سوق السيارات الأمريكية.. “اشتر واحدة وخذ الثانية مجانا”
أثار الإعلان الذي طرحه موزع لبيع السيارات نشر في الصحف الأمريكية موجة استفسارات وشكوك، بشأن صحة الإعلان، الذي جاء على شاكلة إعلانات المنظفات أو بعض المواد الغذائية الاستهلاكية.
نص الإعلان الغريب في عالم السيارات، جاء ليؤكد مدى التدهور الذي تعانيه سوق مبيعات السيارات في الولايات المتحدة الأمريكية جراء الأزمة المالية العالمية، حيث تشير التوقعات إلى انخفاض مبيعات السيارات خلال العام 2009 إلى 19700 موزع للسيارات مقارنة بنحو 50 ألفاً في أربعينيات القرن العشرين.
يقول مدير المبيعات في شركة "روب لامبدين" بميامي لـ CNN السيد علي أحمد: "الانطباع الأول لزبائن الذين يأتون إلينا هو أنه إعلان زائف وغير حقيقي.. رغم أن الإعلان حقيقي."
أما الحقيقة الفعلية وراء هذا الإعلان، فهو أن على من يرغب بشراء سيارة جديدة من شاحنات "دودج" أن يشتريها بسعر التجزئة الكامل قبل أن يصبح مخولاً بالحصول على الشاحنة الثانية مقابل 3000 دولار هي إجمالي الضرائب ورسوم بائع التجزئة ونفقات أخرى.
يقول أحمد: "لقد انهمكنا بالرد على المكالمات الهاتفية والبريد الإلكتروني من مختلف الولايات، من أولئك الذين يحاولون شراء سيارات بموجب الإعلان."
ويأتي هذا التوجه في وقت أعلن فيه أكثر من 700 بائع سيارات أمريكية إغلاق محالهم منذ بدء الأزمة المالية الخانقة، فيما تشير التوقعات إلى أن يرتفع هذا العدد إلى أكثر من 900 بائع.
وتشير الإحصائيات إلى أن مبيعات السيارات انخفضت إلى أدنى مستوى لها منذ 15 عاماً، الأمر الذي يزيد من مصاعب شركات صناعة السيارات الأمريكية الثلاثة الكبرى.
ويعتقد الكثير من بائعي السيارات المستقلين، أي الذين لا يشكلون ذراعاً لشركات صناعة السيارات، وبالتالي ممن يحصلون على قروض لتمويل مبيعاتهم، أن السوق، التي تشكل نحو خُمس مبيعات التجزئة الأمريكية، ستشهد مزيداً من التراجع، الأمر الذي سنعكس سلباً على الإعلانات وبالتالي وسائل الإعلام.
كذلك يعتقدون أن السيارات لم تعد أولية قصوى للمواطنين الذين أصبحوا يركزون على توفير الاحتياجات الأساسية قبل أي شيء آخر.
وأظهرت الإحصائيات تراجع مبيعات السيارات من 1.18 مليون سيارة في تشرين الثاني 2007 إلى 747 ألف سيارة في الشهر نفسه من العام 2008، أي بتراجع قدره 36.7 في المائة.
وانخفضت مبيعات جنرال موتورز من السيارات بنسبة 41.3 في المائة، بينما تراجعت مبيعات فورد بنسبة 30.5 في المائة، في حين كانت كرايسلر الخاسر الأكبر بتراجع مبيعاتها بنسبة 47.1 في المائة.
والأدهى من هذا أن بائع السيارات لم يعودوا قادرين على لفت اهتمام المواطنين للسيارات، وفي الوقت نفسه، لم تعد الشركات المصنعة تطرح طرزاً جديدة بسبب ما تعانيه من مصاعب مالية وخسائر.