لكل فصل مقال .. بقلم : ريم خضري
يا سيدتي لا تخافي الحياة حلوة بعد الأربعين والخمسين والستين والسبعين ؟؟؟!!
في الربيع … نحس بدفء روحي ..
الأوراق الخضراء تكسو الأشجار العارية معلنة قدوم الخير ..
تتحول الأرض الصفراء إلى بساط من العشب الأخضر ..
كأن الأرض منسوجة بخيوط من اللون الخضر على يد امهر النساجين …
والآن ترسل أشعة الشمس خيوطها الذهبية معلنة ولادة فصل الصيف بعد انتظار طويل…
امتلأت الشواطئ بالمصطافين الطالبين برودة البحر ودفء الشمس….
الكل يتمتع بكل لحظة من حياته في الصيف نتمتع بدفئه واللعب على شواطئ البحر..
ونقوم برحلات مع الأصدقاء انه فصل التمتع بالحياة إلى أقصى درجاتها…
انتظاراُ لقدوم فصل الخريف….
هذا الفصل وبعد برهة من الزمن يتحول المنظر الجميل …
إلى تساقط بأوراق الأشجار، والهواء المائل للبرودة يداعب وجناتنا …
معلن قدوم فصل الخير والعطاء فصل الشتاء….
فصل الأمطار، فصل الاستقرار في البيت وقراءة الصحف أمام المدفأة،
وشرب كوب من الشاي ما أحلا أوقات الشتاء…..
أوقات دافئة هادئة وما أجمل الثلج الأبيض يتساقط بأبهى لون له….
ومن ثم ما يلبث ان يعود الربيع ….
هذه دورة التناغم في الطبيعة موت وولادة…!!
فكم هي جميلة فصول السنة لكل فصل لحظاته وسكينته الخاصة…
لكل روح وفي كل لحظة عين جديدة ووعي جديد
وانفتاح على آفاق تقود إلى آفاق وآفاق!؟.
وهذه يا أخوتي هي فصول حياتنا التي نحياها …..
فما نلبث أن نكون في الربيع من العمر فنتناغم ونتحول الى فصل الصيف..
الذي نمكث فيه لعدة سنوات من حياتنا وننتقل إلى فصل الخريف….
وايضاُ نمكث فيه عدة سنوات ونتناغم ونتحول إلى فصل الشتاء
لكنه ليس النهاية يا إخوتي لأننا نعود ونتناغم بفصل من فصول الربيع …..
وهكذا دواليك إلى مالا نهاية !!!…
ولكن من خلال مسيرتنا ووصولنا إلى فصل الشتاء …
البعض ينظر إليه كأنه قبح داخلي فينا……
قبح في المنظر فتنظر المرأة المسنة إلى جسدها وتنعته بالقبح….
ترفض وللأسف الاعتراف بحقيقة وجود فصل الشتاء ضمن حياتها ……..
وتضع على وجهها مساحيق التجميل وتلجأ الى عمليات شد البشرة….
فمثل تلك المرأة لا ترتاح لها لأن الشكل الخارجي لها جميل….
انما الروح التي ستشع تكون بحالة من القلق والتوتر وعدم الرضى…..
فصدقوني يا اخوتي المرأة بعد سن الخمسين والستين تصبح إنسانة مستنيرة…
يصبح لها بهاء داخلي خاص بها ..
تصبح بنكهة مقدسة طاهرة اذا كانت في حالة من الوعي لما حملت من خبرات السنوات التي مضت بحياتها ….
يجب عليها ان تقف في هذه المحطة وتعيد ترتيب أوراقها ….
ستتفاجأ وتجد إنسانة جديدة ولدت من وعي واستنارة لأمور كثيرة بالحياة …
ستشع من الحكمة ما يكفي ليغذي روحها وروح من ترافقهم بالحياة ..
ستزهر في بساتين الفهم النابع من اعماق جمالها الداخلي ستجد فيما تجده النساء السابقات ظلمة ستجد فسحات ناصعة البياض من النور لأنها اقتربت منه .والذي قلبه اخضر سيقى اخضر فالقلب الاخضر هو القلب المليئ بالحب ويعرف كيف يحب نفسه ويحب الاخرين في كل لحظات من فصول الحياة
لكن اذا تقبلت المرآة المسنة واقعها الجديد..
قبلت التجاعيد واستقبلتها بكل فرح وسرور وعاشت بحالة حب بينها وبين التجاعيد..
فصدقوني ستختفي تلك التجاعيد ويشع الجمال الروحي الذي لا يكبر ……
جمال النفس الحلوة الشفافة سينعكس…
ففكرة الخوف من تقدم العمر بحد ذاتها فكرة مخيفة؟؟؟
لبعض النساء فهذا التفكير السلبي يؤدي إلى تجاعيد وتعب بالوجه..
ولكن عدم الخوف والقلق يجعل الوجه نضراً مشعاً ..
فما أجمل بأن نقرأ بكتاب فصولنا ونتناغم مع كل فصل منه ..
فلكل فصل مقال يجب ان تقرأ جيداً كل فصوله من الجلدة الى الجلدة ..
ونعيش فيه لأنه مكتوب لنا ان تكون عطاءات أرواحنا من خلال فصولنا المختلفة..
فنشعر بحالة من الرضى عن كل فصل حتى ننتهي منه بسلام !!….
ونعيش مرحلة الانتقال للفصل الآخر بهدوء وراحة ووصل وليس بالفصل..