تداعيات الكاوبي الأمريكي
خرج علينا في الأيام الماضية الرئيس الأمريكي باراك أوباما بخطاب كعادته حمل مواقف متناقضة ومتقلبة فقد برز موقفه المتناقض تجاه ما يحدث في البلدان العربية حين أراد تحديد سياسة أمريكا تجاه ما يسمى الشرق الأوسط وذلك وفق معايير المصلحة الأمريكية _ الإسرائلية
في المنطقة .
فقد كرر تحريضه للثورة في سورية وليبيا وحاول سرقة ثمار الثورة في مصر وتونس وهمش ثورات البحرين واليمن وقطر والسعودية وغيرها .
الأهم فيما طرحه أوباما أن خطابه كان لايسمن من جوع لكنه وبكل وضوح تجاوز كل اللياقة والبرتوكولات الرسمية وصادر حرية الجميع كأنهم عبيد عنده حين نصب نفسه راعيا لحرية الشعوب التي لاتريد التعامل معه أصلا .
أما فيما يخص الشأن السوري فقد طلب من السيد الرئيس بشار الأسد إما أن يبدأ الإصلاحات أو يتنحى وهدد أن سورية إن لم تمتثل لشروطه سيتم عزلها من الخارج . وهذا قمة الإنتهاك للحرية ولكل الأعراف الدولية . فالإصلاحات بدأت منذ زمن وهي متسارعة وتسير على قدم وساق فعن أي إصلاحات يتكلم مستر أوباما قد يقصد ترك التحالف مع إيران ودعم المقاومة والهرولة لتقديم الولاء للكيان الصهيوني فهذه خطوط حمراء محرمة لايقبل بها الشعب السوري .
ويعود كاوبوي الحرية الأمريكي على عدم التنازل عن آمن إسرائيل ومواصلة دعم إسرائيل وأمنها .
في تهديد صريح لأمن جميع الدول العربية وتابع تهديده بقوله رؤساء آخرون سيلحقون بالرئيس التونسي والمصري .
وهنا نجد أن خطاب أوباما يمكن أن يفهم منه حجم المخطط التآمري الذي يحاك ضد الدول العربية وسورية على وجه الخصوص خاصة بعد تأكيد أوزباما على أنه على إسرائيل الرجوع إلى حدود ( 1967 ) فجاء الرد المباشر من نتنياهو بتكرار رفضه لما جاء على لسان أوباما للعودة حتى حدود ( 1967 ) .
في حين إعتبرت الرئاسة الفلسطينية رفض نتنياهو رفضا للسلام .
وتستمر المؤامرة خاصة بعد إستمرار العقوبات التي تتالى على سورية رغم أنها غير مؤثرة لكنها تعد مساندة سافرة للعدوان الإسرائيلي على سورية والعرب وتحريض لتصعيد الأزمة ولكننا نعتبرها وساما على صدر الأسد وشعبه الصامد .
مما أجبر هيلاري كلينتون بعد كل تحريضها السابق للإعتراف بأن السيد الرئيس بشار الأسد أكثر رئيسا إصلاحيا وسورية تتجه بالإصلاحات إلى الأمام .
لكن ما نريد التساؤل حوله :
هل يستمر إنتهاك أوباما للقانون الدولي من خلال ضربه المستمر لليبيا وتمديد التواجد الأمريكي في العراق خاصة بعد المقابر الجماعية هناك وما يحدث من إنتهاكات صريحة لحقوق الإنسان أضف إلى ذلك تغاضيه المستمر عما فعلته إسرائيل على مر تاريخها من مجازر سافر وجرائم حرب آخرها يوم العودة ( 15 / 5 / 2011 ) ؟؟؟
وهل الأحكام العرفية في البحرين بسجن ( 9 ) بحرينين لمدة ( 20 ) سنة لخطف عنصر آمن ؟؟؟؟ وبإعدام إثنين من المشاركين بالإحتجاجات هو أمر عادي ؟؟فقط لكون الحكومة البحرينية حليف قديم لواشنطن وأوباما يكتفي بتجديد إلتزامه بأمنها متغاضيا عما يحدث من إنتهاكات لحقوق المحتجين فيها وإكتفى فقط بالدعوى لحورا وطني ما بين السلطة والمعارضة ؟؟؟
وهل يملك أي رئيس أو ملك أو … أو … الشجاعة لتقديم طلب للمحكمة الدولية لإعتقال أوباما أو أي واحد من رموز حكومته أو أي واحد من أركان الكيان الصهيوني كما فعلوا بالعقيد معمر القذافي ؟؟؟
وهل التعتيم السياسي والإعلامي لما يحدث في قطر هو الحل للأزمة القطرية ؟؟؟
وماذا ستفعل يا اوباما تجاه المظاهرات التي دعى لها ثوار قطر ليوم الجمعة ( 27 / 5 / 2011 ) ضد الملك وزوجته ؟؟؟
وما هو حجم التغطية التي ستفردها الجزيرة القطرية لهذا الحدث ؟؟؟
وهل سيتم التسابق مع العربية وغيرها لعرض الرأي والرأي الآخر ؟؟؟
وبعد أن سقطت كل المخططات والأقنعة عمن كان وراءها لنتقف على أن المسألة ليست أسماء بل ما يهمنا هو الامن والأمان ثم محاسبة المقصرين والمتورطين ثم الإصلاح وبعدها لكل حادث حديث .