سورية الرقم الصعب .. بقلم فريد ميليش
المحاولات المتكررة من قبل الدول الغربية والكيان الصهيوني للتدخل بالشؤون الداخلية السورية تعكس حالة التخبط التي وصلت إليها هذه الدول في تعاطيها مع الحالة السورية والتي يمكن من خلال ذلك فهم التصريحات الإسرائيلية الوقحة
والتي تشدق فيها المسؤولون الإسرائيليون عارضين تقديم ما سموه مساعدات للشعب السوري ،بعد فشل جميع محاولاتها لفك الارتباط الوثيق بين الشعب وقيادته المبني على أسس راسخة من التمسك بخيار المقاومة والحفاظ على استقلالية القرار الوطني ..
إن أخطر ما في هذه التصريحات هو أن البعض لم يعد يجد خجلاً في التشدق والاحتفاء بها حتى ولو كان مصدرها إسرائيل التي يروج لها البعض ،ومثل مثل هذه التصريحات وكثير مما سبقها تكشف جملة من الحقائق لا بد من التأكيد عليها :
أولاً – سوريا ليست بحاجة لمثل هذه المساعدات ، فجميع المواد الغذائية والطبية وغيرها متوافرة لجميع المواطنين السوريين وفي كل المحافظات السورية، وهذه التصريحات لا علاقة لها بأوضاع إنسانية وإنما بأغراض سياسية تعرفها جيداً الجهات التي تقف وراءها والتي لا يراد بها إلا الباطل.
ثانياً – مثل هذه التصريحات تؤكد عقم الممارسات التي اتخذت بحق سورية منذ بداية الأحداث إلى اليوم، وهم انتقلوا إلى مثل هذه التصريحات السخيفة لإيهام الرأي العام العالمي بفداحة الوضع الإنساني في سورية وهذا ما يدلل على أن ثمة كثيرين ممن يحاولون إطالة عمر الأزمة السورية بمزيد من دماء السوريين الأبرياء من مدنيين وعسكريين وفي كلتا الحالتين يحضر التدخل العربي والإقليمي والدولي بوجهه القبيح… وفي كلتا الحالتين أيضاً الجريمة واحدة، وإن اختلفت أساليب كل منها.
ثالثاً – الحقيقة الثابتة والتي يعلمها الجميع أن فاقد الشيء لا يعطيه فالقاصي والداني يعرف تماماً تاريخ الكيان الصهيوني الحافل بالممارسات غير الإنسانية والتي تصنف كجرائم ضد الإنسانية تبدأ ما قبل وجود هذا الكيان وما زالت متواصلة، وأكبر جريمة ضد الإنسانية هي قيام هذا الكيان الاستعماري العنصري على حساب شعب آخر، فأنى لمثل هذا الكيان المغتصب مثل هذه المبادرة التي تتخذ الإنسانية شعاراً زائفاً تتمترس خلفها.
والأهم من كل ذلك أن سورية ليست مزاد سياسي .
حاجي ضحك على الدقون