بوش يحث العالم على إنهاء “شر” دارفور
دعا الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش المجتمع الدولي إلى اتخاذ الإجراء المناسب لإيقاف العنف في إقليم دارفور السوداني المضطرب بشكل جذري وفوري.
وكان بوش يتحدث في رواندا حيث لقي حوالي 800 ألف شخص حتفهم في مذابح وقعت في البلاد عام 1994.
وشبه الرئيس الأمريكي أعمال العنف التي شهدها إقليم دارفور، والتي أودت بحياة أكثر من 200 ألف شخص منذ عام 2003، بالمذابح التي شهدتها رواندا عام 1994 ووصفها بوش بأنها أعمال "إبادة جماعية".
وقال بوش في أعقاب جولة له في نصب كيجالي التذكاري، الذي يخلد ذكرى ضحايا الإبادة الجماعية في البلاد، إن مشاعره "اهتزت من الأعماق."
وقال بوش، الذي تشمل جولته الحالية خمس دول إفريقية، "إنه يتعين مواجهة الشر في دارفور أيضا."
وأضاف قائلا إن رد فعل العالم تجاه أزمة دارفور "تبدو لي بيروقراطية للغاية، وخصوصا بالنسبة لأولئك الناس الذين يعانون."
100 مليون دولار
وقد تعهد بوش بدفع 100 مليون دولار أمريكي إضافية لدعم جهود حفظ السلام في دارفور، إلا أنه دافع عن قراره بعدم إرسال قوات أمريكية إلى الإقليم.
وقال بوش: "لقد اتخذت قرارا وأنا ملتزم به. إني مرتاح للقرار الذي أقدمت عليه، لكنني لست مرتاحا لسرعة لرد فعل المجتمع الدولي (تجاه أزمة دارفور)."
لكنه قال إنه "يتعين على دول أخرى مساعدتنا على حل هذه المشكلة حلا جذريا وفوريا."
وكان بوش قد وقع في وقت سابق مع الرئيس الرواندي بول كاجامي معاهدة ثنائية لتنشيط وتنظيم الاستثمار بين بلديهما، ليغادر بعد ذلك إلى غانا حيث التقى لاحقا مع رئيسها جون كوفور الذي قال إن علاقات بلاده مع واشنطن "لم تكن من قبل بأفضل ما هي عليه الآن".
تحذير هولمز
جاءت تصريحات بوش بعد يوم واحد فقط من دعوة جون هولمز، منسق الجهود الانسانية التي تقوم بها الأمم المتحدة في دارفور، لجميع الاطراف المتصارعة في الإقليم إلى ضبط النفس، وذلك بعد ان تعرض معسكر للاجئين للقصف.
وكان المعسكر، الواقع بالقرب من بلدة آرو شارو غربي دارفور، خاليا من السكان عندما تعرض للقصف، حيث كان سكانه قد فروا بسبب هجوم قامت به القوات الحكومية عليه في وقت سابق.
وحذر هولمز مما وصفه بـ"عواقب وخيمة" تنتظر أكثر من عشرين ألف مدني في المنطقة في حال تواصلت الهجمات فيها.
هذا ومن المقرر ان يتم توسيع قوة حفظ السلام المشتركة في دارفور، والتي يساهم فيها الاتحاد الافريقي والأمم المتحدة، إلى 26 ألف عنصر خلال العام الحالي. ولكن في الوقت الراهن لا يوجد من هذه القوات على الأرض سوى تسعة آلاف عنصر.