538 مواطناً من الأهل في الجولان يصلون القنيطرة المحررة ويؤكدون تمسكهم بهويتنا العربية السورية
بعد مماطلة وتأجيل من سلطات الاحتلال الإسرائيلية وصل وفد من أهلنا في الجولان السوري المحتل أمس إلى مدينة القنيطرة المحررة ويضم 538 مواطنا بينهم 275 امرأة في زيارة تستمر أربعة أيام وذلك في إطار التواصل المستمر والتعبير
عن التمسك بالهوية العربية السورية والانتماء للوطن ..
وقال المهندس حسين عرنوس محافظ القنيطرة إن محاولات سلطات الاحتلال التلاعب بمشاعر أهلنا في الجولان وتأجيل موعد الزيارة لم تثنهم عن مواقفهم الوطنية وانتمائهم لوطنهم سورية الذي يفتح أبوابه لاستقبال أهلنا الصامدين في الجولان المحتل موضحا أن المحافظة أنجزت كل الترتيبات والاستعدادات اللازمة لاستقبال واستضافة الوفد سواء على أرض المحافظة أو في المحافظات السورية الأخرى التي يرغبون بزيارتها.
وحيا المحافظ في كلمة له تضحيات أبناء الجولان ونضالاتهم المشرفة في الدفاع عن الأرض غير مكترثين بما يملك الاحتلال من أدوات قتل وتدمير يستخدمها للنيل من عزيمتهم وتمسكهم بهويتهم العربية السورية مؤكدا أهمية تواصل أهالي الجولان مع ذويهم وحرصهم على الوحدة الوطنية وتمسكهم بحقهم المشروع في مقاومة الاحتلال الذي أقرته الشرائع والقيم والأعراف الإنسانية والدولية.
وأكد الأسير المحرر الشيخ فؤاد الشاعر في كلمة له باسم الوفد خلال الاحتفال الذي أقيم على مشارف الجولان السوري المحتل بمدينة القنيطرة تمسك أبناء الجولان بهويتهم العربية السورية وأرضهم وصمودهم في وجه ممارسات الاحتلال الإسرائيلي قائلا.. الشعور بأننا سوريون لا يفارقنا ويشحن قلوبنا وعقولنا بإرادة الصمود والتمسك بالأرض والهوية والقبض عليهما بالنواجذ.
وأضاف الشاعر أن أهالي الجولان متمسكون بالثوابت الوطنية وأولها الانتماء للوطن والفخر والاعتزاز به لافتا إلى أن الجولان سيبقى عربيا سوريا أرضا وشعبا مهما طال ليل الاحتلال.
وأكد أن ما تواجهه سورية هذه الأيام هو حرب ممنهجة نتيجة مواقفها العربية الأصيلة كونها الحضن الدافئ لكل العرب والداعمة لكل حركات التحرر العالمية ولأنها لا تساوم على سيادتها على كامل ترابها الوطني موجهاً التحية والإكبار للجيش السوري الذي يدافع عن سورية أرضاً وشعباً وعن الجولان المحتل.
وفي تصريحات لوكالة سانا دعا الشيخ نجيب فرحات والد الأسير المحرر عطا فرحات من قرية بقعاثا دول العالم ومنظمات حقوق الإنسان والمنظمات الدولية للنظر إلى الظلم والجور الذي يعانيه أهالي الجولان المحتل من الاحتلال الإسرائيلي الذي يبعدهم عن أهلهم وأقربائهم مطالبا هذه الجهات بالوقوف إلى جانب الحق والانتصار له والضغط على سلطات الاحتلال للانسحاب من الجولان وإعادته إلى أهله الحقيقيين والشرعيين.
ولفت فرحات إلى أن زيارة الوفد تزيد أهلنا في الجولان إصرارا على التمسك بثوابتهم الوطنية وهويتهم العربية السورية والاستمرار في دفاعهم عن الأرض والمقدسات والثبات في مواجهة العنجهية الإسرائيلية والممارسات العدوانية تجاههم.
وقالت السيدة سمية أبو صالح إن هذه الزيارة الأولى لها منذ أكثر من 44 عاما ولذلك فإنها تتمتع بأهمية إنسانية واجتماعية ووطنية مؤكدة أن الزيارة جددت فيها الآمال وأدخلت الفرحة والبهجة والسرور إلى قلبها.
وقالت السيدة أهداب حرب إن صورة الأهل والوطن لم تفارقها مذ غادرت إلى الجولان عروسا قبل 10 سنوات مشيرة إلى أن زيارتها زادتها إصرارا على الصمود في وجه الاحتلال وممارساته القمعية ضد أهل الجولان.
