تحذير أممي من كارثة بغزة والأونروا تستغيث طلبا للمساعدات
حذرت الأمم المتحدة من أن قطاع غزة يواجه كارثة إنسانية إذا واصلت إسرائيل منع وصول المساعدات إلى القطاع بإغلاق المعابر، في وقت مازالت تتجاهل تل أبيب القلق الدولي من تمسكها بالإغلاق.
وأوضحت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) الجمعة أن سلتها الغذائية التي تشكل نحو 60% من الحاجيات اليومية بما في ذلك مسحوق الحليب المجفف والسكر قد نفدت، مشيرة إلى أن معظم الدقيق بالمطاحن سيستهلك بحلول نهاية الشهر.
ووجه جون غينغ مدير عمليات الأونروا في قطاع غزة نداء استغاثة عبر قناة الجزيرة إلى المجتمع الدولي وإسرائيل والدول العربية للسماح بإيصال المساعدات الإنسانية للقطاع.
وقال غينغ للجزيرة إن أكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني في القطاع نصفهم من الأطفال مهددون بكارثة ما لم تصلهم المساعدات، وأشار إلى أن وكالته بحاجة إلى عمل وإجراءات لإنقاذ سكان غزة.
إجراءات غير مقبولة
وفي السياق حث مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إسرائيل على إنهاء الإغلاق "غير المقبول" للمعابر الحدودية مع غزة.
وقال جون هولمز في بيان الجمعة "الإجراءات التي تزيد المصاعب والمعاناة للسكان المدنيين لقطاع غزة ككل غير مقبولة ويجب أن تتوقف على الفور".
وتفرض إسرائيل حصارا مشددا على القطاع منذ أكثر من 17 شهرا، وقامت بإحكام إغلاق المعابر معه منذ تصاعد المواجهات مع فصائل المقاومة يوم 4 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري إثر اغتيالها عددا من ناشطي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والذي تم الرد عليه باستئناف قصف جنوب إسرائيل بالصواريخ.
ومنعت تل أبيب منذ ذلك التاريخ وصول الإمدادات الحيوية من وقود وطحين إلى غزة مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن أجزاء كبيرة من القطاع، وإغلاق بعض الأفران أبوابها ولجوء أخرى إلى التقنين لتظهر الطوابير على أبواب هذه الأفران.
حملة أوروبية
وفي هذا الإطار أطلقت الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة حملة كبيرة لجمع الأدوية والمستلزمات الطبية بعدة دول أوروبية، بهدف إرسالها إلى القطاع.
وأوضحت الجمعية في بيان حصلت الجزيرة نت على نسخة منه أن ما يتم جمعه من أدوية ومعدات طبية سوف يتم إرساله إلى قطاع غزة عن طريق البر، إن سمحت السلطات المصرية بإدخالها عبر معبر رفح الحدودي.
وأضافت أنها ستدخلها -في حال رفض القاهرة ذلك- عن طريق البحر، كما فعلت الحملة الأوروبية برحلاتها السابقة إلى القطاع أو بالطريقة التي تراها مناسبة، مؤكدة بالوقت ذاته أن هذه الحملة ستتبعها حملات مماثلة إلى غاية الرفع الكلي لحصار الاحتلال الإسرائيلي.
ومن جهتها دعت الحكومة الفلسطينية المقالة السلطات المصرية للسماح لوفد برلماني أميركي بالوصول إلى القطاع.
وقالت اللجنة المعنية بكسر الحصار التابعة لتلك الحكومة في بيان صحفي، إن الوفد الأميركي "سيأتي إلى غزة للاطلاع على حجم المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني جراء الحصار الإسرائيلي الظالم وإغلاق المعابر".
التزام بالتهدئة
وعلى صعيد آخر أكد رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة التزام الفصائل الفلسطينية المسلحة في القطاع باتفاق التهدئة مع إسرائيل "ما دامت هذه الأخيرة ملتزمة به".
وقال إسماعيل هنية أمس الجمعة "التقيت مع الفصائل الفلسطينية على مدار اليومين الماضيين وكان هناك موقف واضح، هم ملتزمون بالتهدئة إذا ما التزم الاحتلال الإسرائيلي".
وكانت إسرائيل وحماس توصلا بوساطة مصرية إلى اتفاق للتهدئة بدأ تنفيذه يوم 19 يونيو/ حزيران الماضي.
وتأتي هذه التصريحات في وقت أشار فيه المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية ميكي روزنفيلد إلى أن صاروخا أطلق من القطاع ووقع بالمنطقة الصناعية التابعة لعسقلان بدون أن يتسبب بوقوع خسائر.
تجاهل إسرائيلي
ومقابل ذلك تواصل تل أبيب تجاهل القلق الدولي، وتواصل تمسكها بالإغلاق حيث ذكرت تقارير صحفية أن قوات إسرائيلية توغلت صباح الجمعة بالأطراف الشرقية من مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.
وقالت وزيرة الخارجية تسيبي ليفني خلال اتصال هاتفي مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الخميس إن المجتمع الدولي يدعو لتطبيق سياسة، زعمت أنها "تتجاهل أعمال الإرهاب الهادف إلى إيذاء المدنيين".
ودعت الأمم المتحدة إسرائيل إلى إعادة فتح المعابر، مؤكدة أن الإغلاق يتعارض مع القانون الدولي.
ومن جهته التقى ملك الأردن عبد الله الثاني الرئيس الفلسطيني محمود عباس الخميس بميناء العقبة على البحر الأحمر. وحث عبد الله وفق بيان صدر من البلاط الملكي، تل أبيب على الامتناع عن القيام بأي "خطوات تصعيدية" بالقطاع.