هدوء في أثينا بعد أسبوع من الاحتجاجات العنيفة

شهدت العاصمة اليونانية سلسلة اعتداءات صغيرة الليلة الماضية غير انه لم تسجل اي مواجهات في اليونان بين الشبان وقوات الامن بعد سبعة ايام من اعمال العنف.
ونفذت هجمات باستخدام خراطيش غاز صغيرة استهدفت مقار البنك الوطني اليوناني اكبر بنوك البلاد والبنك الزراعي والعام وسيتي بنك ومكتبا محليا للحزب المحافظ الحاكم الديمقراطية الجديدة في اثنين من احياء اثينا الا انها لم تؤءد الى سقوط ضحايا بل تسببت فقط في اضرار مادية واندلاع حرائق سرعان ما سيطر عليها رجال الاطفاء لافتة الى انه لم تتبن اي جهة هذه الهجمات.

كما سجلت اضرار في سوبر ماركت ومحل لبيع منتجات شركة الاتصالات يقعان بمحاذاة مصرفين تعرضا لهجمات وتم احراق سيارتين في اثنين من احياء العاصمة غويزي واكسارشيا معقل الاحتجاج في اثينا.

ولم يعلن عن اي تظاهرة السبت لتلاميذ المدارس وطلبة الجامعات المحتشدين منذ اسبوع اثر مقتل الفتى الكسي غريغوربولوس 15 عاما السبت الماضي برصاص شرطي في حي اكسارشيا كما لم يعلن الا عن تجمع سيقام اليوم في اكسارشيا.

وكانت الشرطة اشارت الى تراجع التوتر منذ يومين مقارنة ببداية الاسبوع الذي هزت فيه اثينا وابرز المدن اليونانية صدامات عنيفة.

وتظاهر في وسط سالونيكي كبرى مدن شمال اليونان الليلة الماضية الف شخص واطلقت مجموعة من المتظاهرين اثر التجمع مقذوفات على مقار حزب الديمقراطية الجديدة ما ادى الى اضرار مادية.

وفي اثينا تجمع اكثر من مئتي شخص من الطلبة والعمال الذين يحتلون كلية الحقوق في العاصمة في هدوء على مشارف الكلية كما سجلت صدامات محدودة بين الشرطة والشبان خلال التظاهرة.

ومن جهته استبعد رئيس الوزراء كوستاس كرمنليس اي انسحاب من السلطة او تنظيم انتخابات تشريعية مبكرة وقال للصحفيين على هامش اجتماع رؤساء دول وحكومات الاتحاد الاوروبي في بروكسل ان الوقت مبكر جدا.

وكانت المواجهات تجددت بين المتظاهرين وعناصر الشرطة اليونانية في أثينا إذ ألقى شبان زجاجات حارقة ومقذوفات على رجال الشرطة الذين ردوا قنابل مسيلة للدموع خلال تظاهرة شارك فيها تلامذة وطلاب وبعد دقائق على هذه الحوادث عاد الهدوء غير أن التوتر ظل مخيماً.

وحصلت هذه المواجهة بين عشرات الشبان والشرطة بعيد الظهر فيما كان حوالي أربعة آلاف شخص يستعدون للتظاهر وسط أثينا وسجلت المواجهة في اليوم السابع من تعبئة شعبية غير مسبوقة في اثينا ردا على مقتل فتى السبت الماضي برصاص شرطي.

إغلاق الاكروبوليس نتيجة اضراب موظفي وزارة الثقافة اليونانية

إلى ذلك أعلنت وزارة الثقافة اليونانية أنها قررت تمديد إغلاق موقع الاكروبوليس الأثري إلى أجل غير مسمى بسبب استمرار اضراب الموظفين فيه للمطالبة بزيادة رواتبهم.

وقال مصدر في وزارة الثقافة اليونانية إن تلبية مطالب الموظفين في الموقع قبل نهاية العام الجاري أمر مستبعد موضحاً أن نصا تم اعداده لحل هذه المسألة ينبغي التصويت عليه في البرلمان قريباً.

ويطالب الموظفون العاملون في الموقع بزيادة رواتبهم وقرروا إغلاق الاكروبوليس للضغط على الحكومة حسبما ذكر رئيس نقابة الموظفين يانيس ديماكاكوس لصحيفة اليفتيروس تيبوس.

ويشكل الاكروبوليس رمزاً للحضارة اليونانية القديمة اعتبارا من القرن الخامس ما قبل الميلاد كما أنه من أكثر المواقع استقبالاً للزيارات ويشمل معابد البارتينون واريختيون وأثينا خلف مدخله الضخم.

وكانت العاصمة اليونانية أثينا شهدت حالة من الهدوء النسبي بعد ستة ايام من المواجهات بين شبان يونانيين ورجال الشرطة اندلعت اثر مقتل فتى برصاص الشرطة.

وأكدت مصادر في الشرطة اليونانية ان حادثا واحدا فقط سجل الليلة الماضية عندما رشق شبان بالحجارة مركزا رياضيا يملكه مينوس كيرياكو رئيس اللجنة الاولمبية اليونانية.

وقام حوالى عشرين شابا برشق رجال شرطة بالحجارة قرب جامعة اثينا اثر تظاهرة شارك فيها حوالى اربعمئة شخص فيما انتهت تظاهرة اخرى شارك فيها اكثر من الف شخص وسط سالونيكي ثاني مدن البلاد من دون حوادث.

وادت المواجهات التي هزت اليونان طوال اسبوع الى اضرار كبيرة في المحلات التجارية والوكالات المصرفية والمباني الرسمية في اثينا والمدن الكبرى الاخرى في البلاد.

كرمنليس يستبعد الاستقالة

في غضون ذلك استبعد رئيس الوزراء اليوناني كوستاس كرمنليس اليوم الاستقالة أو الدعوة الى انتخابات تشريعية مبكرة في وقت تشهد بلاده موجة عنف غير مسبوقة منذ مقتل شاب يوم السبت الماضى على يد الشرطة.

وكرر كرمنليس في تصريح للصحفيين على هامش قمة في بروكسل لرؤساء الدول والحكومات الاوروبيين ما قاله في سابقاً .. "من المبكر جداً أن أتقاعد".

وأضاف انه في هذه الأجواء وفي إطار أزمة اقتصادية ضارة جداً فإن البلاد تحتاج الى حكومة متماسكة ومسؤولة وإلى أيد قوية لإرشادها وهذا الأمر بالنسبة له أولوية، ونفى وجود أي سيناريو حول انتخابات مبكرة أو تغيير للقيادة.