وقال الشاب أمير عماشة من قرية بقعاثا في الجولان المحتل طالب سنة ثالثة طب بشري في جامعة دمشق انه ينتظر وصول والدته وأقربائه ولا يمكنه الانتظار أكثر لرؤيتهم وأخذهم لزيارة كل أرجاء سورية وتعريفهم على وطنهم الذي حرمهم منه الاحتلال.
وقالت السيدة أديل محمد صباغ 81 عاما من مجدل شمس المحتلة إن فرحتها لا توصف كون هذه هي زيارتها الأولى منذ أكثر من أربعين عاماً وأتت اليوم لزيارة أبناء أشقائها المقيمين في مدينة السويداء لافتةً إلى أن فرحتها منقوصة لعدم تمكنها من اصطحاب أبنائها في الجولان المحتل لرؤية أبناء عمهم وأقربائهم ولعدم تمكنها من رؤية أخيها الذي توفي منذ نحو ثلاث سنوات.
وأكدت السيدة سهام خاطر 55 عاما من مدينة السويداء متزوجة في قرية مجدل شمس المحتلة أن مشاعرها كانت لا توصف حيث عجزت عن الكلام لأكثر من ساعة وكل ما استطاعت فعله وقوله هو البكاء أثناء عبورها الأول لمعبر مدينة القنيطرة وتقدمها أكثر نحو أهلها وأقربائها وأبنها الذي يتابع تحصيله العلمي في جامعات الوطن.
وأضافت السيدة خاطر أنها لم تستطع النوم منذ ليلة أمس إلى اليوم عند سماعها بموعد الزيارة متمنيةً أن يزول الاحتلال بأقرب وقت وتزول معه الأسلاك الشائكة والحواجز العسكرية الإسرائيلية وكل ما تسببه سلطات الاحتلال لأبناء الجولان من اغتراب وعزلة عن أهلهم.
وقال الشيخ أسعد قضماني من مجدل شمس إن زيارته هي الزيارة الثالثة للوطن ولكن في كل زيارة يشعر أنها الأولى وبشوق ولهفة لمقابلة أهله وأقربائه ووطنه سورية أكثر من الزيارات السابقة مؤكداً أن زيارة وطنه في أي لحظة تمثل عيدا حقيقيا له ينتظره سنوياً.
من جهته قال السيد قاسم الصفدي من مجدل شمس إن مشاعره لا توصف لزيارة وطنه للمرة الأولى منذ الاحتلال الإسرائيلي للجولان لافتاً إلى أنه لا يوجد أغلى من وطنه سورية على قلبه موضحا انه يشعر بالسعادة الغامرة بعد رؤية وطنه وأهله بخير بعكس ما كانت تروج وتبث القنوات الإعلامية المغرضة.
وقال إسماعيل فرحات إنه يزور وطنه سنوياً منذ بدء الزيارات من الجولان المحتل للوطن وفي كل زيارة تتعمق محبته لبلده سورية ويزداد تمسكه بانتمائه لوطنه وهويته السورية وأثناء عودته يفقد جزءاً من قلبه الذي تعلق وعشق تراب الوطن.
كما أكدت السيدة باسمة الصفدي أن فرحتها منقوصة وتشعر بغصة كبيرة لعدم تمكنها من جلب أبنائها معها لكي يتمكن أفراد عائلتها في مدينة جرمانا من رؤيتهم كونها ذهبت إلى الجولان وهي عروس مشيرة إلى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلية حاولت الضغط والتضييق عليها وعلى كل أفراد الوفد وخاصة بعد تأجيل موعد الزيارة.
أما ناهدة حمد والتي كانت تنتظر قدوم أختيها اللتين ذهبتا إلى الجولان وهن عرائس أكدت شعورها بالحنين لأختيها وخاصة أن الشعب العربي عامة والسوري خاصة عرف واشتهر بقوة روابطه وتواصله الاجتماعي.
الفنان السوري خالد القيش الذي كان ينتظر قدوم والدته من قرية بقعاثا في الجولان المحتل مع الوفد عبر عن إيمانه المطلق بعودة الجولان إلى حضن الوطن سورية قريباً وأن هذا الشعور يزداد ويكبر في كل عام.
