عاصفة غبارية لم تشهدها دير الزور منذ 27 عاماً وسيول الحسكة تجرف جسراً وتقتل 9 أشخاص
استنفرت قوى الدفاع المدني والإطفاء وفرق الإنقاذ بكل إمكانياتها البشرية والمادية للتعامل مع سيول تعرضت لها محافظة الحسكة نتيجة هطل أمطار غزيرة مترافقة مع عواصف رعدية
أدت إلى العديد من الفيضانات في مناطق متفرقة من المحافظة، في وقت ضربت فيه عاصفة غبارية مدينة دير الزور لم تشهد مثلها منذ 27 عاماً استمرت لخمس عشرة دقيقة وقلبت نهار المدينة إلى ليل.
وأدت السيول إلى أضرار بشرية ومادية وخاصة في جنوب محافظة الحسكة حيث حاصرت السيول عدة قرى وأدت لانهيار العديد من البيوت الطينية القديمة وجرف قطعان من الأغنام حسبما صرح به الأهالي في المنطقة الجنوبية.
وأدت الهطلات المطرية الغزيرة والسيول في المحافظة إلى جرف العديد من الجسور على الطرق العامة والفرعية في مناطق مختلفة ما أدى بدوره إلى وقوع حوادث كثيرة.
وأشار رئيس فوج الإطفاء في الحسكة الرائد جهاد حميدو إلى أن السيول أدت إلى انهيار جسر الميلبية على طريق الحسكة دير الزور وسقوط سيارة كانت تقل سبعة أشخاص من عائلة واحدة كانوا عائدين من حفلة عرس ما أدى إلى وفاة رجل وامرأة وفقدان خمسة أشخاص لا يزال البحث جارياً عنهم. كما توفي طفلان غرقاً في قبو بحي تل حجر نتيجة تسرب المياه إليها في ظل غياب الوالدين.
كذلك ذكرت مصادر من المشفى الوطني استقبال جثتين تعودان لشقيقين توفيا عندما ضربتهما صاعقة أثناء رعيهما الغنم في قرية جلبارات بالقرب من القامشلي.
وبيّن نائب محافظ الحسكة صالح حويجة أنه تم استنفار كل الأجهزة المحلية في المحافظة من شركات القطاع العام والدفاع المدني والإطفاء ومجلس مدينة الحسكة لتسليك المعابر وترميم الطرق وشفط المياه، مشيراً إلى أن المياه طوقت قرية الحارثة الواقعة على بعد 18 كيلومتراً من ناحية تل حميس وقرية الوادي الأحمر على
طريق تل براك وقرية الوطواطية والميلبية والخمائل جنوب محافظة الحسكة.
وقال حويجة: إن عمليات فتح الطريق وشفط المياه متواصلة لتخفيف الضرر عن الأهالي، مشيراً إلى وجود بعض الأضرار في الطرق المحلية والمركزية، موضحاً أن مديرية الخدمات الفنية تقوم حالياً بإعادة ترميم وتأهيل هذه الطرق.
وتعرضت محافظة الحسكة الأسبوع الماضي لسيول غزيرة أدت إلى محاصرة 28 قرية وتضرر الطريق الرئيسي في اليعربية ومقتل خمسة أطفال من عائلة واحدة.
وفي دير الزور، ضربت عاصفة غبارية المدينة عصر يوم السبت فقلبت نهارها ليلاً وفعلت دقائقها الخمس عشرة فعلتها في المحافظة التي تأثرت أغلبية الخدمات فيها فانقطع التيار الكهربائي لأكثر من ست ساعات في بعض المناطق، كما تعرضت الاتصالات البريدية وشبكات الخلوي والإنترنت لخلل كبير.
وأكد أبناء دير الزور أن محافظتهم لم تشهد مثل هذه العاصفة منذ أكثر من 27 عاماً، حيث سمي عام 1984 بعام «العجَّة السودا»، وهي مفردة العواصف الغبارية التي يتحدث بها أبناء دير الزور.
ويوم أمس تغيرت الصورة حيث أدى استمرار هطل المطر ضمن كميات متفاوتة الغزارة طوال ليل الأحد إلى تشكل سيول في عدة مناطق أثَّرت بشكل كبير في قرى الخريطة والطريف والمسرب، وقرى أخرى في مدينتي البوكمال والميادين. وأشار العديد من أبناء تلك المناطق إلى طوفان حقولهم الزراعية وتأثر بعض مزروعاتهم، بينما اشتكى آخرون بأن السيول لم توفر بعض المنازل الطينية البسيطة.