936 إلى "الحزب السوري القومي" وانسحب منه سنة 1938 لينضم إلى حزب "الشباب العربي الاشتراكي"، وفي بداية 1952 اندمجت جماعة الحوراني مع حزب البعث، ليتم تأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي.
ومنذ ثورة 8 آذار عزل جناح أكرم الحوراني من حزب البعث، فتأسست حينها حركة الاشتراكيين العرب، انقسمت حركة الاشتراكيين العرب إلى جناحين أحدهما عضو في الجبهة الوطنية التقدمية كان يرأسه عبد الغني قنوت حتى وفاته والثاني لم ينضم إلى الجبهة ويرأسه عبد الغني عياش.
ومنذ وفاة الأمين العام السابق للحركة عبد الغني قنوت في آذار 2001، عرف جناح الحركة العضو في الجبهة تصدعاً جديداً بين غسان عبد العزيز عثمان وأحمد الأحمد الذي اعترف به حزب البعث عضوا في الجبهة.
ومقابل حركة الاشتراكيين العرب في الجبهة برئاسة أحمد الأحمد، نجد نفس الاسم في التجمع الوطني الديمقراطي المعارض برئاسة عبد الغني عياش.
6-الاتحاد العربي الديمقراطي "حزب العهد"
أسسه غسان عبد العزيز عثمان الذي كان عضواً في حركة الاشتراكيين العرب، بعد وفاة الأمين العام السابق لهذه الحركة عبد الغني قنوت في آذار 2001.
وبقيت الحركة برئاسة أحمد الأحمد الذي اعترف به حزب البعث وأعطاه حقيبة وزارة الإنشاء والتعمير، في حين لم يحصل غسان عبد العزيز وحزبه الاتحاد العربي الديمقراطي على حقيبة وزارية .
7-حزب الوحدويين الاشتراكيين
تأسس حزب "الوحدويين الاشتراكيين" أولاً تحت اسم "الحركة الوحدوية الاشتراكية" عند الانفصال بين مصر وسورية في أيلول 1961، وقد أسسته مجموعة تضم 10 قياديين بعثيين تعارض قرار الانفصال، وقد أطلقوا على أنفسهم اسم "الحركة الوحدوية الاشتراكية"، كما أعلنوا ميثاقها في 1 تشرين الثاني 1961.
وقد انتخب فائز إسماعيل أميناً عاماً للحركة الوحدوية الاشتراكية في 23 آب 1963 بعد ميلاد الحركة الوحدوية الاشتراكية بسنة ونصف السنة، واستمر في الأمانة العامة حتى اليوم، وقد تطور اسم الحركة فأصبحت "الطليعة الوحدوية الاشتراكية" ثم صارت "حركة الوحدويين الاشتراكيين".
وبعد ذلك أصبحت "تنظيم الوحدويين الاشتراكيين"، أما اليوم فهي "حزب الوحدويين الاشتراكيين"، والحركة كما يتضح من توجهها الفكري ومن تاريخها تتموقع في التقاطع بين التوجهين القوميين الناصري والبعثي، وإن كان أعضاؤها يرون فيها حزباً قومياً لا ناصرياً ولا بعثياً.
ومنذ 7 آذار 1972 وحزب الوحدويين الاشتراكيين عضو في الجبهة الوطنية التقدمية.
8-الحزب الوحدوي الاشتراكي الديمقراطي
تأسس الحزب الوحدوي الاشتراكي الديمقراطي عام 1974، وانضم إلى الجبهة الوطنية التقدمية منذ نهاية كانون الأول 1988، وكان يقوده أمينه العام أحمد الأسعد منذ تأسيسه حتى وفاته في 9 آذار 2001.
وقد اندلع الصراع على أشده بين فراس الأسعد نجل زعيم الحزب الراحل أحمد الأسعد وبين العديد من أعضاء اللجنة المركزية والمكتب السياسي مثل هاني هيكل وفضل الله وغيرهما وقد انتخب فارس أميناً عاماً للحزب إلا أن الفصيل المناوئ شكل قيادة أخرى.