الفضائح الايطالية ما تزال مستمرة
لا يكاد القضاء المختص بمجال كرة القدم في ايطاليا ينتهي من قضية حتى تأتيه أخرى فقد ألقت التحقيقات الأخيرة في قضية التلاعب بنتائج المباريات بظلالها على المراحل الأخيرة من قضية فساد أخرى سابقة.
وقد قررت اللجنة التأديبية في الاتحاد الإيطالي لكرة القدم مساء أمس الأربعاء فرض عقوبة الإيقاف مدى الحياة بحق ثلاثة أشخاص لعبوا دوراً بارزاً في الفضيحة التي هزت أجواء دوري الدرجة الأولى الإيطالي عام 2006 .
وأدين لوتشيانو موجي وأنطونيو جيراودو، مسؤولي يوفنتوس السابقين، بتهديد الحكام ومسؤولين عن اختيار الحكام لادارة المباريات، خلال موسمين في الدوري الإيطالي.
أوقف موجي وجيرودو لمدة خمسة أعوام، إلى جانب إنوتشينزو مازيني الذي كان نائباً لرئيس الاتحاد الإيطالي للعبة، مع إمكانية إيقافهم مدى الحياة، وهي العقوبة التي فرضت عليهم الآن.
كان يوفنتوس قد دفع ثمن سلوك مسؤوليه عندما عوقب بالهبوط لدوري الدرجة الثانية في الموسم التالي كما جرى تجريده من لقبين في الدوري الإيطالي، وتلقت أندية ميلان وفيورنتينا ولاتسيو عقوبة خصم نقاط من أرصدتها بالدوري.
أوقف عدد من مسؤولي الأندية والحكام ومسؤولي اختيار حكام المباريات بسبب تشكيل شبكة تعمل على التهديد أو الترغيب بهدف التلاعب بنتائج المباريات لصالح فرق بعينها مقابل الحصول على امتيازات مهنية.
كانت مئات المكالمات الهاتفية المسجلة التي تظهر مناقشات مسؤولي الأندية حول اختيار الحكام وواقعة خلاف موجي مع أحد الحكام داخل غرفة تغيير الملابس، بمثابة بداية لما كشف عنه ممثلو الإدعاء.
وقال موجي الذي يخضع أيضاً للمحاكمة الجنائية إنه سيستأنف ضد عقوبة الإيقاف مدى الحياة أمام المحكمة الرياضية العليا، بينما ينتظر يوفنتوس المزيد من الأحكام الرياضية بشأن اللقب الذي فاز به عام 2006 .
يأمل يوفنتوس في استعادة اللقب الذي سحب منه ومنح لإنتر ميلان.
كان يوفنتوس فاز بالدوري الإيطالي عام 2005 لكن اللقب لم يحسم بعد.
يحسم ستيفانو بالاتسي، كبير ممثلي الادعاء بالاتحاد الإيطالي، القضية نهاية حزيران/يونيو الجاري.
غير أن ممثلي الإدعاء ينشغلون في الوقت الحالي بقضية تلاعب جديدة بدأت في وقت سابق هذا الشهر.
وينظر المحققون في كريمونا ادعاءات بأنه تم دفع رشي للاعبين في مسابقات دوري المحترفين الثلاث للتلاعب بنتائج مباريات بهدف كسب المراهنات.
كانت السلطات أعلنت أمس الأول الثلاثاء رفع الإقامة الجبرية بحق جوزيبي سينيوري، مهاجم فريقي لاتسيو وبولونيا سابقاً، لكنه لا يزال يخضع للتحقيقات ومعه 15 شخصا آخرين، بينهم لاعبون سابقون وحاليون وملاك وكالات مراهنات.
امتدت التحقيقات التي بدأت في كريمونا، جنوب غرب ميلانو، قبل ستة شهور إلى مدن أخرى.
وإلى جانب المراهنين والوسطاء الذين حاولوا دفع رشي، اتسعت رقعة التحقيقات التي أظهرت وجود منظمة إجرامية لغسيل الأموال من خلال المراهنة على مباريات والتلاعب بنتائجها.
بدأت الشرطة في كريمونا التحقيقات عندما تلقت بلاغاً عن أن لاعبين في دوري الدرجات الدنيا في إيطاليا، تناولوا شراباً يحتوي على عقاقير مهدئة قبل مباراة محلية في تشرين الثاني/نوفمبر.