ولفت القيش إلى أن الشريط الشائك والزائل الذي وضعه الاحتلال لن يستطيع أن يفصل بين أبناء الدم الواحد ولن يمنع التواصل بين الأقارب والأهل مهما بلغت إجراءات المحتل مؤكدا أن كل إجراءات الاحتلال التعسفية والاستفزازية على أبناء الجولان نابعة من حقيقة ثابتة لا ينكرها أحد وهي حتمية زوال الاحتلال.
حضر الاحتفال أمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي في القنيطرة وحشد من الفعاليات الروحية والاجتماعية والاقتصادية والأهلية في المحافظة.
كما زار الوفد بانوراما حرب تشرين التحريرية واستمعوا لشرح عن أقسامها واللوحات الديورامية فيها والتي تمثل بطولات الجيش العربي السوري.
كما قام الوفد بزيارة مقبرة الشهداء بنجها ووضعوا إكليلا من الزهور على نصب الشهداء وقرؤوا الفاتحة على أرواحهم الطاهرة.
وأكد عدد من أعضاء الوفد في تصريحات لوكالة سانا عن تمسكهم بالهوية السورية ورفض الهوية الإسرائيلية رغم كل إجراءات الترهيب والترغيب التي تمارسها سلطات الاحتلال بحقهم ودعمهم لمواقف سورية الوطنية والقومية ودعمهم لمسيرة الإصلاح بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد.
وعبر الشيخ فارس سلمان شمس رئيس الوفد عن اعتزازه بمواقف وطنه الأم سورية تجاه القضايا الوطنية والقومية مؤكدا رفض أهالي الجولان السوري المحتل للهجمة الإعلامية التي تشن ضد سورية ورفضهم للمؤامرة التي تحاك ضدها وان سورية قادرة على الخروج من هذه الأزمة بفضل وعي شعبها ووحدتهم الوطنية.
وقال شمس إن الاحتلال وجبروته لن ينال من عزيمتهم في مقاومته لأن الروح المعنوية العالية التي يتمتع بها أهالي الجولان وثقتهم الكبيرة بعودته إلى الوطن الأم يجعلهم يرفضون الرضوخ للاحتلال وممارساته اللاإنسانية ومواصلة نضالهم حتى التحرير.
من جهتها أكدت المواطنة سعاد أبو صالح أن هذه زيارتها الأولى لسورية منذ 35 عاما وتأتي دعما لما تقوم به القيادة السياسية من إصلاحات ورفضا لكل المؤامرات التي تحاك ضد سورية فيما عبر المواطن صالح القيش عن سعادته لزيارة الوطن الأم سورية ولقاء الأهل لتعميق التواصل ولدعم أي تحرك من شأنه تعزيز الوحدة الوطنية.
وأكد القيش أن تحرير الجولان سيتم بعزيمة أهله وإصرارهم على رفض الاحتلال متمنيا الخلاص من المحنة التي يتعرض لها الوطن في أقرب وقت والخروج منها أكثر قوة.
وقال الشيخ جميل الزهوة من بقعاثا إن سلطات الاحتلال حاولت منعنا من زيارة وطننا الأم وترهيبنا بذريعة أن الأوضاع غير مستقرة في سورية وجعلتنا نوقع على تصاريح معتقدة أنها سوف تمنعنا وتحد من عزيمتنا لكن ذلك زاد إصرارنا على القدوم مشيرا إلى أن هذه الزيارة هي تأكيد لأهلنا في الجولان أن سورية بخير وستخرج من الأزمة أقوى.
بدوره قال الشيخ نبيل شعلان تمسك أهالي الجولان المحتل بالثوابت الوطنية والقومية ودعمهم لعملية الإصلاح ورفض الهجمة التي تتعرض لها سورية والتدخل في شؤونها الداخلية ومحاولة زعزعة أمنها واستقرارها بهدف إضعاف دورها المقاوم والمدافع عن الحقوق العربية.
ودعا شعلان المجمع الدولي والمنظمات الدولية والإنسانية لاتخاذ مواقف جادة تجاه قضية الجولان العربي السوري المحتل وممارسة الضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي لوقف مشاريعها العدوانية والعمل على إرغامها لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية وانسحابها من جميع الأراضي العربية المحتلة ولاسيما الجولان السوري المحتل.
وقال عصام شعلان مختار الجولان السوري المحتل إن الزيارة تأتي في إطار تقديم الواجب الوطني والديني والاجتماعي تجاه وطنهم الأم سورية ولتأكيد مواقف أهل الجولان ودعمهم لعملية الإصلاح ورفضهم لكل التدخلات الخارجية ضد سورية.